الجزائر تستضيف فتح وحماس مجددا لإستكمال المصالحة تمهيدا للقاء يجمع الفصائل الفلسطينية

 


ا
لنشرة

كشفت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، أن ​الجزائر​ قررت إستضافة كل من حركتي "فتح" و"حماس" لزيارتها تمهيداَ لإستكمال الحوار وتطبيق مندرجات "إعلان الجزائر"-"مؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، الذي عقد على مدى يومين برعاية الرئيس عبد المجيد تبون، والذي وقّع عليه 16 فصيلاً فلسطينياً يتقدمهم حركتا "فتح" و"حماس" لإنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة والإسراع بإجراء إنتخابات عامة رئاسية وتشريعية في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ومجلس وطني في مدة أقصاها عام من تاريخ التوقيع".

ووفق معلومات "النشرة"، فإن الجزائر وجهت دعوتين إلى قيادتي حركتي "فتح" و"حماس" لزيارتها مطلع الاسبوع الجاري (يومي الاثنين والثلاثاء)، للبحث في تذليل أي عقبات تحول دون تطبيق مندرجات "إعلان الجزائر"، حيث يتوقع أن يترأس الوفد "الفتحاوي" عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد الذي زار لبنان قبل أيام، ونائب رئيس "حماس" في الخارج الدكتور موسى أبو مرزوق، على أن يتوج بلقاء جامع للفصائل الفلسطينية نهاية العام الجاري، إذا سارت الأمور على ما يرام.

واعتبر نائب رئيس حركة "حماس" في غزة خليل الحية، أن هناك ثلاثة عناوين كفيلة بترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام، عبر بناء برنامج وطني وقيادة وطنية موحدة، وإعادة تعريف ماهية السلطة الفلسطينية، مؤكداً "على ضرورة التوافق على مرحلة إنتقالية يجري فيها تشكيل لجنة تنفيذية وبرنامج وطني فلسطيني وبرنامج توافقي، تسحب عبرها الذرائع، وتعيد بناء المرجعية الوطنية.

غير أن مصادر فلسطينية أبلغت "النشرة"، أن ثمة عقبات تحول دون إنجاز المصالحة الكاملة بدون المشاركة المصريّة التي تلعب دوراً محورياً في الملف الفلسطيني منذ سنوات طويلة، وحاولت أكثر من مرة إنهاء الإنقسام وإنجاز الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني ترتيبًا كاملًا وشاملًا على أسس وطنية صحيحة، الا أنها إصطدمت بالعقبات والشروط المتبادلة.

وتقول المصادر، أن أياً من القوى الفلسطينية لا يستطيع رفض دعوة الجزائر، بلد المليون شهيد، والمشهود لشعبها بحبّه الجارف ودفاعه المستميت عن القضية الفلسطينيّة، حتى قيل "حيثما وجد جزائري كانت فلسطين حاضرة"، في وقت لا يمكن الاستغناء عن دور مصر المحوري التي تشكل الشريان الرئيسي لفلسطين، والتي نجحت أكثر من مرة بجمع الحركتين "فتح" و"حماس" وباقي القوى الفلسطينية، ولكنها إصدطدت بعدم تطبيق الاتفاقات الموقعة بينهما.

وتمر العلاقة بين "فتح" و"حماس" منذ العام 2007 بعد سيطرة الأخيرة على قطاع غزة بمرحلتين من المدّ والجزّر، وتتفاوت بين التلاقي حينا والقطيعة حينا آخر، والفتور في غالبية الأحيان، وبلغت ذروتها في أعقاب تأجيل "حوار القاهرة" منذ عامين والذي كان مقررا إنعقاده لإنهاء الإنقسام وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، والاتفاق على إعادة إجراء الانتخابات على أنواعها الرئاسية والتشريعيّة والمجلس الوطني، بعد إتفاق سابق على اجرائها حيث إتخذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرارا بتأجيلها بسسب منع الإحتلال الاسرائيلي من السماح بإجرائها في القدس.

وكان الرئيس الجزائري تبّون قد أعلن في كانون الأول 2021 إعتزام بلاده إستضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية، ولاحقا إستقبلت الجزائر وفوداً تمثل الفصائل وإستمعت منها إلى رؤيتها حول إنهاء الإنقسام الذي تعاني منه تعاني الساحة الفلسطينية سياسيا وجغرافيا منذ صيف 2007، حيث تسيطر حركة "حماس" على قطاع غزة في حين تدير الضفة الغربية الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة "فتح".

حراك عزام

وقبيل توجهه إلى الجزائر، حطّ الأحمد رحالّه في لبنان في زيارة هي الثالثة له في غضون شهر واحد، الأولى (10 تشرين الثاني) وتحدث فيها في المهرجان المركزي الذي نظمته حركة "فتح" إحياء للذكرى الثامنة عشرة للرئيس ياسر عرفات، مؤكداً "إننا بأمس الحاجة إلى تنفيذ اتفاق وتفاهمات المصالحة وإنهاء الإنقسام في الساحة الفلسطينية، وإعادة اللحمة للتضامن العربي، وتوحيد الجهد العربي لحماية شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية ومستقبلنا".

وخلال الزيارة نفسها، إلتقى الأحمد في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت، مع الدكتور أبو مرزوق في حضور سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور ورئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة "حماس" في الخارج علي بركة، وجرى الإتفاق على تنفيذ مخرجات حوارات الجزائر للمّ الشمل الفلسطيني وعلى تعزيز الوحدة الوطنيّة وإستمرار النضال من أجل تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

والزيارة الثانية (30 تشرين الثاني) وشارك خلالها في إختتام فعاليات "الملتقى الثقافي التربوي الفلسطيني العاشر" الذي نظمته اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، بالتعاون مع دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية.

والثالثة قبل أيام (8 كانون الأول) والتقى خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في مكتبه في المديرية، بمشاركة رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين رمزي خوري والسفير الفلسطيني دبور وأمين سر ​حركة فتح​ وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات. وجرى خلال اللقاءين عرض للأوضاع العامة في فلسطين، في ضوء تصاعد العدوانية الاسرائيلية وأوضاع المخيمات في لبنان، قبل أن يُشارك في إضاءة شجرة الميلاد في مخيم الضبية في بيروت، في باحة كنيسة القديس جاورجيوس للروم الكاثوليك، ايذاناً ببدء الاحتفالات بميلاد السيد المسيح، والتي حملت رسالة فلسطينية مفادها التمسك بالحقوق الوطنية وحسن العلاقة مع لبنان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق