بقلم : سري القدوة
السبت 19 تشرين الثاني / نوفمبر 2022.
على حسب ما يبدو بان خيارات روسية التى اعلنت عن وضع اسلحة الدمار الشامل وضع التنفيذ وما تبقى سوى انتظار لحظة تحديد ساعة الصفر وإعلان تلك المواجهة كونها ترى إنه لا يوجد بديل عن العقوبات سوى الحرب العالمية الثالثة والتي ستكون نووية ومدمرة كون أن الغرب ما زال يرفض التعامل مع مطالب روسيا بصياغة واقع جديد للأمن الأوروبي يضمن من خلاله الحفاظ على الاحتياجات القومية للأمن الروسي .
وتواصل روسيا عملياتها المسلحة من خلال حصار قواتها المدن الاوكرانية والتي تعتقد انه من خلالها تهدف إلى نزع السلاح من أوكرانيا، حيت لن تسمح لكييف بامتلاك سلاح نووي يهدد أمنها، وبرغم من ذلك ما زالت روسيا مستعدة لعقد جولات من المحادثات مع كييف، لكن أوكرانيا تسعى للمماطلة بالوقت بناء على أوامر تتلاقها من الولايات المتحدة .
وباتت تعتمد روسيا على العديد من الخطط والأصدقاء من اجل الالتفاف على الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة الامريكية وأن روسيا تمتلك الكثير من الامكانيات والعلاقات الدولية والتي تمكنها من الصمود امام العقوبات وتجاوز تلك الازمات ولا يمكن عزلها عن طريق العقوبات .
ومن الواضح ان العالم بات يضع خيارات صعبة امام احتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة في ضوء استمرار تداعيات الاوضاع شديدة السخونة في اوكرانيا وان اغلب دول اوروبا ابدت تحفظها على استمرار الحرب ودعت الى عدم التدخل عسكريا فيما يجري مكتفيه في تقديم مساعدات وصفتها بأنها انسانية بينما اكد خبراء عسكريون عدم تدخل دول اوروبا وابتعادها عن اي عمل عسكري من خلال مشاركتها المباشرة في العمليات العسكرية القائمة حاليا على امتداد المدن الاوكرانية ودعوا الى ضرورة وقف الحرب الروسية على أوكرانيا والتوجه للمفاوضات .
من الواضح هنا ان اغلب الدول الاوروبية تتخوف من التورط العسكري بما فيها دول الناتو ولا تفضل القيام بأي نوع من التدخل العسكري وأن الوقت لم يفت بعد على إمكانية وقف إطلاق النار وخوض مفاوضات توقف تلك الحرب، وبالمقابل اعادت الحرب الروسية تفعيل حلف الناتو وسرعت من توجه الدول الاعضاء لتعزيز قوتها الدفاعية واتخاذ خطوات غير معهودة حيث تم تخصيص نصف مليار يورو لتوفير أسلحة الى أوكرانيا في إجراء تاريخي أوروبي .
بالرغم مكن ذلك تشير التقديرات الي ان اغلب دول اوروبا تفضل عدم المشاركة بشكل مباشر في الحرب المستعرة وان اغلب الدول تفضل الحلول السلمية لان البديل سيكون مدمرا للجميع دون استثناء احد وسوف يوسع من دائرة الحرب وتطورها تدرجيا في اتجاه حرب نووية ثالثة ستكون كبيرة ومدمرة لسكان الارض بكل تأكيد .
وبكل المعطيات لا يمكن للعالم استمرار الصمت امام ما تم الاعلان عنه من وضع قوات الردع الروسية في حال تأهب، بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية حيث يتضمن هذا الاعلان تلويحا باحتمال اللجوء الى السلاح النووي ردا على الضغوط الغربية وقد اعتبرت واشنطن أن ذلك يعني أن الرئيس الروسي يواصل تصعيد هذه الحرب بطريقة غير مقبولة على الإطلاق بينما رأى حلف الناتو أن الإجراء خطير جدا بكل المقاييس، ولكن وعلى حسب تقديرات اعلامية فان هناك من يرى بان القادة الروس تعاملوا بطريقة مكشوفة وقد اطلقوا إشارات متكررة الى ترسانتهم النووية على أمل ثني الغرب عن تعزيز الدفاعات الأوكرانية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق