الصراع الديني وتصعيد العدوان واستهداف الأقصى


بقلم  :  سري  القدوة
الاثنين   10  تشرين الأول / أكتوبر 2022.
   
ضمن مفهومها للصراع الديني نظمت مجموعات الهيكل التابعة للمستوطنين عمليات متتالية لاقتحام المسجد الأقصى على شكل مجموعات حيث باتوا يحرصون على اداء الطقوس التلمودية بشكل عنصري وينفذون جولات استفزازية في باحاته، ويرفعون علم الاحتلال تحت حماية جنود الاحتلال الإسرائيلي، وبات اقتحام الاقصى بمثابة سياسة جديدة لحكومة التطرف الاسرائيلية يستخدمها رئيس وزراء الحكومة بالتصريح للمستوطنين بتنفيذ الاقتحامات المتتالية للهروب الى الامام من اجل الحفاظ على بقاء حكومته ولذلك باتت هذه الحكومة تنفذ سياسة التطرف وتدعم الأحزاب اليمينية التي تتبنى الفكر الاستيطاني وتدعو لطرد العرب من القدس وتهويد المدينة المقدسة .
 
تصعيد التنكيل والاعتداء على مدينة القدس ومقدساتها يستمر في ظل ازدواجية المعايير الدولية وتراخي الإدارة الأميركية وترددها في تنفيذ مواقفها ووعودها وخاصة في ظل دعمها المطلق للموقف البريطاني الذي اعلن عن نيته نقل مقر السفارة والقنصلية البريطانية الى القدس في ظل غياب اي موقف دولي لضمان حرية العبادة في الاماكن المقدسة بينما يعكس ذلك طبيعة التصعيد الاسرائيلي والحالة التنافسية والتي تندرج ضمن اليات الصراع القائم بين قطبي اليمين المتطرف والمتمثل في رئيس الحكومة الحالية من جهة ونتينياهو الذي يمثل المعارضة من جهة اخرى فكل واحد منهما يريد أن يعزز دوره في الصراع السياسي الاسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية .
 
قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المبارك، يعد تحديا سافرا للمجتمع الدولي وللعالمين العربي والإسلامي وتجاهلا لجميع الدعوات والجهود الدولية التي تطالب بالعدالة واخراج القدس من الصراع الديني إلا أن هذا القرار بالعودة للاقتحامات يعبر عن ازدرائه لتلك الجهود وتحدي للوضع التاريخي القانوني القائم وفرض واقع جديد فيه تقاسم زماني للأقصى وباحاته، وشواهد ذلك تمثلت في إغلاق أبواب المسجد بالكامل، وحصار المصلين والمرابطين وإغلاق الأبواب عليهم وتحطيمها حيث يشهد المسجد الأقصى المبارك اقتحامات متعددة لجيش الاحتلال والمستوطنين وغاليا ما يخلف ذلك عشرات المصابين والمعتقلين والاعتداء على المتواجدين في باحات الأقصى بهدف تفريغه بالكامل من المسلمين .
 
يتحمل رئيس حكومة التطرف شخصيا كل ما يجري من اعتداءات على المسجد الاقصى كونه الراعي لجماعات التطرف من المستوطنين وبذلك يتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاقتحامات ونتائجها ومخاطرها وما يترتب عليها من انعاسات خطيرة على طبيعة الصراع وعلى أية جهود مبذولة لوقف التصعيد الإسرائيلي لأنه من أخذ قرار التصعيد وهو من أعلن صراحةً سماحه للمستوطنين بالاقتحامات واستباحة الأقصى والصلاة فيه بما في ذلك رفع العلم الإسرائيلي .
 
لا يمكن استمرار الصمت امام ما ترتكبه حكومة الاحتلال من إعلان رسمي  للحرب الدينية التي ستشعل المنطقة برمتها وان اصرارها على تصعيد عدوانها المتواصل ضد الشعب العربي الفلسطيني ومقدساته وفي مقدمتها المسجد الأقصى بهدف الي تغير الوضع التاريخي القائم في القدس لصالح عمليات تهويد المدينة وسرقة تاريخها وارثها ويمثل هذا القرار اعتداءا صارخا على صلاحيات الاوقاف الاسلامية وإمعانا في تهويد المسجد الأقصى كون أن الحكومة الإسرائيلية تمعن في انقلابها على الاتفاقيات الموقعة وتستبدلها بسياسية الإملاءات والأوامر العسكرية التي تحقق مصالح حكومة الاحتلال القائمة على التهويد والسرقة ونهب الاراضي الفلسطينية في ظل غياب الافق السياسي والتدمير الممنهج للجهود العربية والدولية الهادفة الى خلق فرص حوار متقدم يؤدي لوقف هذا الدمار ويعيد العملية السلمية الي مكانتها .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق