الخارجية الإيطالية تتبنى علاج طفلة فلسطينية من مخيم برج البراجنة


 وكالة القدس للأنباء – ميرنا الحسين
لم تكن تعلم اللاجئة الفلسطينية أم محمود فارس من مخيم برج البراجنة، أن دعواتها وصلاتها لابنتها بايجاد من يتكفل علاجها سيتحقق في يوم من الأيام، فهي التي ذاقت مرارة وتعب ابنتها امام عينينها، وكانت عاجزة عن فعل أي شيء لها، ولكن مشيئة الله جاءت بان يتحقق مرادها.
الطفلة الفلسطينية تاليا فارس تبلغ من العمر عامين، وهي  تعاني من مشاكل صحية عدة منذ ولادتها، فلديها إعاقة في كل جسدها، ولا تستطيع الحركة لأنها مصابة باستسقاء الرأس، وثقب في الظهر، والحوض في مكانه غير الصحيح والقدم ملتوية إلى الداخل.
مناشدات ومطالبات عدة اطلقتها عائلة الطفلة تاليا عند كل عملية جراحية احتاجت اليها منذ ولادتها، لكن اختلف الحال حين شاهدها نائب في البرلمان الإيطالي وتبنى إيصال قضيتها إلى وزارة الخارجية الايطالية، بعدما قام بزيارتها أثناء وجوده في لبنان، ووعد العائلة بتكفل قضيتها بالكامل.
وبالفعل فقد تم اعتماد علاج الطفلة من قبل وزارة الصحة الإيطالية، وقد أرسلت وزارة الدفاع الإيطالية طائرة عسكرية خاصة مع فريق طبي متخصص لنقل الطفلة من مخيم برج البراجنة في بيروت للعلاج في إيطاليا.
وللحديث أكثر عن هذا الموضوع وما حصل مع الطفلة، تواصلت "وكالة القدس لأنباء" مع والدة تاليا عبر الهاتف حيث  قالت: "جاء لنا وفد من جمعية إنسانية، لزيارة تاليا ومعرفة وضعها الصحي عن قرب، وكان معهم وفد من البرلمان الإيطالي، وعند رؤيتهم لحالة طفلتي اخذوا التقارير الطبية الخاصة بها إلى إيطاليا، وتم عرض حالتها على وزير الخارجية الايطالية وقام بتكفل علاجها".
وأضافت: "قاموا بالتواصل والتنسيق معنا، وقمنا نحن بترتيب كل ما يلزم للسفر، وانا الآن موجودة داخل اهم مستشفيات إيطاليا، وتاليا بخير والحمدلله، وبدأت مراحل علاجها، حيث قاموا بإجراء فحوصات وصور خاصة لها، وتبين أنها بحاجة لاجراء عملية جراحية لظهرها وستقوم بإجرائها خلال شهر كانون الثاني".
وختمت والدة تاليا بالقول: "الخارجية الايطالية تكفلت بعلاج تاليا بالكامل بالاضافة إلى أنها تكفلت مصاريف إقامتي معها خلال تلك الفترة، لذا اود ان اشكر كل من كان له الدور والفضل إلى ما وصلنا إليه الآن، فانا عاجزة عن التعبير عما أشعر به وانا ممتنة لهم جميعاً".
تاليا ووالدتها جرى لهم استقبال رسمي في المطار عند وصولهم وبحضور عدد من النواب والشخصيات الإيطالية، وهذا الموقف ليس بجديد على الشعب الإيطالي الذي لطالما هتف باسم فلسطين وكان عونا للشعب الفلسطيني في الكثير من الحقبات.
حالات عدة مشابهة لحالة تاليا لا تزال تنتظر الفرج داخل المخيمات الفلسطينية. فالواقع الصحي للاجئين في تدهور مستمر مع انهيار الوضع الاقتصادي في لبنان، وبات من الضروري تكاتف الجهات الخارجية والجهات الرسمية والهيئات المعنية بشؤون اللاجئين لوضع خطط سريعة للتعامل مع هذا الوضع الذي بات حديث اللاجئين الأكبر والأهم لهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق