الممرض شهابي .. يتحدى مخاطر"كورونا" لإنقاذ المصابين في "عين الحلوة"

 


وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي

قرر الممرض الفلسطيني، إبن مخيم عين الحلوة، حسن أحمد شهابي، أن يكون متطوعاً في مواجهة جائحة كورونا.. ذلك الوباء الذي انتشر في كافة أنحاء العالم، وأصاب أهل مخيمه،  فوقف في الصف الأول لمساندة المصابين في المخيم، وخاصة كبار السن، ويمد يد العون لهم، مستنداً إلى خبرته في مجال التمريض، كمبادرة شخصية، ودون مقابل.. وهو الآن يقود "المعركة" وجهاً لوجه، باختلاطه المباشر مع المصابين، ليكون جندياً مجهولاً هدفه إنقاذ أرواح الناس،ويذكر أنه فاز بالمرتبة الثانية كأفضل ممرض فلسطيني في لبنان. 

وفي هذا السياق، تحدث شهابي، إبن بلدة عرب زبيد، قضاء صفد، ل"وكالة القدس للأنباء"، قائلا: "بدأت العمل كممرض في عام ٢٠١٨، ولا زلت أكمل دراستي في جامعة بيروت العربية، للحصول على أعلى مستوى في الدراسة، وأعلى الشهادات التي تمكني من مساعدة أبناء بلدي، وحالياً أعمل في مستشفى "الجامعة الأميركية"، في بيروت، ( private nurse)، وكنت ممرضاً متطوعاً في مستشفى "الهمشري"، في صيدا، كما عملت لمدة سنة في مستشفى "الأقصى" في مخيم عين الحلوة".

وبيّن أنه "اخترت مهنة التمريض لأنها مهنة إنسانية، ويمكنني العمل بمجالها كلاجئ فلسطيني في الشتات، أكثر من المهن الأخرى"، موضحاً أنه "قررت مساعدة أبناء مخيمي، أولاً اقتداء بقول الرسول، (صلى الله عليه وسلم) "إن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"، وثانياً، نحن كلاجئين فلسطينيين مهمشين من سياسة "الأونروا" وغيرها من المؤسسات، وبعد تخليهم عن مسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني بالمخيمات، فأنا كممرض فلسطيني من واجبي الأخلاقي والوطني والإنساني مساعدة أهلي وشعبي في المخيم، وأن أكون بخط الدفاع الأول في هذه المعركة الصعبة، وأجري أتقاضاه من الله عز وجل، ونحن كلنا أخوة الدم وأهل وما هو إلا واجبي ولا منّة لي".

وأضاف: أنه "أساعد أبناء شعبي، بما يسمح لي عملي من خلال خبرتي كممرض حائز على شهادة (bt)، وعبر الاستشارات الطبية والارشادية من الدكتور مجدي شحادة، وأعمل على تطبيق العلاج الموصوف من الطبيب المختص للمرضى، مثل الأوكسجين والمصل ودواء الالتهابات، والمسكن، والحقن، وبعض الإسعافات الأولية"، مؤكداً أنه، "أقوم بكافة الإجراءات للحفاظ على سلامتي، وسلامة عائلتي، من خلال ارتداء الزي المخصص لفايروس (COVID_19)، وارتداء الكمامة، والقفازات الطبية، وأقوم أيضاً بتعقيم نفسي عند الخروج من عند كل مصاب عبر جهاز التعقيم بالرذاذ (Sterilization)".

وعن المشاكل التي تواجهه أثناء قيامه بواجبه المهني والإنساني، قال، إنه "نعاني من عدم وجود الدواء والعلاج للمرضى، وعدم وجود الأوكسجين والمستلزمات الطبية التي يحتاجها المريض، بالإضافة إلى قلة مستلزماتي كممرض، مثل اللباس والمعقمات والقفازات والكمامات، وأنا أحاول تأمين هذه المستلزمات من مالي الخاص، بقدر استطاعتي، ولا بد من شكر  رجال الخير، الذين قاموا بإحضار كمامات وزي، وجهاز تعقيم، ولكن هذا لا يكفي، لكوني أعمل بمجهود شخصي، لمداواة المرضى، والحصول على هذه المستلزمات"، داعياً "أهالي الخير لتقديم المستلزمات لأهالي المخيم"، كما دعا أهل المخيم "لارتداء الكمامات، وعدم الاستهوان بالأمر، للمحافظة على السلامة العامة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق