حركة فتح عهدة في رقابنا شئنا أو أبينا


إنَّ العاصفة التي أسسها العظماء المؤمنون بالله وبالشهادة،
 هم الذين قدَّموا الَّلبنةَ الأولى والمدماكَ الأول، والأسيرَ الأول والشهيدَ الأول، والجريحَ الأول فتخضَّب  ترابُ الارض المباركة بدماءِ الشهداء والجرحى، وأعلنت حركة فتح ألابية البكر لهذه المسيرة الكفاحية الوطنية التي حملت اسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وأشعلت شعلة العاصفة التي أضاءت مسيرة الأجيال الفلسطينية منذ1/1/1965 وما زالت راسخةً في عقول وقلوب ووجدان أبناء شعبنا الفلسطيني، وأمتنا العربية، وفي مختلف الشعوب التي قدمت شبانها مجاهدين على أرض فلسطين في مواقع القتال ، والمعارك، والتصدي للاجتياحات التي طالت مخيماتنا، وأهلَنا في لبنان، وسوريا، و تمَّ استهدافُ العديد من المناطق في مختلف الدول العربية التي كانت تقف إلى جانبنا، وتدعم قضيتنا. 
كثيرةٌ هي العواصف المرعبة والمدمِّرة التي عصفت بمخيماتنا، ومزَّقت أجسادَنا، وهدمت بيوتنا على رؤوسنا، وشردتنا، وتحت الدمار كنا نبحثُ عن ما تبقى من الأطفال، والنساء، والرجال المسنين ، ولم يُسمح لنا بدفنهم حتى لا يشكلوا إحراجاً للأمة التي تركت أهلنا المنكوبين، ومنهم الجرحى حتى استشهدوا، ومنهم الأمهات مع أطفالهن تحت الحطام والركام عدة أيام، ثم جاءت أضخم الجرافات لتدمير البيوت التي ما زالت قائمة  على من فيها بأسرع ما يمكن حتى يتم إخفاء الجريمة الصهيونية وحلفائها، وكأننا لسنا بشراً. 
في كل يوم نحنُ نولدُ من جديد لأننا أقسمنا اليمين منذ البداية؛ ثورة حتى النصر، فنحن لسنا في رحلة استجمام، ولم نشعر في يوم من الأيام بالاطمئنان ، لأنه كما ثبت لنا بأننا  أمام خيارين لا ثالث لهما؛ وهما، إمَّا الشهادة على أرضنا ومن أجلها، و إمَّا الانتظار حتى التحرير ورفع راية الانتصار هناك على مآذن الأقصى، وخليل الرحمن. 
 وليعلم القاصي والداني بأننا لسنا عشَّاق مساومة لأننا نحن أول من أعلن المقاومة في 1/1/1965، وخضنا معركة الكرامة وهي أهم، وأبرز، وأعظم، وأشرس معركة ضد الاحتلال الصهيوني وجيشه بقيادة موشي دايان ومعه حوالي عشرة آلاف جندي على أتم الاستعداد للهجوم على بلدة الكرامة، ومخيم الكرامة، وكانت العجوز الشمطاء غولدا مئير تنتظر عقد مؤتمر صحفي على الحدود الأردنية حيث فلسطين المحتلة من الجهة الأخرى الساعة العاشرة صباحاً، لكن المقاتلين الفلسطينيين الأبطال وعلى رأسهم الرمزياسر عرفات، وأبو جهاد الوزير ومختلف أعضاء اللجنة المركزية كانوا يتوزعون بين المقاتلين لرفع معنوياتهم في هذه المعركة التاريخية والأصيلة. و هي التي دفعت الحشود الشبابية والطلابية للحضور إلى مخيم الكرامة وتلقي التدريبات العسكرية لتعزيز وجود حركة فتح، وهذا ما اعتبره الجميع الانطلاقة الثانية لحركة فتح، بحيث استقطبت الآلاف من الشبان والطلاب. 
و هكذا أصبحت حركة فتح عملياً هي الرقم الصعب وهذا ما سلَّم به الجميع، فقد إنطلقت قوافل من الطلاب  والشبان من لبنان، وسوريا، والأردن، والعراق وايضاً من مختلف جامعات دول العالم حيث ترك الكثير من الطلاب الجامعيين  دراستَهم في الجامعات، وانضموا  إلى معسكرات التدريب. ومن هؤلاء تأسست  قوات حركة فتح، وجيش التحرير الفلسطيني، وهؤلاء كانوا نواة هذه الحركة الرائدة التي خاضت العديد من المعارك المفروضة علينا، وانتصرنا ، وما زالت هذه الحركة الرائدة التي صنعت هذا التاريخ المجيد ، و ما زالت صامدةً تصدُّ المؤامرات ، ولا تخضع ، ولا تركع إلا لله، وهي دائماً تستوحي مقومات مسيرتها ورؤيتها الاستراتيجية من تجارب قادتها العظماء والشهداء. 
 نحن أبناءَ العاصفة، نحذِّرُ كلَّ من  تراوده نفسُهُ، ويعتقد بفعل الغرور، أو الجهل في حساباته، أن يبيع الوحدة الوطنية بمكتسبات فئوية خاصة من أجل جرِّ الساحة الفلسطينية بما فيها المخيمات إلى  ساحة إشتباكات، أو صراعات تنظيمية تتصدعُ من خلالها جدران البيت الفلسطيني الذي يجب أن يبقى  متماسكًا من أجل أن تستمر الثورة الفلسطينية وفي القلب منها حركة فتح  الرائدة. 
وانها لثورة حتى النصر 

إعلام حركة فتح في لبنان 

 الحاج رفعت شناعة 

4/3/2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق