اللاجئون الفلسطينيون في البقاع وأزمة التدفئة


 يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وفق تقديرات ميدانية بحوالي 250 ألف والعدد الأكبر منهم يعيش داخل المخيمات والتجمعات. يتوزع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان على 12 مخيم وأكثر من 156 تجمع، ومع أن المشاكل والأزمات التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون تتشابه إلّا أن اللاجئين منهم في منطقة البقاع ينفردون بأزمة التدفئة التي تواجههم في كل عام.
تضم منطقة البقاع حوالي 4% من إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أي ما يبلغ حوالي 15،000 لاجئ فلسطيني يتركز معظم تواجدهم في تجمعي سعدنايل وبرالياس، بالإضافة الى مخيم الجليل في بعلبك. ومع بداية فصل الشتاء وما يرافقه من انهيار للأمطار وتساقطٍ للثلوج وانخفاضٍ في درجات الحرارة لتصل في العديد من المناطق الى ال5 درجات تحت الصفر وأحياناً قد تتدنى أكثر، فقد بدأت المخاوف لدى اللاجئين الفلسطينيين في البقاع تزداد حيال تأمين التدفئة.
حاجة اللّاجئين الى المازوت، كم تبلغ؟
يعتمد اللاجئون الفلسطينيون على مادة المازوت كمصدر أساسي من مصادر الحصول على التدفئة وذلك في ظل الغياب شبه التام للكهرباء، ولكن في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان وارتفاع نسبة البطالة بين اللاجئين الفلسطينيين التي تجاوزت ال 93% بحسب التصريحات الأخيرة لوكالة الأونروا فقد بات تأمين مادة المازوت أمراً صعباً نظراً لارتفاع أسعارها وارتباطها بالعملة الصعبة. يبلغ سعر برميل المازوت (200 ليتر) في الآونة الأخيرة حوالي 220$ وكحد أدنى تستهلك العائلة الواحدة حوالي برميل واحد في الشهر مما تتخطى تكلفته ال 1000$ اذا قمنا باحتساب التدفئة طيلة فصل الشتاء.
خطوات الأونروا في مواجهة الأزمة، هل هي خطوات كافية؟
تعتبر الأونروا المسؤول المباشر عن تأمين حياة كريمة للّاجئين الفلسطينيين في لبنان، وبالتالي تترتب عليها مسؤولية تأمين مادة المازوت لتوفير التدفئة لعائلات اللاجئين. قامت الأونروا في العام الماضي بتوزيع مادة المازوت على عدد من اللاجئين الفلسطينيين ولكن هذا التوزيع لم يكن على النحو المطلوب لسببين هما:
أولاً: استهدف التوزيع فئة محددة من اللاجئين وهم اللاجئون الفلسطينيون من سوريا والفلسطينيون من حالات العسر الشديد (SHC). وبالتالي فقد استثنت التوزيعات عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من صقيع الشتاء.
ثانياً: الكمية الموزعة كانت عبارة عن برميل واحد للعائلة الواحدة ولمرة واحدة فقط، أي ما لا يصل الى الحد الأدنى المطلوب لتأمين التدفئة للعائلة خلال فصل الشتاء كاملاً.
ومع بداية فصل الشتاء فإن الأونروا لم تقم بإصدار أي بيان يتعلق بآلية توزيع المازوت على عائلات اللاجئين الفلسطينيين في البقاع خلال هذا العام، وإنما اكتفت بإعطاء الوعود دون أن تُترجم هذه الوعود على أرض الواقع.
التوصيات:
وبالاستناد الى كل ما سبق وبما أنه لم يتسن لنا التواصل مع مدير الأونروا في منطقة البقاع رغم محاولات متكررة، وانطلاقاً من جوهر عملها القائم على متابعة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان فإن المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)توصي بما يلي:
1.تكثيف الأونروا لجهودها لحشد الموارد المالية الكافية من أجل مواصلة القيام بواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في البقاع وتأمين مادة المازوت لهم أو تأمين بدل تدفئة.
2.بذل الأونروا الجهود اللازمة من أجل تأمين مبالغ لتوزيع ثياب شتوية لعائلات اللاجئين الفلسطينيين في البقاع وخاصةً الاطفال.
3.توزيع سلال غذائية لعائلات اللاجئين الفلسطينيين في البقاع أو مبلغ مالي لهم، لمساعدتهم خلال فصل الشتاء.
4.تحمل منظمة التحرير الفلسطينية مسؤولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام واللاجئين منهم في منطقة البقاع بشكل خاص ولا بد من المساهمة في تزويد السكان هناك بما يحتاجونه من المازوت.
5.على مؤسسات المجتمع المدني مسؤولية كبيرة لجهة تدبير التمويل وتنفيذ برامج ذات صلة بمساعدة السكان بمادة المازوت.


المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)

بيروت، في 29-11-2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق