غلاء المعيشة يثقل هموم اللاجئين الفلسطينيين في مخيم شاتيلا !

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي
في ظل ارتفاع الأسعار التي لامست الـ 20 %  جراء التضخم وتدني قيمة العملة الوطنية وفرض التسعيرة الجديدة للدولار الجمركي حيث يستورد لبنان أكثر من 86% من موارده من الخارج، والتي طالت سائر المنتوجات والخضار والفواكهة وغيرها من السلع.
ظاهرة وكأنها متحوَر غير مبرر تعاني منه جميع الطبقات في لبنان، ويتأثر بشكل مباشر من هذه الأزمة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، وهم الأكثر تضرراً.
وفي هذا السياق، يعاني الأهالي في مخيم صبرا وشاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت، من تداعيات وآثار هذا الارتفاع، وذلك مع غياب أي آلية واضحة لمواجهة هذا الارتفاع، واللاجئ يدفع ثمن تهجيره ليس فقط بسبب القرارات المجحفة بحقه من حيث القوانين والتشريعات وعدم مزاولته أكثر من 73 مهنة يحظر مزاولتها؟ إنما البطالة التي يعانيها معظم سكان المخيم وتداعياتها المؤثرة على كاهل الشباب وأرباب الأسر، في الوقت الذي لا يمكن التأقلم والتكيف مع ارتفاعها، والذي بالكاد تأمين جزءًا ضئيلاً من احتياجاتهم اليومية.
  "وكالة القدس للأنباء" جالت في أزقة وشوارع المخيم، مستطلعةً آراء الأهالي هناك، والذين عبَروا عن استيائهم الشديد بسبب سوء الأوضاع المعيشية التي يعاني معظم السكان.
 وتشكو اللاجئة  أم عبد الله كبرلي وهي أم لخمسة أولاد، عسر الحال التي وصلت إليه أسرتها،  وتقول: " أقف حائرة بذهول من هول الأسعار الفجائية المجنونة، حيث اتقاضى راتبي الحد الأدنى ولا أعرف كيف ربنا عم بدبرها معي".
وتضيف: "لم أعتاد الوقوف على أبواب الجمعيات خشيةً من خيبة الأمل، وهذا حال الكثير من العائلات في المخيم. أذهب إلى السوق وأعود فارغة اليدين لعدم توفَر المدايات".
وتتابع: "الأسعار نار في السوق، طبخة المجدرة بتكلَف 250 ألف ليرة، كيلو الرز بـ 40 ألف ليرة ، كيلو العدس 55 ألف ليرة، كيلو زيت النباتي 75 ألف ليرة، كيلو البصل 20 ألف ليرة، كيلو اللبن 60 ألف ليرة، واللائحة تطول".
أما اللاجئ أبو علي بسيونة، وهو رب لأسرة مكونة من ستة أفراد، فيقول: " قبل ما يقر الدولار الجمركي كان وضعنا المادي مذري للغاية، فما بالك ارتفاع الاسعار الجنونية الآن، وكأنه مطلوب تجويع الشعب. دخلي اليومي يكاد لا يكفي حتى فتات خبزٍ وقليل من الخضار والمأزق الكبير إذا فرغت قارورة الغاز (520 ألف ليرة) ، ناهيك عن اشتراك مياه الشفة والخدمة والأدوية، أما الكهرباء فلا باستطاعتي الاشتراك حتى ولو بأمبير واحد، وكل هذه التكاليف لا يمكن أن يتحمل أعباءها اللاجئ".
وختم أبو علي كلامه، مطالبًا الجهات المعنبة من وكالة "الأونروا" ومنظمات غير رسمية "النظر في حال أطفالي، الذين يذهبون إلى المدرسة تحت المطر، وأنا أقف مكبَل اليدين لا حيلة لي وقلبي يتقطع على سوء أوضاعنا".
الحاجة أم أحمد علي ( 75 عاماً) فتقول: " إنه شيء لا يتحمله العقل، الأسعار ازدادت بشكل غير معقول، أصبحنا نعيش تقشف فوق التقشف. اللحم والدجاج والأجبان والالبنان والفواكهة وكل ما يتعلَق بالغذاء والأدوية باهظة الثمن، حتى أكلة الدراويش نكاد لا نراها إلا مرة في الشهر".
وتضيف: "وكأن التاريخ يعيد نفسه، احتكار التجار للمواد الغذائية والسلع وغيرها، وما إن اشتم رائحة ارتفاع الدولار حتى يسارعوا إلى تغير أسعارهم بشكل غير منطقي. نحن لاجئين المخيمات لا قدرة  لنا على أبسط مقومات الحياة وهذا أشبه بجزاء جماعي".
وختمت الحاجة أم محمد كلامها لـ"وكالة القدس للأنباء"، مطالبةً "الأونروا" وبشكل أساسي وإجباري بوضع حل لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، من خلال تأمين فرص عمل للشباب وأرباب الأسر وتفعيل نظام  حالات العسر الشديد وتقديم الإعاشة لكل لاجئي المخيمات".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق