كلمة النائب أسامة سعد في مهرجان منظمة التحرير في الذكرى ال 75 للنكبة


 أسامة سعد في كلمته من مهرجان منظمة التحرير في الذكرى ال ٧٥ للنكبة: 
- لا تبدّدوا أشواق الشعب الفلسطيني لوحدةٍ يريدها تحت رايات المقاومة والانتفاضة الشعبية...
- ليسقط كلّ تطبيع مع العدوّ، وليعلم القاصي والداني أن للشعب الفلسطيني حقوق غير قابلة للتصرّف ...
- لا أمن عربي وأمن الشعب الفلسطيني مكشوفٌ ومستباح... لا جدوى من قمم عربية إن لم تكن لدعمٍ فعّالٍ وجدّي لنضال الشعب الفلسطيني.. 
إحياء للذكرى ال ٧٥ للنكبة، وتحت عنوان " النكبة جريمة مستمرة والعودة حق" ، وبدعوة من منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، أقيم في مركز معروف سعد الثقافي مهرجان سياسي مركزي نصرة للشعب الفلسطيني بوجه مجازر الاحتلال المتواصلة في فلسطين، وكانت كلمات بالمناسبة من بينها كلمة الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد اكد خلالها على أهمية ما يقوم به الشعب الفلسطيني من مواصلة للنضال المديد بوجه الاجرام الإسرائيلي الذي لم يتوقف يوما  بحق الشعب الفلسطيني وبحق الشعوب العربية، معتبرا ان كل تطبيع مع العدو ساقط وان حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف.
و شدد على أن لا قيمة لتفاهمات إقليمية إن لم تكن حقوق الشعب الفلسطيني في صلبها... ولا أمن عربي وأمن الشعب الفلسطيني مكشوفٌ ومستباح... ولا جدوى من قمم عربية إن لم تكن لدعمٍ فعّالٍ وجدّي لنضال الشعب الفلسطيني... 
ومما جاء في كلمته: 
 " أيها الأخوة أيها الأحرار ... 
يا أبناء صيدا ومخيم عين الحلوة وكل المخيمات... 
15 أيار 48 يوم فُرض  على الشعب الفلسطيني خلافاً لإرادته وخلافاً لإرادة الشعوب العربية كياناً استيطانياً عدوانياً عنصرياً... 
كيان قام على المذابح والعدوان ومصادرة الأراضي والتنكيل... 
هي بريطانيا والدول الاستعمارية الكبرى أعطت ما لا تملك لمن لا يستحق على حساب صاحب الحق، شعب فلسطين... 
لم يتوقف الاجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وبحق الشعوب العربية يوماً ... 
كما أن نضال الشعب الفلسطيني المتواصل والمديد ضد العدوان لم يتوقّف يوماً... 
إنها إرادة شعبٍ صمّم على انتزاع حقوقه الوطنية واستعادة كرامته وإرادته فوق أرضه ... 
قوافل لا تنتهي من الشهداء والجرحى والأسرى وإرادة لا تنكسر ... 
تضحيات جسام لشعبٍ معطاء لا قبلها ولا بعدها ... 
أيها الأخوة ... 
قاتلت المقاومة في لبنان ، حرّرت وانتصرت... 
هو إنجاز تاريخي للمقاومتين الوطنية والإسلامية ولصمود شعبنا ... 
مقاومة لبنان هي حصيلة تراكم تاريخي فيه انتصارات وفيه انكسارات، فيه ثوار وفيه احرار، من معروف سعد سنة 36 وسنة 48 إلى محمد زغيب وديب عكرة وآخرين، إلى العمل الفدائي والتصدي للإعتداءات والاحتلالات الاسرائيلية المتكررة، وإلى عشرات الآلاف  من الشهداء والجرحى والأسرى، تلك مسيرة مشرّفة... 
وتلك مقاومة لا حصرية لها، لم تبدأ مع أحد ولن تنتهي مع أحد ... 
كما قاتل الجيش المصري بشرف وببسالة من جمال عبد الناصر ورفاقه سنة 48 إلى كل الحروب الأخرى وصولاً إلى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 73 وتحطيم خط بارليف ومعه أسطورة الجيش الذي لا يُقهر وسيناء المحررة... 
وخاضت الجيوش السورية والأردنية والعراقية معارك الكرامة ضد العدو وكانت تضحياتها عظيمة... 
ليس من العدل والإنصاف والأخلاق في شيء أن يقلّل البعض من حجم ما قدّمته الشعوب العربية من صمود وما قدّمه شبابُها عبر جيوشها  من تضحيات وإنجازات ... 
ليس من مسؤولية المقاومين والجنود أن هذه الإنجازات والتضحيات والدماء الزكية قد أهدرتها السياسات الخاطئة والمرتهنة والمنحرفة للحكومات... 
من هنا فإنه من واجب القوى الوطنية العربية التصدي لهذه الإنحرافات السياسية القاتلة ... 
أيها الأخوة أيتها الأخوات... 
منذ ثلاثينيات القرن الماضي والشعب الفلسطيني في ميدان المقاومة الشاملة ... 
خاض كل المواجهات دفاعاً عن بلاده وحقّه في السيادة عليها وتقرير المصير... 
كانت انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في الستينات بقيادة القائد الرمز أبو عمار ورفاقه أعظم إنجازات الشعب الفلسطيني في كل مراحل المواجهة مع العدو... 
الفدائيون يضربون عمق الكيان الصهيوني بعمليات عسكرية نوعية يفاخر بها كل فلسطيني وكل عربي وكل مقاوم ... 
منظمة التحرير قائدة الثورة والعمل الفدائي وانتفاضات الشعب الفلسطيني تنقل قضية فلسطين من النسيان والتهميش إلى قضية تتصدّر القضايا الدولية وتحظى بتعاطف شعوب العالم ... 
أيها الأخوة ... 
15 أيار وإن كانت نكبةً للشعب الفلسطيني والشعوب العربية إلا انها عار وخزي لغربٍ قال أنه انتصر على النازية العنصرية ليقيم في الشرق العربي وفي قلب الوطن العربي كياناً عنصرياً عدوانياً ... 
تلك ازدواجية المعايير المتواصلة تمارسها حكومات الغرب منذ أكثر من عقودٍ سبعة، تدعم العدوان وتُدين مقاومتَه... 
اليوم العدو يقتل، يأسُر، يصادر أراضٍ، يهدم بيوت، يقتحم مخيمات وبلدات ويدنّس مقدسات ... 
شعبنا الفلسطيني يتصدى للقتل والعدوان باللحم الحي وبالإرادة الصلبة... 
الشعوب العربية التي أحبّت الشعب الفلسطيني وساندته قد انهكتها الحروب الداخلية وشتتتها القوى الطائفية والمذهبية، وحاصرها الجوع والعوز ولاحقها القمع والقهر والاستبداد ... 
هو الظلم العميم الذي يوحد شعب فلسطين مع كل شعوب أمّته العربية ... 
ليسقط كلّ تطبيع مع العدوّ، وليعلم القاصي والداني أن للشعب الفلسطيني حقوق غير قابلة للتصرّف ... 
لا قيمة لتفاهمات إقليمية إن لم تكن حقوق الشعب الفلسطيني في صلبها... 
لا أمن عربي وأمن الشعب الفلسطيني مكشوفٌ ومستباح... 
لا جدوى من قمم عربية إن لم تكن لدعمٍ فعّالٍ وجدّي لنضال الشعب الفلسطيني... 
نحن الشعب الفلسطيني ونحن الشعوب العربية نواجه الظلم والقهر والعدوان بوحدة النضال ... 
ضدّ العنصرية والصهيونية والتعصّب والفكر الإقصائي ... 
ضد الطائفية والمذهبية وتفكّك مجتمعاتنا ... 
نحمي الوحدة الوطنية والسلم الأهلي ونطلب الحقوق الانسانية ... 
نتمسك بالوطنية الجامعة وبالعروبة التقدمية التحررية الديمقراطية ... 
ونتطلع لنهضة ولحرية ولكرامة ... 
الشعب الفلسطيني وحّد كفاحه ودمه في الميدان ... 
هي رسالتُه الممهورة بتضحياته للفصائل الفلسطينية أن توحّدوا تحت رايات المقاومة والانتفاضة الشعبية ... 
توحّدوا وتمسّكوا بالقرار الوطني المستقلّ فقضية فلسطين وحقوق شعبِها أسمى وأعلى من أي رهانات أو تموضعات هنا أو هناك... 
تلك كانت أيضاً رسالة القائد الرمز ياسر عرفات، وحدة وطنية ومقاومة وانتفاضة وقرار مستقل ... 
أيها الأخوة أيتها الأخوات ... 
لبنان يعيش أيامه الصعبة وقد يكون الآتي منها هو الأصعب ... 
انهيارات على كلّ الصُعد ونذر الانفجار الاجتماعي والمخاطر والفوضى تتجمّع ... 
هي المصالح الفئوية وهي التبعيات لكلّ خارج من تدير السياسات في لبنان... 
مراكز القرار في الدولة عاجزة عن إنتاج حلّ وطني وعاجزة عن إدارة البلاد وانتخاب رئيس، ورهاناتها على تفاهمات ومصالح شتى الدول... 
في ظلّ هذه الأوضاع الخطيرة لا بدّ أن أنوّه بالموقف الفلسطيني الحريص على أفضل العلاقات مع لبنان ورفضه التدخّل في شؤونه، والمتجاوب مع متطلبات أمنه ووحدته واستقراره ... 
إلى المشكّكين أقول ... إن الشعب الفلسطيني لا يرى وطناً بديلاً عن فلسطين مهما طال الزمن، وإنه بكلّ أجياله يتمسّك بحق العودة ... 
العودة هي صلبُ القضية وأساسُها ... 
أيها الأخوة ... 
ندعو لحلّ سياسي وطني بلا وصايات خارجية في سوريا، يعيد لشعبِها الأمن والاستقرار والوحدة ... 
كما ندعو الحكومتين اللبنانية والسورية والجامعة العربية والأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها وتأمين عودة آمنة وكريمة وسريعة للنازحين السوريين ... 
نؤكد رفضنا لأي فرز سكاني قصري أو أي دمج سكاني قصري أو أي تعديلات ديموغرافية قصرية في سوريا ولبنان، إن ذلك ليس من مصلحة الشعبين الشقيقين... 
إن الشعب الفلسطيني ومعه الشعوب العربية يتطلعون لمعالجات وطنية وسلمية وديمقراطية للأزمات الخطيرة في أكثر من بلد عربي وآخرها الأوضاع المتفجرة في السودان... 
إن الحروب الداخلية والاستبداد والقهر والتدخلات الخارجية قد انهكت الشعوب العربية وحاصرت فرص تَقدُّمِها وتحرُّرِها وكبّدتها أفدح الخسائر... 
وقد آن الأوان أن نتخلص من كل هذا ... 
الشعب الفلسطيني يتطلّع بأملٍ كبير إلى نجاح السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بقيادة الرئيس أبو مازن وكل الفصائل الفلسطينية في توحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات والمؤامرات ... 
لا تبدّدوا أشواق الشعب الفلسطيني لوحدةٍ يريدها تحت رايات المقاومة والانتفاضة الشعبية... 
ختاماً ... 
في هذه الذكرى الأليمة نحيي كفاح الشعب الفلسطيني المديد والمتواصل ... 
ننحني إجلالاً وإكباراً أمام تضحياته وشهدائه وجرحاه وأسراه ومقاوميه الأبطال... 
لقد عَرَفَ الشعب الفلسطيني طريقه للنصر، والنصر قريب ... 
وسترفع يوماً زهرة فلسطينية علم فلسطين فوق أسوار القدس ..." 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق