هنية في لبنان... مواجهات وتساؤلات!

  


النشرة

كاد يؤدي العدوان الاسرائيلي في فلسطين المحتلة وتحديدا ضد المعتكفين في المسجد الأقصى في رحاب شهر رمضان المبارك، إلى انفجار المنطقة ويجرها إلى حرب على مختلف الجبهات، بعدما شهدت تطورا لافتا بإطلاق صواريخ من لبنان للمرة الأولى دون أن تتبنى أي جهة المسؤولية، وسط تحميل القوى الفلسطينية المسؤولية.

أكدت مصادر سياسيةعبر "النشرة"، أن اللافت في اطلاق الصواريخ من الجنوب نحو المستعمرات أنها جاءت على دفعات وفي أوقات متفاوتة ومن القطاع الغربي إلى القطاع الشرقي، وبأعداد كبيرة تجاوزت الـ30 صاروخا، ما أربك اسرائيل التي لم تكن تحسب لها الحساب، فجاء ردها محدودا لحفظ ماء الوجه دون أن تنجر إلى حرب، أو تنجح في كسر المعادلة القائمة.

وسط المشهد الناري، أتت زيارة رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" إسماعيل هنية إلى لبنان، لتعطي الأحداث أبعادا اضافية، أجبرته على إلغاء كل لقاءاته الحوارية سواء في صيدا أو بيروت نتيجة التطورات الأمنية، ولكنها أبقت على جدول أعماله اساس هدف زيارته، التي تعتبر الثالثة،بعد الاولى في نهاية حزيران العام 2021 والثانية في 21 حزيران 2022.

واعتبرت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان زيارة هنية جاءت في توقيت دقيق وحساس مع تصعيد العدوان الاسرائيلي في فلسطين في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة والعنصرية والازمة الداخلية الاسرائيلية والتقارب السعودي–الايراني، والسوري-الخليجي، متوقعا ان تحمل أربعة اهداف:

-الأول، تعزيز التعاون والتنسيق بين محاور المقاومة ولا سيما" "حزب الله" و"حماس" وحركة "الجهاد"، تحت شعار "وحدة الساحات" وهو ما تأكد خلال العدوان الأخير، والذي أربك "اسرائيل".وكان "حزب الله" قبل اطلاق الصواريخ أصدر بيان إدانته للممارسات في الأقصى وتأكيده بالوقوف "إلى جانب الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في كل الخطوات التي يتخذونها لحماية المصلين والأقصى وردع العدو".

-الثاني، لقاء عدد من المسؤولين اللبنانيين الرسميين والسياسيين ومنهم رئيس مجلس النواب نبيه برّي والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، لوضعهم في التطورات السياسية والأمنية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

-الثالث، التحضير لزيارة يقوم بها الى سوريا في اطار استكمال المصالحة التي جرت معها بعدما أعلنت الحركة في 17 أيلول 2022، استئناف علاقاتها "خدمة لأمتنا وقضاياها العادلة"، وإنها "ماضية في بناء وتطوير علاقات راسخة مع سوريا"، قبل أن يقوم عضو المكتب السياسي خليل الحية بزيارة الى الرئيس السوري بشار الأسد في 19 تشرين الأول 2022 برفقة وفد من الفصائل الفلسطينية.

-الرابعة، لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية والتي غالبيتها تتخذ من دمشق مقراً لها لبحث سبل تعزيز الوحدة الوطنية ومواجهة العدوان الاسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى واعتباره جريمة غير مسبوقة وعدوانا على أمتنا الإسلامية ومقدساتها.

هنية، وخلال اللقاء الذي شارك فيه الأمين العام لحركة "الجهاد الاسلامي" زياد نخالة، حمل الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عما يجري من عدوان وحشي على المسجد الأقصى وعلى المصلين والمعتكفين فيه، مؤكدا "أن شعبنا الفلسطيني وفصائل المقاومة لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا العدوان الغاشم"، داعيا المجتمع الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى تحمل مسؤولياتهم والتحرك العاجل "لإنقاذ القدس من التهويد والمسجد الأقصى المبارك من التقسيم ولجم حكومة الاحتلال ومنعها من مواصلة عدوانها على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق