العربي الجديد- انتصار الدّنّان
11-06-2023
كأنه لا يمكن أن يستقر اللاجئ الفلسطيني في أي بلد، ومن هؤلاء الفلسطيني لؤي النحفاوي الذي ولد في مدينة جدة السعودية، حيث استقر والده بعدما غادر لبنان في عام 1960، ثم انتقل إلى السودان للعمل، قبل أن يهرب مع عائلته عقب الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف إبريل/ نيسان الماضي، عائداً إلى محافظة جبل لبنان، حيث تملك زوجته اللبنانية منزلاً.
يروي لؤي لـ"العربي الجديد" أنه خرج من الخرطوم، بعدما استهدف القصف شارع القيادة العامة حيث يقع منزله، ويقول: "لم نشعر بأي شيء غريب عشية بداية الاشتباكات، وفعلياً لم يوح شيء بأن حدثاً سيحصل. وفي اليوم الأول لاندلاع الاشتباكات طلبت مني ابنتي أن أوصلها إلى الجامعة التي سبق أن توجه أخوها إليها، والذي اتصل بي وأخبرني بوجود تظاهرات في حرم الجامعة ترافقت مع منع الطلاب من الخروج، ثم بدأت الاشتباكات العنيفة، علماً أنني أقيم في المربع 9 بمنطقة كافوري، في حين يوجد مقر قوات الدعم السريع في المربع 6.
يتابع:لم يستطع ابني الانتقال من الجامعة إلى البيت بسبب اندلاع الاشتباكات، وترك سيارته في الجامعة وذهب للمكوث في بيت أحد أصدقائه، لأنه شاهد انفجار قنبلة في موقع قريب من مكان وجوده. واستطعت بعد 5 أيام من اندلاع الاشتباكات الوصول إلى ابني، وأحضرته إلى المنزل.
ويخبر أن مساكن ضباط في قوات الدعم السريع تقع مقابل مبنى منزله الذي استهدفه القصف. وحين علمنا أن هذا المبنى بات فارغاً من السكان، أصرّت زوجتي على الخروج، خصوصاً أننا لم نعد نستطيع الحصول على مياه وطعام، لأن الدكاكين أغلقت أبوابها بالكامل بسبب القصف في المنطقة والجوار. وهكذا توجهنا إلى المطعم الذي نملكه حيث مكثنا خمسة أيام، ثم هربنا إلى مرفأ السودان بعدما تركنا كل أغراضنا، ودفعنا مبلغ عشرة آلاف دولار لسائق باص نقلنا عبر طريق قصفته قوات الدعم السريع. وبعد 24 ساعة من مغادرتنا الخرطوم وصلنا مرفأ بورتسودان، وكان ينتظرنا ممثلو السفارة السعودية، ثم ركبنا باخرة أوصلتنا إلى السعودية حيث حظينا باستقبال جيد، وبعدها بقينا 22 ساعة في جدة، حيث زارني أهلي في الفندق وطالبوني بالبقاء، لكن تبين أن اتفاق نقلنا من السودان قضى بأن نتوجه إلى لبنان.
وتابع: "جئنا إلى لبنان لأنني أملك منزلاً سجلته باسم زوجتي في منطقة الجيّة، ونحن حالياً لا نستطيع التفكير بشيء، ولا نعرف ماذا سنفعل في المرحلة التالية خصوصاً بالنسبة إلى أوضاع أولادنا الذين بقيت أوراق دراستهم الجامعية في السودان، وقد جئنا إلى لبنان من دون مال، ونعيش حالياً بمساعدة أهلي وأهل زوجتي".
وزار لؤي لبنان عام 1997 كي يرى أخواله علماً أن أمه لبنانية أيضاً. وخلال زيارته قرر الزواج، ثم استقر مع زوجته في السعودية وأنجبا ابنتهما الكبرى قبل أن يسافر للعمل في السودان، حاول البقاء في لبنان، لكنه لم يوفق في الحصول على فرصة للشغل.
ولد لؤي بمدينة جدة في السعودية وتخصص في ميكانيك السيارات، ومارس هذه المهنة حتى عام 2000، ثم قرر تأسيس عمل مع والده في السودان الذي كان يشهد فترة نهوض حينها، وذلك بعدما سبقهما صهره إلى هذا البلد عام 1999.
ويعلّق على عدم متابعته التعليم العالي بالقول: "في بداية عام 1990 شددت السعودية على الإقامات الممنوحة للفلسطينيين، ما خلق صعوبات أمام متابعة تعليمي، في وقت صار والدي في سن التقاعد، فعملت بدلاً منه في ورشة الميكانيك التي كان أسسها هناك.
يتابع: في السودان قررنا إنشاء كسّارة عملنا أربع سنوات فيها، لكننا لم نوفق في هذا المشروع بسبب عقبات عدة، فأوقفنا العمل، وعاد والدي إلى السعودية، في حين بقيت في السودان وعملت طوال 14 عاماً في مصنع يملكه صهري، ثم أنشأت ورشة لميكانيك السيارات عام 2017، وعملت فيها، علماً أنني كنت حصلت على الجنسية السودانية عام 2014، ما سمح لي بتأسيس هذا المشروع الخاص.
يضيف: في بداية عملي حصلت ثورة عام 2018، وبدا الوضع صعباً، إذ لم نستطع العمل في شكل يومي، وكنا نمضي معظم أيام الشهر في البيت، ثم تأقلمنا مع الوضع السائد، وبقيت في عملي. وبعد الانقلاب على الرئيس المعزول عمر البشير أملنا في أن يتحسن الوضع الاقتصادي، لكنه ظل في حالة ركود حتى بداية عام 2022، ثم توقعنا هذا العام أن يصبح الوضع الاقتصادي أفضل، لكنه كان أسوأ، وعشنا حالة تضخم كبيرة، وأزمة حادة لفقدان الوقود والخبز، وتعايشنا مع هذا الواقع عبر تأمين احتياجاتنا من السوق السوداء، حتى انعدمت السيولة مادية المتوفرة لدينا، ثم حصلت الاشتباكات الأخيرة، وأرغمنا على الهروب.
يروي لؤي لـ"العربي الجديد" أنه خرج من الخرطوم، بعدما استهدف القصف شارع القيادة العامة حيث يقع منزله، ويقول: "لم نشعر بأي شيء غريب عشية بداية الاشتباكات، وفعلياً لم يوح شيء بأن حدثاً سيحصل. وفي اليوم الأول لاندلاع الاشتباكات طلبت مني ابنتي أن أوصلها إلى الجامعة التي سبق أن توجه أخوها إليها، والذي اتصل بي وأخبرني بوجود تظاهرات في حرم الجامعة ترافقت مع منع الطلاب من الخروج، ثم بدأت الاشتباكات العنيفة، علماً أنني أقيم في المربع 9 بمنطقة كافوري، في حين يوجد مقر قوات الدعم السريع في المربع 6.
يتابع:لم يستطع ابني الانتقال من الجامعة إلى البيت بسبب اندلاع الاشتباكات، وترك سيارته في الجامعة وذهب للمكوث في بيت أحد أصدقائه، لأنه شاهد انفجار قنبلة في موقع قريب من مكان وجوده. واستطعت بعد 5 أيام من اندلاع الاشتباكات الوصول إلى ابني، وأحضرته إلى المنزل.
ويخبر أن مساكن ضباط في قوات الدعم السريع تقع مقابل مبنى منزله الذي استهدفه القصف. وحين علمنا أن هذا المبنى بات فارغاً من السكان، أصرّت زوجتي على الخروج، خصوصاً أننا لم نعد نستطيع الحصول على مياه وطعام، لأن الدكاكين أغلقت أبوابها بالكامل بسبب القصف في المنطقة والجوار. وهكذا توجهنا إلى المطعم الذي نملكه حيث مكثنا خمسة أيام، ثم هربنا إلى مرفأ السودان بعدما تركنا كل أغراضنا، ودفعنا مبلغ عشرة آلاف دولار لسائق باص نقلنا عبر طريق قصفته قوات الدعم السريع. وبعد 24 ساعة من مغادرتنا الخرطوم وصلنا مرفأ بورتسودان، وكان ينتظرنا ممثلو السفارة السعودية، ثم ركبنا باخرة أوصلتنا إلى السعودية حيث حظينا باستقبال جيد، وبعدها بقينا 22 ساعة في جدة، حيث زارني أهلي في الفندق وطالبوني بالبقاء، لكن تبين أن اتفاق نقلنا من السودان قضى بأن نتوجه إلى لبنان.
وتابع: "جئنا إلى لبنان لأنني أملك منزلاً سجلته باسم زوجتي في منطقة الجيّة، ونحن حالياً لا نستطيع التفكير بشيء، ولا نعرف ماذا سنفعل في المرحلة التالية خصوصاً بالنسبة إلى أوضاع أولادنا الذين بقيت أوراق دراستهم الجامعية في السودان، وقد جئنا إلى لبنان من دون مال، ونعيش حالياً بمساعدة أهلي وأهل زوجتي".
وزار لؤي لبنان عام 1997 كي يرى أخواله علماً أن أمه لبنانية أيضاً. وخلال زيارته قرر الزواج، ثم استقر مع زوجته في السعودية وأنجبا ابنتهما الكبرى قبل أن يسافر للعمل في السودان، حاول البقاء في لبنان، لكنه لم يوفق في الحصول على فرصة للشغل.
ولد لؤي بمدينة جدة في السعودية وتخصص في ميكانيك السيارات، ومارس هذه المهنة حتى عام 2000، ثم قرر تأسيس عمل مع والده في السودان الذي كان يشهد فترة نهوض حينها، وذلك بعدما سبقهما صهره إلى هذا البلد عام 1999.
ويعلّق على عدم متابعته التعليم العالي بالقول: "في بداية عام 1990 شددت السعودية على الإقامات الممنوحة للفلسطينيين، ما خلق صعوبات أمام متابعة تعليمي، في وقت صار والدي في سن التقاعد، فعملت بدلاً منه في ورشة الميكانيك التي كان أسسها هناك.
يتابع: في السودان قررنا إنشاء كسّارة عملنا أربع سنوات فيها، لكننا لم نوفق في هذا المشروع بسبب عقبات عدة، فأوقفنا العمل، وعاد والدي إلى السعودية، في حين بقيت في السودان وعملت طوال 14 عاماً في مصنع يملكه صهري، ثم أنشأت ورشة لميكانيك السيارات عام 2017، وعملت فيها، علماً أنني كنت حصلت على الجنسية السودانية عام 2014، ما سمح لي بتأسيس هذا المشروع الخاص.
يضيف: في بداية عملي حصلت ثورة عام 2018، وبدا الوضع صعباً، إذ لم نستطع العمل في شكل يومي، وكنا نمضي معظم أيام الشهر في البيت، ثم تأقلمنا مع الوضع السائد، وبقيت في عملي. وبعد الانقلاب على الرئيس المعزول عمر البشير أملنا في أن يتحسن الوضع الاقتصادي، لكنه ظل في حالة ركود حتى بداية عام 2022، ثم توقعنا هذا العام أن يصبح الوضع الاقتصادي أفضل، لكنه كان أسوأ، وعشنا حالة تضخم كبيرة، وأزمة حادة لفقدان الوقود والخبز، وتعايشنا مع هذا الواقع عبر تأمين احتياجاتنا من السوق السوداء، حتى انعدمت السيولة مادية المتوفرة لدينا، ثم حصلت الاشتباكات الأخيرة، وأرغمنا على الهروب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق