سيادة المطران عطا الله حنا : لقد رحل عنا امير القدس فيصل الحسيني وترك لنا فراغا ما زلنا نعاني منه حتى اليوم

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا نستذكر في هذه الايام شهيد القدس وبطلها المرحوم فيصل الحسيني وذلك بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاده ولكننا في الواقع لا نتذكره فقط في هذه الذكرى الاليمة بل نستذكره في كل الايام وفي كل المناسبات وخاصة عندما نمر بالقرب من بيت الشرق الذي كان موئلا للمقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة كما ولكل الوفود التي كانت تأتي من مختلف ارجاء العالم .

لست من اولئك الذين يؤلهون الاشخاص ولكني اعتقد بأنه بعد رحيل شهيدنا وفقيدنا فيصل الحسيني لم تأتي الى القدس شخصية مماثلة له .

فالقائد فيصل الحسيني كان يحظى باجماع فلسطيني وعربي وكان شخصية وحدوية ولا يمكننا ان ننسى اللقاءات التي كانت تحدث او تقام في بيت الشرق في الاعياد الدينية المسيحية والاسلامية تأكيدا على وحدة شعبنا الفلسطيني بكافة مكوناته.

لقد غاب عنا فيصل الحسيني وترك لنا فراغا كبيرا في القدس ما زلنا نعاني منه حتى اليوم وهو فراغ يستثمره الاحتلال خدمة لمشاريعه واجنداته .

في القدس اليوم كثيرة هي المرجعيات الوطنية والشخصيات الاعتبارية وهنالك مؤسسات وهيئات تحمل مسميات مختلفة حول القدس ولكننا نلمس ويا للاسف تباعدا بين هذه المؤسسات فأين هي المظلة الوطنية التي تجمع الجميع.

ان تعددية المرجعيات والهيئات الوطنية في القدس انما هو امر صحي بسبب التعددية الفصائلية والحزبية والفكرية ولكن مسألة التباعد بين هذه الهيئات وعدم وجود مظلة وطنية جامعة للكل الفلسطيني انما هي مسألة غير صحية وغير مقبولة ولا يجوز ان تبقى وان تستمر .

رحمك الله يا ايها الصديق والعزيز فيصل الحسيني وقد زرتنا في البطريركية قبل رحيلك بايام معدودات ولكننا لم نكن نعلم انها الزيارة الاخيرة .

تفتقدك القدس والتي هي بأمس الحاجة للشخصيات الوحدوية الحاضنة للكل الفلسطيني والمتقبلة للتعددية الفكرية والسياسية والثقافية .

تفتقدك القدس التي منها رحلت وتركت لنا فراغا لم يتمكن احد من اولئك الذين اتوا بعدك من ملئه .

اننا نقدر كافة الشخصيات الوطنية والاعتبارية وكافة الهيئات الوطنية بكافة مسمياتها واوصافها ولكننا نعتقد بأن المرحلة التي نمر بها تستدعي ان نكون اكثر تلاحما ووحدة وتعاضدا وتفاعلا خدمة للقدس بنوع خاص وخدمة للقضية الفلسطينية بشكل عام .