كادت الشائعات التي انتشرت طوال ساعات النهار توتّر الوضع الأمني الهشّ في عين الحلوة، بعدما تحدّثت عن مهل زمنية وخطوات عملية واستنفارات عسكرية جديدة، ما دفع مصادر مسؤولة في القوى الفلسطينية إلى تأكيد عدم صحّتها، وتأكيد أن لا مهل زمنية في تنفيذ أيّ من بنود اتفاقات «هيئة العمل الفلسطيني المشترك» في لبنان.
المصادر ذاتها أبلغت «نداء الوطن» أنّ تحديد سقف زمني، أي تحديد المهل وترتيب الخطوات في مسار معالجة تداعيات اشتباكات المخيّم، أدّى في السابق إلى الفشل والانتكاسة بتجدّد الاشتباكات، وهو ما تحاول تفاديه هذه المرّة، على قاعدة المضيّ قدماً خطوة بخطوة وبتوافق فلسطيني ودعم لبناني سياسي وأمني وبمتابعة من رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وعلى خلفية خارطة الطريق هذه، تركّزت الجهود أمس على خطوة دعم القوة الأمنية المشتركة، على أن يتمّ لاحقاً الاتفاق على الخطوات التالية ومنها إخلاء مدارس «الأونروا» والانتشار فيها، حيث ترأس قائدها اللواء محمود العجوري اجتماعاً لقيادتها وضباطها الذين يمثّلون مختلف القوى الفلسطينية، وتمّ تسليمه أعداد وأسماء الذين سيتمّ فرزهم إليها لتعزيز دورها والقيام بالمهام الموكلة إليها.
وأوضح لـ»نداء الوطن» أنّ كل القوى الوطنية والإسلامية في الأطر الأربعة في فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وتحالف القوى الفلسطيني، والقوى الإسلامية وأنصار الله، وافقت على فرز عناصر إلى القوة لدعمها، والاجتماع بحث نقطة واحدة، تسليم الأعداد والأسماء التي ستشارك، والخطوة التالية تحدّدها هيئة العمل المشترك الفلسطيني لجهة أي تحرك للقوة لاحقاً».
ووفق المعلومات، فإنّ كل إطار من الأطر الرئيسية الثلاثة (المنظمة، التحالف، القوى الإسلامية) ستقوم بفرز نحو 40 عنصراً بكامل سلاحهم وعتادهم، بينما سيفرز تنظيم «أنصار الله» 9 عناصر، على أن يكونوا جاهزين في غضون 48 ساعة بانتظار قرار هيئة العمل في تحديد الخطوة التالية.
وأكّدت المعلومات أن حركة «فتح» ستفرز العدد الأكبر في إطار المنظمة، بينما «حماس» ستكون العمود الرئيسي في إطار التحالف، «عصبة الأنصار» الإسلامية ستكون القوة الرئيسية في القوى الإسلامية، والقوى الأخرى ستشارك رمزياً، أو أبلغت موافقتها لكن دون قدرتها على الفرز.
واعتبر الناطق الرسمي باسم «عصبة الأنصار الإسلامية» الشيخ أبو شريف عقل «أنّ ميزان الصدق في الحرص على استتباب الأمن في المخيم هو وقف البيانات والبيانات المضادة والتشهير والتشهير المضاد والاستفزاز والاستفزاز المضاد».
وكانت «هيئة العمل الفلسطيني المشترك» في لبنان اتّفقت خلال اجتماعها في السفارة الفلسطينية في بيروت (الثلاثاء 5 أيلول 2023) على تعزيز القوّة الأمنية نفسها ورفدها بعناصر للقيام بالمهام الموكلة إليها وخاصّة ما يتعلق منها بالجرائم الأخيرة بالمخيّم، غير أن تجدّد الاشتباكات بعد يومين فقط (الخميس 7 أيلول) أجّل هذه الخطوة قسراً.
وفيما غادر رئيس حركة «حماس» في الخارج الدكتور موسى أبو مرزوق لبنان، يواصل عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد اجتماعاته الداخلية مع قيادة الحركة السياسية والعسكرية والتنظيمية ومع فصائل المنظمة لوضعها في أجواء لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين الرسميين والأمنيين والعسكريين.
وبدعوة من إمام وخطيب مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني عقد لقاء فلسطيني لبناني إسلامي شارك فيه ممثلون عن القوى اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وخلص الى دعم مبادرة بري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق