لاجئو عين الحلوة: نعيش معاناة مزدوجة مع قدوم شهر رمضان

 

وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي
تشتد معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع تفاقم الأزمة الاقتصادية، فيما يعيش اللاجئون في مخيم عين الحلوة، جنوب لبنان، أزمة مزدوجة: معيشية وأخرى أمنية، ما يفاقم الأمر تعقيداً مع قدوم شهر رمضان المبارك. رغم ذلك، ما زال الأهالي يتمسكون بالعادات والتقاليد الرمضانية بما تيسر، وبإمكانات متواضعة جداً وهذا ما انعكس بشكل واضح  داخل أحياء المخيم وأسواقه.
الحاجة أم إيهاب: معاناتنا حقيقية
وفي هذا السياق، تحدثت الحاجة أم إيهاب، قائلة: "نعيش اليوم معاناة حقيقية، بسبب الأوضاع الاقتصادية التي نمر بها، عمري 57 عاماً.. ولم يسبق أن عشت أياماً كهذه"، مبينة أنه "مع اقتراب شهر رمضان أحاول قدر الإمكان أن لا أتخلى عن عاداتنا وتقاليدنا، ففي كل عام كنت أحضر المونة الرمضانية التي هي عبارة عن رقاقات محشوة، وكبب، وشيشبرك، وكنت أثلج اللحوم على أنواعها، لكن اليوم لم يعد باستطاعة أحد تحضير كل هذه الأنواع بسبب الغلاء الفاحش. لذلك قررت أن أقوم أنا بصناعة الرقاقات بدلاً من شرائها بالإضافة إلى تحضير الجبن بالمنزل أيضاً، وتحضيرها، وهذا كل ما استطعت تحضيره لرمضان".
صعوبات وأزمات تزيد الوضع تعقيداُ
بدورها بينت أم أميرة، أنها "بسبب الأوضاع الأمنية الراهنة تركت منزلي منذ 3 أيام، لأنه يقع في المنطقة التي دارت بها الاشتباكات، وبسبب ذلك، لم أستطع حتى اليوم التحضير لشهر رمضان المبارك. لكن الاشتباكات لم تكن هي السبب الرئيسي، فالأوضاع المعيشية صعبة جداً، ولم يعد باستطاعتنا شراء اللحوم والدواجن حتى الألبان والأجبان، أصبحت أسعارها باهظة جداً"، مشيرة إلى أن "كل ما استطعت فعله هو شراء كراتين وأوراق ملونة وصناعة فوانيس لبناتي الثلاثة كي يحسوا ببهجة رمضان".
السيدة رقية: مونة رمضان للأغنياء فقط
من جانبها، أكدت السيدة رقية أن "مونة رمضان أصبحت للأغنياء فقط، نحن اليوم نفكر كيف يمكننا تأمين قوت يومنا، فنحن نعيش كل يوم بيومه، حتى اليخانة أطبخها دون لحم ودجاج، فقط أضع مكعب ماجي، لم أكن أتخيل أن يصل بنا الحال إلى هنا، لكن ليس باستطاعتنا سوى الدعاء"، مبينة أن "زوجي ما زال يتقاضى راتبه بالليرة اللبنانية، وجميع المواد الغذائية أصبحت تباع بالدولار، حتى أنني أصبحت أختصر في مشترياتي، وهناك العديد من الأصناف استغنيت عنها". مضيفة: "أتمنى من أصحاب الأيادي البيضاء النظر إلى أوضاعنا، بخاصة في شهر رمضان، ومساعدة المحتاجين، لأن هناك العديد من العوائل التي أصبحت تختصر حتى في رغيف الخبز".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق