جنرال مخيم عين الحلوة.. منير المقدح على لائحة الاغتيالات

 

طارق أبو زينب/ جسور

قيادات فلسطينية عدّة تخرّجت من مخيم عين الحلوة وما فيه تاريخ حافل ومحطات كثيرة في الأحداث اللبنانية. تبع ذلك قتال مطول وشرس عام 1982 إبان الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان ومدينة صيدا، حيث عطلت المقاومة اللبنانية والفلسطينية الجدول الزمني للتقدم السريع لقوات الاحتلال الاسرائيلية إلى بيروت واستخدمت بعدها الطائرات الحربية والمروحيات وقصف الدبابات الإسرائيلية لمخيم عين الحلوة من تلال بلدات مغدوشة والمية ومية حتى سويا بالأرض.
 
مع مرور السنوات تحول مخيم عين الحلوة إلى عبء على القضية الفلسطينية وعلى الأمن في لبنان، فالوضع داخل المخيم، يبقى مصدر قلق دائم، بفعل ما يشهده على الدوام من إشتباكات ومعارك عسكرية بين فصائله المتصارعة عقائدياً وسياسياً، وهو ما يجعل أهالي مخيم عين الحلوة والجوار يعيشون مسلسل رعب دائم.
 
منذ السابع من تشرين طوفان الأقصى، والجيش الإسرائيلي يتخبط بين خسارة حرب الصورة والخسائر الاقتصادية الجسيمة وفي إطار عملية تخوضها إسرائيل في مواجهة الشعب الفلسطيني، اتهمت إسرائيل القيادي البازر اللواء منير المقدح  (أبو حسن)، وزعم جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" انخراط  المقدح في عمليات تهريب الأسلحة بالتعاون مع حزب الله والإيرانيين إلى الضفة الغربية.
 
وتزعم التحقيقات الإسرائيلية أن المقدح يعمل على تجنيد عناصر في مناطق يهودا والسامرة لارتكاب عمليات إرهابية والترويج لتهريب وسائل قتالية إيرانية الصنع ونقل التمويل بطرق متنوعة إلى الخلايا التي جندها في مناطق يهودا والسامرة.
 
من هو اللواء منير المقدح؟
 
يتولى المقدح مسؤولية نائب قائد "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان، وهو مسؤول عسكري بارز، وله نفوذ قوي. "جسور"  دخلت مخيم عين الحلوة بينما غاب المقدح عن السمع ولم تنجح محاولات التواصل معه أو الاتصال به، وقد فرضت إجراءات أمنية كتدبير احترازي  في المربع الامني الخاص به.
 
وتسود في مخيم عين الحلوة حالة من الترقب والقلق بسبب التهديدات الإسرائيلية وأصوات الطائرات المسيرة التي تحلق فوق المخيم بشكل متواصل.
 
التقت "جسور" عدد من سكان مخيم عين الحلوة واجمعوا بأن المقدح يشكّل صمام أمان لاستقرار المخيم والجوار اللبناني، ويتمتع بعلاقات جيدة مع مختلف القوى الفلسطينية ومنها الإسلامية.
المعروف عنه بالرفض الصريح للاقتتال داخل مخيم عين الحلوة لأنه يلحق الأذى والضرر بالمخيم وسكانه، وبالقضية الفلسطينية التي تشكل المرتكز القوي في حق العودة وحماية المخيمات الفلسطينينة في الشتات من الأطماع الإسرائيلية. ولمع اسم المقدح بعد توقيع اتفاق "أوسلو" بين "منظمة التحرير الفلسطينية" وإسرائيل في أيلول العام 1993، حين عارضه وخاض مواجهات ضد "حركة فتح"، قبل أن يعلن تأسيس "كتائب شهداء الأقصى" ويدرّب مجموعات على السلاح داخل مخيم عين الحلوة كتعبير عن التمسك بخيار المقاومة، علما أن المقدح مازال في صفوف "حركة فتح " ولم يستقل منها.
 
تخوف من عدوان إسرائيلي
 
في السياق، يقول مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات الأستاذ حسان القطب لـ"جسور" إن الآلة العسكرية الاسرائيلية تستمر في اتباع "سياسة تدمير منهجية للقرى الحدودية اللبنانية، بهدف منع كل مظاهر الحياة أو الاستمرار بالعيش في تلك القرى من خلال تدمير المنازل وكافة البنى التحيتة اللازمة لضمان أبسط مقومات الحياة.. مما قد يدفع المواطنين اللبنانيين للنزوح والمغادرة.. طمعاً في رسم شريط حدودي خالٍ من السكان.. ومن أهم الأهداف الاسرائيلية ضرب وتدمير المؤسسات الطبية والمدارس والأراضي الزراعية بالقنابل الفوسفورية بحيث تصبح الاراضي غير قابلة للزراعة لمدة سنوات طويلة قادمة."
 
أضاف القطب أن هذا ما قد يشكل أزمة نزوح وإسكان وفقر خدمات لفئة كبيرة من اللبنانيين ويضيف عبء إضافي على الدولة اللبنانية والمجتمع اللبناني الذي يعاني أساسًا من أزمة مالية وانهيار اقتصادي إلى جانب الفراغ الدستوري والتعطيل الحكومي.
 
أشار القطب إلى أنه "يُضاف إلى الواقع المؤلم حركة الطيران الصهيوني فوق المخيمات الفلسطينية في مدينة صيدا (مخيم عين الحلوة، والمية ومية).. التي يبدو واضحاً من نشاطها أنها تخطط لعدوانٍ ما.. خاصةً بعدما اتهمت إسرائيل القيادي الفلسطيني (منير المقدح) بأنه مسؤول عن تهريب اسلحة إلى الضفة الغربية المحتلة، مما يعني أنه قد أصبح هدفاً مباحاً ومشروعاً بالنسبة لإسرائيل. وهو من قيادات مخيم عين الحلوة. كما إن اسرائيل تتهم حركة حماس بدفع مقاتليها إلى الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، للمشاركة في أي مواجهة مفترضة أو عدوان بري اسرائيلي.. وهذا مؤشر اضافي على نية إسرائيل بشن عدوان واسع النطاق على المخيمات الفلسطينية وخاصةً منها مخيمات صيدا بذريعة ضرب القيادي المقدح والقيادات التابعة لحركة حماس أو استهداف مواقع فلسطينية بتبرير أنها بُنى تحتية تابعة لحركة حماس."
 
وأكمل القطب قائلاً إن "هذا كله يدفعنا للتحذير بضرورة الاستعداد لمواجهة عدوان واسع النطاق والتحسب من استهداف المخيمات الفلسطينية مما يتسبب بموجة نزوح واسعة من المخيمات تمامًا كما يجري في القرى الجنوبية اللبنانية."
 
الاحتلال يحرّض على مخيم عين الحلوة
 
مصادر مطلعة فلسطينية تقول لـ"جسور" إن الملفت أو "المقلق هو الخبر الذي نشره موقع "دبكا" الاسرائيلي وفيه معلومات مزعومة عن تجند اللواء المقدح مع ألفي عنصر من "حركة فتح" على يد "حزب الله" ما ينسب بالتالي لايران ولحزب الله من "موطىء قدم" في الاراضي الفلسطينية المحتلة على حد قول الموقع المذكور."
واعتبر المصدر أن "الموقع الاسرائيلي لم يكتف بهذا التحريض، بل أتبعه بجملة تحمل معان كثيرة جاء فيها مزاعم بتمكّن اللواء منير المقدح من نسج شبكة اتصالات مهمة مع"خلايا إرهابية" خلال توليه المركز الأمني الذي شغله في "مخيم عين الحلوة" ما قد يعني عملياً قراراً إسرائيلياً باضافة اسم اللواء منير المقدح على لائحة الاغتيالات الموجودة لديه سلفاً، والتي تنتظر فرص التنفيذ المناسبة فور تهيئة الأجواء والإمكانات والظروف بما يتلاءم مع خطة الاحتلال الحربية."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق