اللاجئ الفلسطيني سامر حسين.. فقدانه البصر لم يفقده بصيرة الإبداع


 
بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ميرنا حامد
طريق اللاجئ الفلسطيني معبدة بالصعاب أينما حل بفعل قوانين الدول المضيفة، وحدها الإرادة سلاحه للنجاة من ظروفه القاهرة التي تحكم الخناق عليه أكثر.
هي الحال مع اللاجئ الفلسطيني سامر حسين الذي وُلِد فاقداً للبصر، لكنه لم يفقد يوماً بصيرة الإصرار على النجاح رغم ظروفه الصعبة صحياً ومعيشياً، وأصر أن يبدل ظلام أيامه إلى نور يضيء مسيرة حياته التعليمية والمهنية.
نشأ في  مخيم برج البراجنة ويبلغ اليوم من العمر (51 عاماً) حاصل على شهادة الماجستير في الأدب العربي من جامعة بيروت العربية، يعتاش وعائلته من مهنة برمجة الأجهزة الذكية التي تعتمد على حاسة النظر بشكل أساسي وتتطلب مجهوداً ودقة في العمل، لكنه رغم وضعه يمارسها، ليثبت للعالم أن باستطاعة أصحاب الهمم التألق والإبداع في أصعب المهن إن هم صمموا على ذلك.
إرادة منذ الصغر
"تغلبت على فقدان البصر بالإرادة" بهذه الكلمات يختصر سامر حسين مسيرته حياته خلال حديثه لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، مؤكداً أنه "عاش حياته في بيئة جميع أفرادها يبصرون النور بينما هو الوحيد الكفيف بينهم، درس جميع سنوات عمره مع مكفوفين مثله إلى أن وصل إلى صف الثالث الثانوي (البكالوريا الثانية) واندمج مع طلاب أصحاء بصرياً، حينها جعل من إرادته حافزاً لتشد من عزيمته على الاندماج بينهم، حسب ما يؤكد.  
حسين يتمتع بثقافة عالية ومواهب متعددة، وبالإضافة لمهنته في برمجة الأجهزة الذكية يهوى الشعر ويعزف على البيانو ويتقن اللغة الانجليزية.
كما أن ظروفه الصحية الخاصة لم تمنعه من تأسيس عائلة، فقد تزوج وأنجب طفلة يعمل على تأمين متطلباتها وتطوير مهاراتها من مردود مهنته التي يعيش منها ويعيل والديه أيضاً بمصاريفهما.
6-1.jpg
غياب التجهيزات لذوي الاحتياجات الخاصة
وحول الصعوبات التي واجهها حسين خلال مسيرته التعليمية والمهنية، يوضح أنه خلال مرحلة التعليم في المدرسة كان يستخدم آلة مخصصة للمكفوفين من أجل الكتابة بخط  "البرايل"، ولكنه في المرحلة الجامعية صار يسجل المحاضرات الجامعية والكتب على آلة صوتية ليتمكن من النجاح والتخرج.
هناك صعوبات أخرى تتعلق بغياب التجهيزات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة في المخيمات وطرقات لبنان بشكل عام واجهت حسين، مثلاً طرقات المخيم مليئة بالحفريات والمطبات التي كانت تعيق تحركاته بداية، إلا أنه استطاع بإصراره ومساعدة عائلته والأصدقاء حفظها وصار يسلك الطرقات الأفضل حالاً من غيرها لتفادي الحفريات.
غياب الدعم الفلسطيني الرسمي
يطمح حسين أن يأخذ فرصته في الحياة وفقاً لمهاراته وثقافته، فهو يستطيع أن يكون أستاذاً للغة العربية أو مدرباً موسيقياً، "لكن الوساطة في لبنان تلعب دوراً كبيراً" وفق تعبيره
ويرى أن لبنان لا يدعم اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام، فكيف سيقوم بدعم ذوي الاحتياجات الخاصة مثله، قائلاً: "حقوقنا مهدورة في هذا البلد كلاجئين ككل، بالإضافة إلى عدم تلقينا دعماً من المسؤولين الفلسطينيين، خاصة منظمة التحرير الفلسطينية".
وينصح حسين أصحاب الهمم بعدم الرضوخ لأوضاعهم الصحية والعمل على تطوير قدراتهم والسعي لتحقيقها. والأهم في ذلك أن يتمتعوا بشخصية قوية لمطالبة المعنيين بالاهتمام بهم وتأمين حقوقهم، لأن "الساكت عن حقه شيطان أخرس" وفق ما يقول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق