حمود: اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعيشون ظروفًا مأساوية ونطالب «الأونروا» بحلول عاجلة


 قال مدير منظمة "ثابت" لحق العودة سامي حمود إنّ اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون واقعًا إنسانيًا هو الأسوأ على الإطلاق، نتيجة الأزمات الاقتصادية اللبنانية، والظروف الصعبة التي يعيشونها داخل المخيمات الفلسطينية.

وأوضح حمود في حوار صحفي، أنّ اللاجئين الفلسطينيين لم يحصلوا على أي من حقوقهم الأساسية منذ أكثر من 75 عامًا، حتى اليوم، كحق العمل والتملك، فضلًا عن التضييق الدائم عليهم في أماكن تواجدهم بالمخيمات والتجمعات الفلسطينية.

وأضاف أنّ أوضاع اللاجئين المتدهورة ليست وليدة اللحظة، وإنما تأثرت بشكل كبير بالأزمات السياسية والاقتصادية والمالية التي يعيشها لبنان منذ أكثر من ثلاثة أعوام، إضافةً إلى غلاء الأسعار، وتدهور القيمة الشرائية لليرة اللبنانية، ما انعكس سلبًا على أوضاعهم وجعلها الأسوأ إنسانيًا.

وأكد حمود أن وكالة "الأونروا" تتبع سياسة ممنهجة في تقليص خدماتها المقدمة للاجئين تدريجيًا وعلى المستويات كافة، مما انعكس سلبًا على أوضاع اللاجئين، وتسبب في زيادة معدلات الفقر والبطالة، إضافةً إلى تدهور الوضع الإنساني بشكل كبير.

وأوضح أن ذلك يأتي في ظل غياب فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة وزيادة مستويات الفقر، إضافةً إلى غياب جهات داعمة للاجئين بشكل مباشر.

ولفت حمود إلى عزوف العديد من الشبان عن الزواج، نتيجة عدم قدرتهم على تأمين مساكن لهم، في ظل غلاء الأسعار، مشيرًا إلى أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة دفعت الشباب أيضًا للهجرة غير الشرعية، بحثًا عن حياة كريمة وأفضل في مكان آخر.

وحول المشاكل والأزمات التي تواجه المسيرة التعليمية، أشار حمود إلى أنّ مدارس "الأونروا” شهدت تعثرًا كبيرًا في انطلاق العام الدراسي الحالي، نتيجة عدم وجود عدد كافٍ من المعلمين لسد الشواغر فيها.

وأوضح أنه ومع توقف التعليم عن بعد، شهدت الصفوف التعليمية في مدارس "الأونروا” اكتظاظًا شديدًا بالطلبة، حتى وصل العدد في الصف الواحد إلى50 طالبًا، ما أثار موجة غضب لدى المجتمع المحلي والأطر والاتحادات النقابية والمؤسسات، التي نظمت عددًا من التحركات والاعتصامات الاحتجاجية.

وأضاف أنّ تلك التحركات ضغطت إلى حدٍ ما على "الأونروا” للاستجابة لمطالبهم في موضوع تحسين الأداء التعليمي، وتقليل عدد الطلبة في الصفوف، وتعويض النقص في الكادر التعليمي، وأيضًا توفير القرطاسية والكتب بشكل سريع لكافة الطلبة، وتأمين بدل نقل للطلاب الذين يدرسون خارج مخيماتهم، في ظل ارتفاع تكلفة أسعار المواصلات.

وتقدم "الأونروا” خدمة التعليم لأكثر من 36960 طالبًا من اللاجئين الفلسطينيين، يتوزعون على 65 مدرسة للمراحل الابتدائية والتكميلية، منتشرة داخل المخيمات وخارجها، بحسب موقعها الإلكتروني.

وطالب حمود "الأونروا” بضرورة إيجاد حلول سريعة وعاجلة ومعالجة الأزمات الإنسانية التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات، وتوفير البرامج الإغاثية والصحية الشاملة، وكذلك توفير فرص عمل وبرامج لدعم الأسر.

ودعا إلى زيادة نسبة العائلات المشمولة ضمن برنامج شبكة الأمان الاجتماعي، بحيث تستفيد هذه العائلات من البرنامج، وضرورة إطلاق نداءات إنسانية عاجلة لتوفير التمويل اللازم.

وشدد على ضرورة أن تضطلع مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والفصائل الفلسطينية بدورها، وتوفر برامج وخدمات مساعدة ومكملة لدور "الأونروا” في التخفيف من الآثار الكارثية للأزمة الإنسانية.

وحول تفشي وباء "الكوليرا" وتسجيل عدد من الإصابات في لبنان، أوضح مدير منظمة "ثابت" لحق العودة أنّ الأمر حتى اللحظة محدود في المخيمات ومضبوط إلى حدِ ما.

وفي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قالت وكالة "الأونروا”: إن "اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وصلوا إلى الحضيض ونقطة اللاعودة"، مشيرة إلى أن الفقر والبطالة واليأس تنتشر بجرعات عالية في جميع أنحاء لبنان، مما يؤثر بشدة على الشعب اللبناني وعلى اللاجئين من سوريا وفلسطين على حد سواء.

ووفقًا لأحدث تقرير لـ”الأونروا” عن رصد الأزمات بشأن الحالة الاجتماعية الاقتصادية للاجئي فلسطين في لبنان، فإن 93% منهم يعيشون في حالة فقر.

ويمنع القانون اللبناني الأجانب، بما فيهم اللاجئين الفلسطينيين، من العمل في أكثر من 70 مهنة، كالطب والصيدلة والهندسة والمحاماة ورئاسة تحرير الصحف، وغيرها.

ويعيش نحو 210 آلاف لاجئ فلسطيني في لبنان، من ضمنهم 30 ألفًا قدموا من سوريا في السنوات العشر الماضية، في المخيمات المكتظة أو خارجها، بحسب "الأونروا”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق