الأضحى في شاتيلا مراجيح وفول وترمس.. وفرصة عمل للشباب

 

وكالة القدس للأنباء – مصطفى علي
مع إشراقة شمس هذا اليوم المبارك، ملأ الأطفال شوارع وأزقة مخيم شاتيلا، لحثا عن أرجوحة هنا، و"بسطة" ترمس وقول وحلويات هناك... ونشر أصحاب المراجيح ألعابهم في أشباه الساحات لإشباع نهم الأطفال للحظات فرح ينتظرونها من عيد الى آخر..
الشاب الفلسطيني وديع عابد (20 عامًا)، إبن مخيم شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت، يتخذ من أرجوحة العيد مصدر رزق يدَر عليه مردودًا ماليًا ولو بالشيء القليل، علَه ينعش به الوضع المادي السيء الذي يعيشه وعائلته، وذلك بفعل الأزمة الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب الفلسطيني في المخيمات.
وينتظر عابد قدوم الأعياد والمناسبات السعيدة بفارغ الصبر، كي يثبَت أرجوحته الخشبية في  الساحة القريبة من منزله، من أجل الحصول على لقمة عيشه، ونشر الفرحة والبهجة على وجوه أطفال المخيم، على حد قوله لـ"وكالة القدس للأنباء"، التي قصدت المكان للاطلاع على أجواء عيد الأضحى المبارك داخل المخيم.
ويوضح عابد بأنه يعمل في مهنة تصليح الكهرباء، إلا أن فرص العمل بها شحيح جدًا، ولكي لا يبقى عاطلاً عن العمل قرر البحث عن فرصة عمل إضافية تحسن من دخله المادي، من خلال القيام بمشروع أرجوحة العيد ولو بالإمكانيات القليلة.
ويقول: "قررت أنا وصاحبي سليم العمل بمشروع الأرجوحة،  وقمنا بصنعها من الخشب وذلك ضمن إمكانياتنا المادية المتواضعة، وها نحن نعمل بنجاح منذ ثلاث سنوات".
ويضيف: "إلى جانب الأرجوحة، قمنا بوضع بسطة لبيع الفول والحمص والترمس والحلويات من أجل إضافة الربح ولو بالشيء القليل".
ولفت عابد إلى أن "معظم شباب المخيم عاطلون عن العمل، ويعانون من ظروفٍ معيشية سيئة للغاية، إلا أننا نقاوم ولا نستسلم لليأس أو الإحباط ونسعى جاهدين لإبتكار فرص عمل بالمجهود الذاتي، حتى لا نبقى عالة على أهلنا".
ودعا عابد المسؤولين على "مشروع العمل مقابل المال" الذي تنفذه  "الأونروا" لدعم الشباب الفلسطيني، إلى تشغيل كل شباب المخيمات دون استثناء، وعدم التزام مبدأ المحسوبيات السيء، وتوظيف أشخاص على حساب الآخرين".
وختم حديثه، قائلاً: "نحن شباب مقاوم، نحب المخيم الذي نعتبره مكان إقامتنا المؤقتة إلى حين عودتنا إلى وطننا فلسطين .. لذلك على الجهات المسؤولة دعم صمودنا في البقاء فيه، من خلال تنفيذ المشاريع الإنمائية ".          
هكذا هي أجواء عيد الأضحى في مخيم شاتيلا، حيث يحاول الشباب الفلسطيني محاربة البطالة من خلال البحث عن أنصاف الفرص وتحويلها إلى مصدر رزق يعين بها نفسه وعائلته...
هكذا هو عيد الأطفال بمخيم شاتيلا: فول وترمس وحمص وحلويات ومراجيح.. وفرصة عمل للشباب، على قاعدة "بحصة بتسند خابية"!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق