بوتيرة متصاعدة… هذا ما يفعله اليهود بالمسيحيين وممتلكاتهم في القدس

 

من صحافة العدو الصهيوني
هآرتس 26/3/2023
بقلم: نير حسون
عدد الاعتداءات العنيفة وأعمال تخريب ممتلكات المسيحيين والمؤسسات المسيحية في القدس قفز منذ بداية السنة، ورؤساء الكنائس في المدينة يربطون ذلك بالأجواء السائدة في الحكومة الحالية. مصادر في الكنائس تقول إن الشرطة لا تتعامل بجدية وبما فيه الكفاية مع الوضع، وترفض أن ترى في تراكم الأحداث العنيفة ظاهرة. حسب أقوال هذه المصادر، يتم الإبلاغ عن جزء صغير من الأحداث للشرطة، أما فعلياً فعددها أكبر بكثير من العدد المعروف.
في وثيقة للمركز الكنسي في القدس، الذي ينسق بين الطوائف المسيحية المختلفة، اقتبس قس أرمني شهد أنه تم البصق عليه أكثر من 90 مرة منذ بداية العام. معظم الاعتداءات وأعمال تخريب الممتلكات حدثت في البلدة القديمة في القدس.
في 2 كانون الثاني، خرب يهوديان مقبرة للبروتستانت في جبل صهيون وتسببا بالضرر لثلاثين شاهداً للقبور. بعد عشرة أيام، خط يهود كتابات شتائم على جدران دير الأرمن في البلدة القديمة وقاموا بأعمال تخريب في دير الأرمن في “معلوت” بالجليل. في نهاية كانون الثاني، اعتدوا على شباب مسيحيين في حي الأرمن بالقدس، وفي اليوم نفسه ألقى شباب يهود الكراسي على أشخاص كانوا يجلسون في مطعم للأرمن في البلدة القديمة.

في بداية شباط، حدث إضرار بتمثال للمسيح بكنيسة في طريق الآلام. وفي نهاية الشهر، اعتدوا على رهبان أرمن كانوا يحملون الصليب في حي الأرمن. في الأسبوع الماضي، هاج شاب إسرائيلي من أصل مسيحي، يبدو أنه مريض نفسياً، داخل الكنيسة الواقعة في جبل الزيتون، وهدد الحاضرين حاملاً قضيباً من حديد. اعتقلت الشرطة الشاب الشرطة وأرسل للمعاينة النفسية.

الأب فرنسيسكو باتون، حارس الأماكن المقدسة المسيحية في الأرض المقدسة والمعين من الفاتيكان، قال للصحيفة رداً على ذلك، بأنه “ليس صدفة تراكم هذه الأخطار في هذه الفترة. نأمل ونطالب حكومة إسرائيل وجهات إنفاذ القانون بالعمل بحزم لاجتثاث هذه الظواهر الصعبة”.

حسب أقوال جون منير، من مركز “روسينغ” للتعليم والحوار بين الأديان، فإن طائفة الأرمن تقف في بؤرة الاعتداءات بسبب وجودها القريب من الحي اليهودي وبسبب ملابس رجال الدين، التي تجذب انتباه المهاجمين. “المؤمنون يتعرضون للبصق والدفع والضرب على الرأس والشتم. وبين حين وآخر، يتم رش كتابات تجديف غرافيكية، وهناك هجمات أكثر جدية داخل الكنائس. الناس يفكرون مرتين عند المرور عبر هذا الزقاق أو الزقاق الآخر”، قال منير. وقد احتج على محاولة الشرطة عزل هذه الأعمال ونسبتها إلى شباب وأشخاص لديهم مشكلات نفسية.

“هناك ارتفاع ليس في الأرقام، بل وفي الجرأة”، قالت يسكا هراني، الباحثة في المسيحية والتي هي في اتصال وثيق مع الطوائف المسيحية في القدس. كانوا يبصقون دون من حيث لا يرونهم، واليوم يبصقون علناً. لم يعد هذا خفياً”.

الجمعة، جرت المسيرة التقليدية للمسيحيين الكاثوليك في المدينة بمناسبة عيد الفصح، لكن احتجاجاً على الاعتداءات هذه المرة. ارتدى المشاركون شالات عليها صورة تمثال المسيح الذي تم الاعتداء عليه وتخريبه في الشهر الماضي.

من الشرطة جاء الرد: “معظم الأحداث التي ذكرت عولجت بسرعة وبحزم من قبل الشرطة، وفي معظمها تم اعتقال مشبوهين. في جزء من الحالات التي ذكرت، تم تقديم لوائح اتهام ضد المتورطين أو أن التحقيق قد استكمل. إلى جانب النشاطات المتزايدة في البلدة القديمة وفي بيوت العبادة والمواقع الدينية، فقد تم تخصيص عدد كبير من رجال الشرطة لتوفير الأمن والنظام وحرية العبادة لأبناء جميع الديانات والطوائف. وسنواصل العمل ضد المجرمين إلى أن يتم تطبيق القانون عليهم”.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق