النشرة
لن تفتك الأزمة الاقتصادية والمعيشية باللبنانيين منذ أربعة أعوام، وتسرق منهم أمان عيشهم ومستقبل ابنائهم وفرحهم بعيد الفطر المبارك، وتتضاعف تداعياتها على أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان الذين يعيشون الفقر المدقع، في ظلّ حرمانهم من حقوقهم المدنية والاجتماعية والانسانية ما يفاقم معاناتهم، يصبرون على بؤسهم بانتظار العودة الى ديارهم ذات يوم.
والعيد في المخيمات جاء باهتا، ولولا ثلاثة عوامل لكان جاء حزينا، بدءًا من دفع رواتب موظفي الاونروا، رواتب فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والمساعدات التي أطلقتها "مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية" بالتعاون مع "تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة "فتح" تحت شعار مشروع إفطار الصائم للعام 2023، حيث تمّ توزيع أربعة عشر ألف قسيمة شراء تغطي المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان بقيمة 35 دولار اميركي لكل منها.
وتؤكد مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان العيد جاء باهتا ليس فقط للأسباب المعيشية والمادية فقط، وإنما للظروف السياسية والامنية التي توزعت بين الداخل الفلسطينية والخارج ومنها:
-التوترات الامنية التي شهدتها بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان، وخاصة مخيم عين الحلوة، والتي أعادت الهواجس من محاولات ايقاع الفتنة وضرب استقرارها مع الجوار اللبناني، في وقت يعيش لبنان اسوأ أزماته الاقتصادية والسياسية على وقع الفراغ الرئاسي وحكومة تصريف الاعمال وتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية في مؤشر على عمق الازمة وطول أمدها.
وكشفت المصادر ذاتها، أن القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية التي عقدت سلسلة اجتماعات طارئة بين مخيم عين الحلوة وصيدا وبيروت والسفارة الفلسطينية، أعربت عن مخاوفها من مخطط لتوتير الوضع الأمني في بعض المخيمات، واقترح بعض ممثليها ضرورة تنظيم السلاح الفلسطيني وضبط تفلته منعا لأي فتنة ما فاجأ الآخرين في توقيته، على اعتبار ان مثل هذه الاحداث والتوترات تقع بين الحين والآخر ويتم تطويق ذيولها ومعالجتها بأقل الخسائر الممكنة، على قاعدة تحقيق المصلحة العليا في نهاية المطاف دون إسقاط معادلة الامن بالتراضي أو إلغاء أحد.
ويتوقع أن تنشط الحركة السياسية الفلسطينية في أعقاب عطلة عيد الفطر المبارك لمواكبة اربعة ملفات هامة وساخنة، أولها، تعزيز العمل المشترك على اعتباره المظلة السياسية والامنية والاجتماعية للمخيمات وأبنائها، ثانيها، استكمال الاجتماعات لتحصين أمن المخيمات وقطع دابر أي فتنة، ثالثها، التحرك باتجاه وكالة "الاونروا" لزيادة مساعداتها النقديّة وتحسين خدماتها بعيدا عن ذريعة العجز المالي أو نقص التمويل، ومنها رفع عدد المستفيدين من برنامج الشؤون الاجتماعية (حالات العسر الشديد) كما وعدت إدارتها سابقا، ورابعها، الحفاظ على الموقف الفلسطيني الموحد في الحياد الايجابي من الازمة اللبنانية ومنع أي استدراج في أتونها.
ووسط الاستعداد الفلسطيني، لفت الانتباه الرسالة التي وجهتها المديرة العامة لوكالة "الأونروا" في لبنان دوروثي كلاوس لمناسبة عيد الفطر المبارك، وقد أطلقتها من احدى المخيمات الفلسطينية في بيروت، ووسط مجموعة من النساء والاطفال في مبادرة هي الاولى من نوعها، وحرصت خلالها على التحدّث مع الناس والتجوال في الازقّة وسوق الخضار والاستماع الى مطالب اللاجئين وحددت فيها ثلاثة أولويات لعملها في المرحلة المقبلة، زيادة المساعدات النقدية، تحسين الاستشفاء ورفع مستوى التعليم".
واستهلت كلاوس في رسالتها وختمتها بعبارة "عيد مبارك" باللغة العربية، وقالت "لقد تسلمت مهامي في لبنان منذ شهرين، وقد قمت بجولات وزيارات للمخيمات وتحدثت مع اللاجئين ومع ممثلي المجتمع واستمعت لمطالبهم، لقد تأثرت كثيرا، كان للمجتمع المحلي نفس الآراء بالنسبة إلى الاولويات، أنا وفريق عملي نسعى معكم وسنكمل هذا التواصل لفهم حاجاتكم بشكل أفضل ولنعكس ذلك أيضا على برامجنا، الأولويات التي سمعناها هي بالطبع زيادة المساعدات النقذية، نحن نقدم حاليا المساعدات النقذية لـ160 ألف شخص، ونعتزم القيام بذلك كل ثلاثة أشهر حتى نهاية العام، وإذا حصلنا على المزيد من التمويل فاننا نعتزم توسيع نطاق المستفيدين من هذه المساعدات".
وأضافت كلاوس "الأولوية الثانية زيادة الاستشفاء، نحن بصدد النظر في كيفية تنظيم الاستشفاء بشكل أفضل للتأكد من أن كل طفل وكل مريض قادر على تلقي خدمة الاستشفاء التي يستحق، والاولوية الثالثة هي التعليم، تعليم الاطفال، الأونروا وفريق العمل، وفريق التعليم ملتزمون بإجراء بعض التغييرات للتأكد من أن أطفالنا يتلقون أفضل تعليم ممكن من أجل بناء مستقبل أفضل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق