(41) سنة على مجزرة برج الشمالي.. كيف صمد الفلسطينيون أمام آلة الحرب الإسرائيلية؟

 


مازن كريّم- قدس برس

يوافق يوم 7 حزيران/يونيو، الذكرى الـ 41 للمجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1982 بحق الفلسطينيين في مخيم "برج الشمالي" في مدينة صور جنوب لبنان، حيث ارتقى فيها 125 فلسطينيا معظمهم من النساء والأطفال.

وبيّن مراقبون فلسطينيون، في أحاديث منفصلة مع "قدس برس"، اليوم الأربعاء أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، واجهوا تحديات مضاعفة بسبب الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وقاتلوا بامكانياتهم المحدودة دبابات الاحتلال ومدافعه.

وقال القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"(أحد فصائل منظمة التحرير) في لبنان، ابراهيم خطّاب، إن أهالي مخيم "برج الشمالي"، بمدينة صور، جنوبي لبنان، يستذكرون في مثل هذا اليوم المجازر التي ارتكبها الاحتلال بالصواريخ الحارقة المحرمة دولياً، والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى، في ملاجئ ( الحولة، أبو خنجر، النجدة، ومغارة المغاربة وغيرها)".

وتحدث خطاب عن تلك المجزرة قائلا إن "جيش الاحتلال كان قد حاصر المخيّم يوم الخامس من حزيران/ يونيو 1982، بقوّة كبيرة من الدبابات والمدرعات، مسنودة بالطيران والمدفعيّة، وحاول اقتحام المخيّم من جميع الجهات، وسط مقاومة أبداها أبناء المخيّم، ولا سيما من عُرفوا بـ (أشبال الآر بي جي)".

وأضاف أنه "سجّل تدمير أكثر من 8 دبابات إسرائيلية على أبواب المخيّم في اليوم الأوّل، وقتل العديد من جنود الاحتلال، فيما سجّل في يوم التالي، أسر عدد من جنود الاحتلال وتدمير نحو 16 دبابة، الأمر الذي دفع العدو إلى قصف ملاجئ المدنيين، واستخدام أسلحة الغرض منها القتل المباشر، كالأسلحة الفوسفورية الحارقة".

واعتبر خطّاب أن "هذه المجزرة البشعة بحق الشعب الفلسطيني أتت نتيجة الصمود الأسطوري الذي شكلته القوات المشتركة الفلسطينية المقاتلة آنذاك في الجنوب اللبناني".

وأكد على أن"الشعب الفلسطيني في المخيمات والتجمعات في لبنان، رفض الاستسلام للعدو، وقاوم بأسلحته البسيطة، دبابات وأرتال الاحتلال، الذي ارتكب مجازر بشعة".

من جهته، أكد عضو قيادة "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"(أحد فصائل منظمة التحرير) في لبنان، فؤاد عثمان، على "تمسك اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بحقهم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، حتى التحرير والعودة إلى كامل التراب الوطني الفلسطيني".

واعتبر عثمان أن "المقاومة هي خيار الشعوب الحرة والمناضلة، طالما بقيت أرضنا محتلة من عدو لم ولن يستجيب إلى حقوقنا الوطنية إلا من خلال المقاومة والصمود والوحدة والشراكة مع كافة مكونات الشعب الفلسطيني" على حد تعبيره.

ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، في 6 حزيران/يونيو 1982، عملية عسكرية لاجتياح لبنان، بذريعة الرد على محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، شلومو أرجوف.

واستخدم الاحتلال في اجتياحه حوالي 100 ألف من قواته، تضم فرق القوات الخاصة، وسلاح الطيران، والمدرعات، الزوارق والبوارج الحربية.

وارتكب الجيش الإسرائيلي في 7 حزيران/يونيو 1982، وكانت من ضمن المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق اللاجئين الفلسطينيين، مجزرة مخيم "برج الشمالي" بمدينة صور (جنوب لبنان).

وقصف الجيش الإسرائيلي، الملاجئ التي تحصّن فيها المدنيين في المخيم، وحوّلها إلى مقابر جماعيّة، ارتقى فيها أكثر من 125 شهيداً، غالبيتهم من النساء والأطفال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق