في الذكرى الثالثة لرحيل الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، القائد الوطني المجاهد الدكتور رمضان شلح، أقامت "حركة الجهاد" - الساحة اللبنانية، ندوة سياسية في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، اليوم الجمعة، بحضور شخصيات سياسية وعلمائية ووفود من كافة الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية واللجان الشعبية والأهلية والاتحادات الشبابية والرياضية وحشد من أهالي مخيمات وتجمعات صور. وقد حاضر في الندوة عضو المكتب السياسي لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، ومسؤول الساحة اللبنانية، الشيخ علي أبو شاهين.
وقدم الشيخ أبو شاهين شرحاً مفصلاً عن شخصية القائد الوطني الكبير الراحل رمضان عبد الله شلح، المفكر، والقائد، والسياسي، والأكاديمي، مشيراً إلى أن "الراحل شلّح كان سياسياً محنك ومفكر مجدد، وأديب ومبدع، وكلها أبعاد وصفات كانت تزاحم بعضها في تكوين شخصيته الفذة".
وأكد أن "الدكتور رمضان كان بمثابة صمام الأمام للقضية الفلسطينية وصاحب رؤية ثاقبة تتمسك بالحق الفلسطيني في زمن التسويات والتطبيع"، مشدداً على أن "الراحل كان رمزاً وطنياً فلسطينياً، ورمز من رموز الأمة الذي كان ينادي بالوحدة وإنهاء الانقسام على صعيد فلسطين والأمة".
ولفت أبو شاهين إلى أن "شخصية الرحل رمضان شلح لا يختلف عليها اثنان فقد كان هامة وطنية عملاقة، بحجم فلسطين وقضيتها وهمومها وترك ارثاً فكرياً وسياسياً مهماً صاحب اطلاع ومعرفة، عدا عن أنه مثقفاً ملتزماً بدينه وقضيته".
وأضاف: "كان الرحل رمضان شلّح ينظر إلى كل القضايا من منظور الإسلام العظيم، وما يحمله من بعد حضاري للأمة المسلمة حيث كانت فلسطين بالنسبة له هي مقياس الالتزام بالإسلام في زماننا الحاضر".
وأبرز عضو المكتب السياسي لـ"الجهاد الإسلامي" ملامح شخصية الراحل رمضان شلّح، قائلاً: "من عرفه كان يدرك أنه كان خطيباً مفوّهاً، يعرف قوة الكلمة، ونفوذها وتأثيرها في النفس والفكر. ومع ذلك، فقد كان خطيباً مفكراً، وقائداً سياسياً، يدرك أن الكلمة مسؤولية، فيقدم الحجة والدليل على خطاب المشاعر والعواطف".
وتابع الشيخ أبو شاهين: "آمن القائد رمضان بأن الإسلام وفلسطين لا يفترقان وكان يردد أن من يريد أن يفصل بين الإسلام وفلسطين فعليه أن يحذف سورة الإسراء من القرآن الكريم".
واعتبر أن "حركة الجهاد الإسلامي استطاعت أن تضع فلسطين على أجندة جميع الحركات الإسلامية"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الدكتور شلح عزز "حضور حركة الجـهاد الإسلامي، بمبادئها وأفكارها، كما بجهادها وقدرتها السياسية، عاملاً فاعلاً في الصراع مع العدو الصهيوني لا يستطع أحد أن يتجاهله".
وأوضح الشيخ أبو شاهين أن "الراحل الدكتور رمضان عبج الله شلّح كان فلسطينياً وطنياً، قدم الوطن على السلطة، وقدم التحرير على الدولة، آثر الجهـاد والمقاومة والتضحية وطريق ذات الشوكة على الانخراط في السلطة".
وبيّن أن "الراحل رمضان كان وحدوياً آمن بوحدة هذا الشعب وكان ينبذ الانقسام والفرقة ويرى أن فلسطين أكبر من كل الانقسامات، وأنها تحتاج إلى جهود جميع الأمة، بكل شعوبها".
وتابع أبو شاهين: "لقد حدّد الدكتور، رحمه الله، ركائز النهضة الإسلامية وأسسها وذلك يعني أن تحرير فلسطين والقضاء على المشروع الصهيوني فيها، باعتباره رأس حربة الهجمة الغربية على الأمة الإسلامية، وهو الشرط الموضوعي لتحقيق النهضة والريادة، مؤكداً أن القائد رمضان كان يؤمن أن الصراع في فلسطين هو صراع حول مستقبل العالم الإسلامي كله".
وختم أبو شاهين حديثه بالقول: إن "أهم ما كان يطرحه الدكتور رمضان أن مصير إسرائيل إلى زوال وكان دائم التفاؤل وصاحب رؤية واضحة وأن العامل النفسي والوعي هو أساس النصر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق