ندوة في مخيم برج البراجنة بعنوان الاعلام الفلسطيني في لبنان:المأزق والحلول

ألقى الكاتب الصحفي الفلسطيني عبد معروف محاضرة بعنوان "الاعلام الفلسطيني في لبنان: المأزق والحلول"، في قاعة رابطة الكابري الاجتماعية في مخيم برج البراجنة، شارك فيها شخصيات وفعاليات شعبية وثقافية وتربوية من أبناء المخيم .
الندوة التي نظمتها لجنة الثقافة والتعليم في المخيم، يوم الجمعة 6 كانون الثاني 2023، وقدم لها الصحفي أحمد الحاج، تناولت نقاط بارزة في وضع الاعلام الفلسطيني في لبنان، وأسباب تراجع تأثيره وأزمته و المأزق الذي يمر به في هذه المرحلة بالذات.
في بداية المحاضرة أعرب الاعلامي عبد معروف عن اعتزازه بهذا اللقاء الذي كان فرصة للاجتماع بهذه النخب الثقافية والتربوية الفلسطينية، وأيضا لأن الندوة تناولت موضوعا هاما وهو الاعلام الفلسطيني . مشددا على أهمية هذه اللقاءات والندوات، داعيا إلى تشكيل الأطر الثقافية وتنظيم الحوارات والنقاشات الاعلامية ، للمساهمة في رفع مستوى وعي الشعب وخاصة قطاع الشباب وللمساهمة في بلورة رأي عام مساند للقضية وللقضايا الانسانية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان..
وحول اختيار عنوان المحاضرة "الإعلام الفلسطيني في لبنان.. المأزق والحلول"، شدد المحاضر على ان اختيار هذا العنوان جاء لأسباب كثيرة أبرزها أهمية دور الاعلام في رفع مستوى المعرفة و الوعي وتعزيز الارادات والهمم، والدعوة إلى الوحدة والحشد في ميادين الصراع.
وجاء في المحاضرة أن الاعلام الفلسطيني لعب دورا رياديا في مراحل القضية الفلسطينية، واستذكر مجلات فلسطين الثورة والهدف، والحرية ونضال الشعب والدراسات الفلسطينية، وعمل مركز الابحاث والتخطيط والاعلام الموحد، وغيرها من المراكز والمؤسسات الاعلامية التي كانت ناشطة في إصدار الكتب والنشرات التعبوية والتحريضية والتوثيقية.
وتناولت المحاضرة دور الشهداء الاعلاميين والصحفيين، ... غسان كنفاني وكمال ناصر، وماجد أبو شرار، وحنا مقبل، وناجي علوش، وناجي العلي، واسماعيل شموط  والشعراء محمود درويش، معين بسيسو، سميح القاسم، وغيرهم العشرات العشرات ممن كتبوا بالدم لفلسطين، وشددت على أن هذه الرموز الاعلامية شكلت منارة لإعلام فلسطيني خلال عقود و واكبت نضالات الثورة وعملياتها الميدانية، وبذلت الجهود من أجل بلورة رأي عام فلسطيني وعربي ودولي مساند للقضية الفلسطينية عام.
وأكدت أن الوفاء لهؤلاء الشهداء هو باستمرار مسيرتهم وتطوير أعمالهم الثقافية والسير على خطاهم دفاعا عن حقوق الشعب والقضية.
وتناولت المحاضرة بشكل تفصلي استمر لحوالي ساعة ونصف عناوين مهمة في حال الاعلام الفلسطيني في لبنان، ورأت أن هذا الاعلام اليوم هو إعلام الفصائل، وليس إعلام الشعب، وهذا يعني أن المؤسسات والمنابر الصحفية الفلسطينية هي مؤسسات تسلط الضوء على نشاطات الفصائل وتحركات القيادات، ولا تتناول بأي حال من الاحوال، معاناة الشعب الفلسطيني وأزماته، ولا تحقق في أسباب هذه المعاناة ولا في خلفياتها ولا في مخاطرها، وبالتالي ليس هناك اهتمام شعبي بإعلام الفصائل، وليس هناك إعلام فلسطيني جاد في لبنان يعمل على تأدية مهمته ويقوم بمسؤولياته الوطنية بأسلوب احترافي ومهني رفيع المستوى، لذلك لم يكن الاعلام الفلسطيني في لبنان على مستوى مخاطر المرحلة ولا على مستوى الأزمات والمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في لبنان تحديدا.
وهذا يعني أن الاعلام الفلسطيني في مأزق، مأزق حقيقي، برز أيضا من خلال حالة الانقسام والفوضى التي يعيش فيها هذا الاعلام من جهة، وأيضا من خلال ضعف الكادر الاعلامي الذي وجد لنفسه مهمة الدفاع عن الفصيل والقائد والمسؤول، وليس معالجة قضايا ومعاناة الشعب والبحث عن أسبابها وخلفياتها.
لذلك كان يسهل على اعلام الفصائل أن تنقل لنا الخبر من هنا وهناك، لكن إعلام الفصائل هذا لم يتمكن ولم يعمل ويبذل الجهود من اجل أن يشرح للشعب لماذا وقع هذا الحدث، وما هي خلفياته وأسبابه ومخاطره، لذلك يشعر الشعب أن إعلام الفصائل لم يعد إعلامه، ولا يعبر عن آماله وآلامه ..بل هو إعلام الفصيل، وبالتالي ولأن الفصائل تعيش مرحلة الانقسام والأزمات الداخلية، فهذا يعني ان الاعلام الفلسطيني يعيش نفس الازمات وهو تعبير واضح ومرآة لأزمات الفصائل نفسها.
لذلك فالاعلام الفلسطيني لم يتمكن من المساهمة في رفع مستوى وعي الشعب ولم يتمكن  من إخراج الشعب من حالة اليأس والاحباط التي يتعرض لها، ولم يعالج هذا الاعلام قضايا الجهل والفوضى والمخدرات والهجرة بقوارب الموت، واطلاق النار العشوائي في أزقة المخيمات.
وبالتالي فإن مأزق الاعلام الفلسطيني في لبنان هو مأزق الحياة السياسية الفلسطينية هو مأزق الحركة السياسية الفلسطينية .
وأكدت المحاضرة مجددا أن كل المشهد الاعلامي الفلسطيني في لبنان يؤكد أنه يمر في مأزق له مخاطره، ومن الضروري العمل من أجل معالجته والبحث عن حلول من خلال دفع الجهات المعنية لتأهيل وسائل إعلامها وإعلامييها، ليكون وطنيا ومهنيا على مستوى المرحلة الخطرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في لبنان وقضيته الوطنية.
كما تكون الحلول من خلال توسيع دوائر الحوار والنقاش والتقييم ودفع الفصائل لأن تتحمل مسؤولياتها وأن تعمل بشكل جاد للاهتمام بقضايا شعبها، والعمل لتشكيل إعلام قادر ونافذ يتحمل مسؤوليته التاريخية في الدفاع عن حقوق الشعب الوطنية والاجتماعية والمعيشية.
ودعت المحاضرة النخب الثقافية والفكرية لتشكيل إطرها وعقد اجتماعاتها وتنظيم الحوارات للخروج من الازمات، ذلك لأن الشعب الفلسطيني في لبنان يعيش حالة من التيه والضياع ، دفعته للهجرة بقوارب الموت وتفشي المخدرات الجهل والتسرب المدرسي.
وبعد حوالي ساعة من المحاضرة تناولت كل هذه النقاط بالكثير من التفصيل، فتح باب الحوار والنقاش وتوجيه الاسئلة الذي استمر لأكثر من نصف ساعة، ما أشار إلى تفاعل بين المحاضر والحضور، وتفاعل الحضور مع موضوع المحاضرة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق