وكالة القدس للأنباء – مصطفى علي
على الرغم من إعلان "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين – الأونروا"، مؤخرًا، عبر موقعها الالكتروني عن وظيفة عامل نظافة للعمل في مخيمات بيروت، إلا أنه لم يتم معالجة أزمة النفايات في مخيم شاتيلا من جذورها إلى يومنا هذا ، كما وعد المسؤولون في دائرة خدماتها.
وتشير المصادر المطلعة على الخدمات في المخيمات، إلى أن تفاقم أزمة النفايات في مخيم شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت، تقف وراءها عدة عوامل أبرزها ارتفاع البنية السكنية وضيق المساحة الجغرافية للمخيم، وافتقاد الحس بالمسؤولية لدى الكثيرون من سكانه.
وترجَح المعطيات بأن عدد سكان مخيم شاتيلا تجاوز الأربعين ألف ( 40 ألف) نسمة، تنتشر المباني فيه بشكل عمودي على مساحة صغيرة تقدر بربع (250) كيلو مترًا مربع، حيث يعيش آلاف السكان من جنسيات مختلفة، ونسبة أهالي المخيم الأصليين لا تتجاوز ربع عدد السكان، وذلك بسبب الهجرة أو السكن في محيط المخيم.
وبالرغم من وجود مؤسسات خدماتية تقوم بمشاريع إنمائية، كفرز النفايات وتكنيس الشوارع، إلا أن المشلكة لا تزال قائمة، وبخاصة في يومي السبت والأحد ، حيث عطلة عمال النظافة لدى الأونروا. أكياس القمامة يتم رشقها في كل زاوية دون الاكتراث لخطورة الوضع. وإذا استمرت الأمور على حالها، فالمخيم مقبلٌ على فصل صيف حار، مجبولٌ بروائح النفايات الكريهة والحشرات والقوارض، التي قد تتسبب بأخطر الأمراض الصحية والجلدية لكافة أبناء المخيم.
وفي هذا السياق، أوضح عضو اللجنة الشعبية في مخيم شاتيلا، خالد أبو النور، لـ"وكالة القدس للأنباء" بأن اللجنة الشعبية الأونروا المعنية الأساس في تفاقم الأزمة، باعتبارها مسؤولة عن رفع النفايات من الشارع، ولكن على الناس عدم الاستهتار ورمي أكياس القمامة بأي وقت ومكان".
ودعا أبو النور إلى "تنظيم مسألة إخراج نفاياتهم المنزلية بأوقاتها المحددة من قبل عمال النظافة في الأونروا، ومن يضطر إخراج نفايات منزله يومي السبت والأحد، فاليرميها في الحاويات خارج المخيم، لأن ذلك قد يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة، في ظل ما يعيشه الأهالي من معاناة وأوضاع إقتصادية سيئة للغاية".
وختم: " فلنحمي أطفالنا من خطر الأمراض، من خلال الالتزام برمي النفايات في المستوعبات، وغير ذلك فأمننا الصحي في خطر!".
ويرى اللاجئ المتضرر من تراكم النفايات في زاروبة "النجدة الشعبية" القريبة من بيته ، محمد المصري، أن "المشكلة واضحة، أوساخ و أمراض ، وروائح مزعجة تتفاقم أسبوعياً، وخصوصاً يوم الأحد و في المناسبات وأثناء عطلة عمال الأونروا".
وأوضح المصري:"حاولنا حل المشكلة بشكل فردي و لم ينجح الأمر، لأن البعض أو الأغلبية يعتبرون أن الأمر لا يعنيهم حتى تصل الروائح إلى منازلهم. و دائماً ننتظر أن يقوم الآخرون بحل المشكلة."
وأضاف:" الجميع يتحمل المسؤلية ..الأونروا المؤسسات و التنظيمات و بشكل أساسي الناس.. موظفو الأونروا لا يقومون بواجبهم كما ينبغي، لا من حيث النوعية ولا الإلتزام بمواعيد العمل، فهم ينهون عملهم الساعة11 و دوامهم الرسمي حتى الساعة الثانية ظهراً، كما أن بعض المؤسسات أخذت دعماً واتبعت نفس أسلوب الأونروا وهم عطلوا المبادرات الشخصية لغايات تخصهم."
وطالب المصري الجميع امتلاك الحس بالمسؤولية و الإلتزام بالمصلحة العامة، ويجب أن يكون هناك حملات توعية في كل الأماكن و بكل الطرق، وأن يكون هناك آلية محاسبة للمقصرين من عمال النظافة ومراقبة المواطنين، لأن مشكلة النفايات غير مفصولة عن المشاكل الأخرى التي يعاني منها السكان، و للأسف أغلبها من إهمال نفس السكان.
ورأى اللاجئ صبحي العفيفي أن "النفايات في المخيم أزمة تتحمل مسؤوليتها عدة جهات، وهي بالدرجة الاولى الأونروا واللجان الشعبية، إضافة إلى سكان المخيم والمؤسسات ، حيث أن الأونروا مسؤولة عن اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات وعن كافة خدماتهم من نظافة إلى تعليم وطبابة وتشغيل وإغاثة، إلخ".
وتابع:" اللجان الشعبية تقوم بدور البلديات في المخيمات، وبالتالي يجب أن يكون في دوائرها دائرة البيئة وهي المعنية بنظافة المخيمات والتوعية المجتمعية لأهمية النظافة على المجتمع".
وأضاف:" سكان المخيم من مختلف الجنسيات، حيث أن غياب الوعي لدى الأهالي، إضافة إلى إهمال البعض ورميهم نفاياتهم في الشوارع وبطريقة عشوائية أدى إلى هذا الواقع والمشهد المزري في زواريب وشوارع المخيم ، ناهيك عن ضعف التوعية من قبل مؤسسات المجتمع المدني في المخيم حول هذا الموضوع أدى إلى تفاقمه أيضاً".
وأوضح العفيفي أن "العلاج الناجح لهذه المشكلة هو إعادة نظر الأونروا بعدد عمال النظافة نسبةً لعدد السكان والعمل على زيادتهم، وتخصيص أماكن ثابتة في الأحياء مع مكبات كبيرة لرمي النفايات فيها، وضع نظام رقابة على عمال النظافة الحاليين للتأكد من عدد ساعات العمل الفعلية الواجب العمل فيها يومياً، حيث أن هناك تهاوناً واستهتاراً من بعض العمال، أما اللجان الشعبية والمؤسسات فعليها صياغة برنامج توعية شامل يضم : التوعية في المدارس للأطفال - التوعية للأهالي من خلال حلقات وورش وجلسات - ملصقات وبروشورات، وأخيراً على الأهالي الإلتزام بأماكن ومواعيد رمي النفايات والحرص على نظافة أحيائهم وزورايبهم".
ورأى اللاجئ فادي الحسن أن "المسبب الأكبر لمشكلة النفايات هم المواطنين لأن الزبالة عم تنشال أكتر من مرة باليوم من قبل الموظفين، لكن الناس ما عندها إلتزام بموعد إخراج النفايات من بيوتهم، والحل هو برمي النفايات في مكانها المخصص مرة واحدة في اليوم وعدم إخراحها إلا في اليوم الثاني".
وأشار اللاجئ محمود عابد إلى أن "عدم الإلتزام بالنظام يشكل جزءاً كبيراً من المشكلة فالأونروا تنهي عملها في رفع النفايات الساعة الثانية ظهراً ، ونسبة كبيرة من رمي النفايات ترمى الظهر، كما أنه لا يوجد إلتزام بموقع محدد لرمي النفايات : فبكون في الشارع الواحد أكثر من 5 مكبات زبالي صغيرة كانت أو كبيرة، وهذا غير رمي أكياس الزبالة في الطرقات مع غير مراعاة احترام المارة أو السكان."
"المزابل" المتنقلة في زواريب مخيم شاتيلاً تشكَل أزمة كبيرة لدى الأهالي، حيث أصبحت تعيق تحركاتهم وتشكل خطرًا على أمنهم الصحي، كما أنها موطنًا للحشرات والجرذان وتنقل الأمراض والأوبئة للأطفال.
ويبقى السؤال: هل سيستمر هذا الواقع البيئي السيء على نفس المنوال، أو سيكون هناك حلاً جذريًا للمشكلة ينهي معاناة الأهالي؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق