قياديان لـ قدس برس: إبعاد مرج الزهور سجل مرحلة مهمة من النضال الفلسطيني

 


مازن كريّم - قدس برس

قال قياديان فلسطينيان إن إبعاد “مرج الزهور” (جنوب لبنان)، سجل محطة ومرحلة مهمة من مراحل النضال الفلسطيني، والتي تعد منعطفا مهما في تاريخ القضية الفلسطينية، وذلك بدخول البعد الإسلامي الذي غاب أو غيب عن هذه القضية قرابة نصف قرن من الزمان.

وأشار عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، حسن شناعة، إلى أن ذكرى إبعاد مرج الزهور “أظهرت أن سياسة تفريغ الأراضي الفلسطينية من أصحابها الشرعيين هدف يسعى إليه الاحتلال الإسرائيلي من أول يوم”.

وأضاف شناعة لـ”قدس برس” أن “الإبعاد بالرغم مما فيه من فظاعة وبشاعة، مكن الفلسطينيين من تحسين صورتهم في لبنان بشكل خاص، والعالم العربي كله بشكل عام”.

وأردف أن إبعاد “مرج الزهور مكّن الحركة الإسلامية في فلسطين أن “تكون في دائرة الضوء، إيذانًا بمستقبل واعد لهذه الحركة، وإرهاصًا بما أعدها الله له من حمل لواء التحرير وتطهير المقدسات”.

وأكد أن “تمسك الفلسطينيين بثوابتهم وحقوقهم، واستعدادهم لنصرة قضاياهم، والتفافهم حول الصّادقين من قادتهم، يختصر المسافة ويقرّب من ساعة النّصر والفرج، وقد ظهر هذا جلياً في تعاطف الأمة كلها مع المبعدين وقضيتهم العادلة”.

وبيّن أن “من أهم وأبرز الدروس الثمينة في هذه المناسبة، هو أن الإبعاد وحد فكر المبعدين، وصقل نفوسهم، وعرفهم على بعضهم البعض، وأوجب عليهم التدرب على العمل الجماعي وممارسة التربية العملية في فن الجندية والقيادة، والضبط والنظام والجدية واستثمار الوقت، والأخذ بالعزيمة والتحلي بالصبر، والتخلق بأخلاق الإسلام”.

واعتبر القيادي في “حماس” أن الإبعاد “مكّن الحركة الإسلامية من اكتشاف قدرات أبنائها وإبداعاتهم”.

بدوره، قال مسؤول العلاقات الإسلامية في حركة “الجهاد الإسلامي” في لبنان، شكيب العينا، إن “الاحتلال ظن بإقدامه على إبعاد قادة ومجاهدي المقاومة الفلسطينية بأنه يضعف روح المقاومة في فلسطين، ويضرب مشروعيتها واستمرارها”.

وتابع العينا قائلاً لـ”قدس برس” إن “العدو فوجئ بصمود هؤلاء القادة وإصرارهم على العودة، والتفاف جماهير شعبنا من اللاجئين الفلسطينيين وحلفائهم من حولهم”.

ولفت إلى أن الإبعاد “ساهم بتشكيل نواة للعمل المقاوم خارج فلسطين، والذي تكامل مع العمل المقاوم داخلها، وأسس لاستراتيجية جلبت إنجازات وانتصارات جعلت قوى المقاومة أكثر حضورًا، مما أربك حسابات العدو”.

ورأى القيادي في “الجهاد الإسلامي” أن “مصطلح (وحدة الساحات) بدأ يبرز ويثمر منذ ذلك الوقت، حتى وصلنا إلى يومنا هذا الذي استطاعت فيه المقاومة في معركة سيف القدس ووحدة الساحات من فرض شروطها على العدو، وكشفت نقاط ضعفه، وأرسَت قواعد جديدة للاشتباك معه لصالح شعبنا ومقاومته”.

واعتبر أن هذه الذكرى “صنعت من المعاناة فرصةً لمواجهة التحديات والصعوبات، وكتابة تاريخ جديد من العمل المقاوم، خصوصًا أن شخصيات نعتز بها، وأصبحت قادة المقاومة في فلسطين اليوم، كانت من بين المبعدين آنذاك “.

ويوافق اليوم السبت، 17 كانون الأول/ ديسمبر، الذكرى الـ30 لإبعاد الاحتلال الإسرائيلي 415 من أنصار وقيادات حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” إلى منطقة “مرج الزهور” (جنوب لبنان).

وأقدمت قوات الاحتلال على إعداد قائمة بأسماء المبعدين؛ قبل أن تعتقلهم وترسلهم بشاحنات إلى “مرج الزهور”، عقب اختطاف “كتائب القسام” (لذراع العسكري لحركة حماس) في 13 كانون الأول/ديسمبر 1992، الجندي الإسرائيلي نسيم طوليدانو وقتله، بعد رفض الاحتلال الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين (مؤسس حماس والذي استشهد في 22 آذار/ مارس 2004) وعدد من قادة الحركة.

وأمضى المبعدون في مرج الزهور أكثر من عام على الحدود اللبنانية – الفلسطينية؛ قبل أن تُجبَر سلطات الاحتلال على إعادتهم إلى أرض فلسطين بعد رفضهم الدخول إلى الأراضي اللبنانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق