لبنان: لا كوليرا بالمخيمات الفلسطينية شمالاً


 العربي الجديد

26-10-2022
بعد إعلان وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع حالات الإصابة بمرض الكوليرا إلى 287، والوفيات إلى 11، استنفرت اللجنة الشعبية في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين (شمال لبنان) أجهزتها لتنفيذ سلسلة إجراءات ميدانية وحملات، وطالبت السكان بعدم إحضار مياه من خارج المخيم، بسبب ارتفاع عدد المصابين بالمرض في المناطق المحيطة بالمخيم. وأعلنت في بيان أصدرته أنه "يتواصل ارتفاع عدد المصابين بمرض الكوليرا، وأغلب الحالات التي رُصدَت، توجد في أماكن سكن قريبة من مخيم نهر البارد، وقد تابعنا بدقة جميع الحالات التي دخلت المستشفى من أبناء المخيم، وجاءت نتيجة الفحوصات سالبة".
وفي مخيم البداوي، وزعت وحدة الإسعاف والطوارئ في مستشفى صفد التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منشورات طبية في الشوارع والأزقة تضمنت إرشادات لوسائل الوقاية من مرض الكوليرا، ومدى خطورته في حال تفشيه بين الناس. ونفذت اللجنة الصحية في هذا المخيم، بالتعاون مع قسم الصحة في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وجمعية العناية الأهلية، وفريق عمل ينتمي إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومندوبين من اللجنة الشعبية، جولة ميدانية على محلات اللحوم والألبان والأجبان والمواد الغذائية، للاطلاع على صلاحيتها، واتخاذ الإجراءات اللازمة في حال رصد مخالفات.
وقال أمين سر اللجان الشعبية في منطقة الشمال أحمد غنومي لـ"العربي الجديد": "أشيع في وقت سابق خبر رصد إصابة بمرض الكوليرا في مخيم نهر البارد، لكن الفحوصات الطبية التي أجريت نفت ذلك. وفي كل الأحوال اتخذنا الاحتياطات اللازمة في المخيم، خصوصاً في ما يتعلق بالمياه، باعتبار أن أغلب الإصابات التي أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية موجودة في مناطق محيطة بالمخيم. ومن يشرف على المياه، وكالة الأونروا التي تتابع عمليات تعقيم المياه بمادة الكلور، ما يعني أن كل مياه المخيم معقمة، فيما تراقب اللجان الصحية واللجان الشعبية بالاشتراك مع الأونروا أيضاً مهمات تزويد مخيمي نهر البارد والبداوي بالمياه. وأصدرنا بيانات توجيهية لأهالي المخيمات لمطالبتهم بتنفيذ إجراءات تتعلق بالنظافة داخل البيوت، وعدم استخدام المياه من خارج المخيمات، لأن مياه المخيمات معقمة، وبدأنا أول من أمس الاثنين حملة حول الموضوع بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي والأونروا، ونواصل تنفيذ جولات تشمل محلات توزيع المياه وتلك التي يمكن أن تؤمن المياه إلى المنازل كي نتأكد من إجراءات نظافة المياه والتعقيم، كذلك جرى التواصل مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ووضعناه في أجواء ما فعلناه".
وتابع: "عموماً، يضم مخيم نهر البارد آباراً للمياه مالحة وشبه ملوثة، لأنها باتت تحت مستوى البحر. ومنذ ثماني سنوات طالبنا الأونروا بإيجاد حل لهذا الأمر، لكن من دون نتيجة بسبب سوء الإدارة، وهو أمر يجب أن تحله الأونروا تحديداً، لأنها تتولى نفسها مهمة تكليف تعهدات حفر الآبار، وهو ما حصل مرات في أماكن خلت من المياه، فيما يجب أن يسبق عمليات الحفر إجراء دراسات ميدانية. وباشرنا أخيراً تنفيذ حملة إعلامية وميدانية لمعرفة مصادر المياه، تمهيداً لتوفير كل متطلبات الوقاية الكاملة، علماً أن البلدات التي تحيط بالمخيم تحتضن عدداً كبيراً من الإصابات، وبينها ببنين التي تضم أكبر عدد من الإصابات في لبنان، والمحمرة وبحنين والمنية. ونتمنى توسيع نطاق إجراءات الوقاية المتخذة وتوفير متابعة مشددة لها لمنع انتقال العدوى إلى مخيمنا، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان على صعيد تأمين العلاج والأدوية".
وناشد رئيس بلدية ببنين، كفاح الكسار، وزارة التربية إصدار أوامر بإقفال المدارس الرسمية والخاصة في البلدة لمدة أسبوع، مؤكداً أنّ "القضية باتت جدية جداً، والمدراس بيئة حاضنة لانتشار الوباء وتفشيه السريع". وأكد "ضرورة الإسراع في اتخاذ القرار كي تستطيع الجهات المعنية اتخاذ جميع الاحتياطات الصحية المطلوبة، خصوصاً أن جميع المراكز الطبية والمستشفيات باتت عاجزة عن استقبال أي حالة، لدرجة الاضطرار إلى إرسال ممرضين وأطباء وفرق إسعاف إلى المنازل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق