مشروع الأونروا المال مقابل العمل في المخيمات.. العمل لأصحاب الواسطات


 وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي
تلعب الأزمة الاقتصادية في لبنان دورًا هامًا في ارتفاع نسبة البطالة التي تستهدف الفئة المتوسطة وطبقة العمال والمهن، مع ارتفاع مخيف للدولار وتدني القيمة الشرائية لليرة، والتي يدفع ثمنها بشكل مباشر وأكثر من غيرهم، اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات التي بات أكثر من 90 % منهم تحت خط الفقر، في ظل غياب فاضح لدور "الأونروا" عن أداء مهامها بشكل فعلي للحد من هذه الظاهرة، التي تعصف بالشبان والشابات وأرباب الأسر: "البقاء لأصحاب الواسطات".
وبالرغم من الدعم السخي بالمال الذي تتلقاه وكالة "الأونروا" وبعض المؤسسات الخدماتية من قبل الدول المانحة لإقامة مشاريع صغيرة محدودة الأجر والأجل، من شأنها أن تحسن من الظروف المعيشية للاجئين وتعزز من صمودهم، إلا أن نسب البطالة لا تزال مرتفعة في المخيمات.
وتنفذ "الأونروا" حاليًا مشروع "المال مقابل العمل" الذي يستهدف الفئات العمرية من سن 18  حتى الـ 60 سنة، وذلك من أجل مواجهة الصعوبات الحياتية التي تعصف باللاجئين، حيث عشرات الطلاب الجامعيين وعمال سابقين ينتظرون دورهم في العمل مقابل المال، فما هو مصيرهم؟
في هذا السياق، جالت "وكالة القدس للأنباء" في شوارع وأزقة مخيم شاتيلا في العاصمة بيروت، واستطلعت آراء الأهالي حول أداء الأونروا في مشروع المال مقابل العمل، حيث أكد الكثيرون منهم بأن آلية التوظيف تشوبها المحسوبيات.
لفت اللاجئ أبو عادل .ع ، وهو معيل لأسرة مكونة من أربعة أفراد، ومن الناجحين بالتقدم الى الوظيفة في مشروع الأونروا المال مقابل العمل، لفت الى أن آلية التوظيف يشوبها المحسوبيات ولا تتم بشكلٍ عادل".
وأوضح بأن "الأونروا أطلقت مبادرة لتشغيل الشباب والشابات الفلسطينيين في المخيمات في مشروع المال مقابل العمل بإرسال لينك لتقديم الطلب. أنا واحد من المقبولين للعمل في هذا المشروع الذي أطلق منذ سنة ولغاية الآن لم يوصلني الدور".
وقال متأففًا من هموم الحياة وأعبائها التي أثقلت كاهله: "للأسف وين صرنا، رضينا بالعمل بالزبالة، وطرقنا كل الأبواب وكل واحد منهم بيدفشني على غيره. بس يكون معك "واصطة" فورًا بشغلوك، كثير ناس اشتغلت أكثر من مرة بنفس المشروع ونحنا بعد ما إجى دورنا".
الشاب الجامعي محمد. م، أوضح لـ"وكالة القدس للأنباء" بأن "الأونروا وضعت لائحة أسماء المقبولين في "روستر" العمل مقابل المال على باب عيادة الأونروا في مخيم شاتيلا، ولدى مكتب مديرة المخيم، والتي فاقت الـ 1200 طالب عمل، سواء تنظيفات أو أذنة بأخذ كل واحد فرصته في العمل، ونأسف أن نقول (فرصته)، لأن معظم من أقدم على هذه الوظيفة من الطلاب والجامعيين والخريجين".
وأضاف: "العمل ليس عيبًا بل نرفع لهم القبعة وهذا دليل على أن الفلسطيني آدمي رغم الظروف الصعبة فضَل عمل أدنى من مستواه وتخصصه على أن يلجأ إلى طرق غير مشروعة وملتوية".
أما الشابة الجامعية هدى .ش. ، فقالت لوكالتنا: "كلنا على علم في هذا "الروستر" أي كل مقبول للعمل يجب أن يعمل فقط شهرين، ولكننا نتفاجأ بأشخاص تعمل أكثر من ذلك، أي تكون موجودة مع أشخاص جدد وهذا حرام لأنهم عم يأخذوا من فرصة غيرهم بالعمل".
وأشارت إلى أن "ما يزيد الطين بلَة، بأن الأونروا أطلقت "روستر" جديد وبدأت تتصل بالمقبولين الجدد. ولكن السؤال ما مصير الأسماء الباقية المسجلة على لائحة الروستر القديم، والتي يفوق عددهم الـ 400 أسم، والتي لا تزال تنتظر دورها في العمل".
هل ستستمر "الأونروا" في سياسة المحسوبيات، وتوظف أشخاصا على حساب أشخاص آخرين؟. ليس من المنصف أن تذهب فرص العمل من أمام من يستحقونها. لذلك على الوكالة أن لا توصد الأبواب بوجه هؤلاء المغبونين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق