المصالحة الفلسطينية وهيفاء وهبي


حمزة البشتاوي

يأمل الفلسطينيون و الجزائريون بان تكون المصالحة الفلسطينية اقل صعوبة من مصالحة الرحابنة التي تبدأ ب يا شيخ نصري صالح فيرد أبو صالح : و أنا ما بصالح ثم ينتهي الامر بتحقيق المصالحة و تبادل القبلات على الرأس و العيون ، و  في أغنية بوس الواوا للفنانة هيفاء وهبي تقول: بوس الواوا يصح لما بست الواوا شلته صار الواوا بح، وكأنها هنا تصف المشهد الأول من لقاءات المصالحة الفلسطينية في الجزائر حيث سيبدأ اللقاء بالقبلات التي فيها شفاء من ألم الانقسام والفراق وتساهم ايضا بتقريب وجهات النظر بين المتصالحين وكأن شيئاً لم يكن.
ثم تقول هيفاء وهبي: بقربك خبيني أغمرني ودفيني أنا من دونك أنا بردانة أح، وهي هنا وبوضوح شديد تصف حرارة العناق بين المتصالحين الذين سيتجنبون برد تشرين اللاسع ويقلصون الفرق الشاسع وينعمون بلقاء دافئ.
وتعود هيفاء وهبي بأغنيتها لتقول: ليك الواوا ليك الليلة أحلى سهرة عند حبابي بدو ياني ألبس أحلا تيابي بلبس لعيونك يا حبيبي كل جديد ودح. وهذا تأكيد من جانب الفنانة هيفاء وهبي بأن اللقاءات بين المتصالحين ستكون أشبه بسهرة جميلة يتألقون فيها بأجمل الثياب حيث سيلبسون كل ما هو جميل وجديد تقديراً منهم لأهمية الأحداث و التحديات و ما يحمله جدول الأعمال الكثيف.
وتقول أيضاً الفنانة هيفاء وهبي: ليك الواوا ليك بوثق فيك وبدي تبقى حدي أنت بين الناس الأغلى عندي وآخر همي شو ما يقولوا غلط ولا صح. وهنا تشير هيفاء وهبي بشكل مباشر ومع شوية لف ودوران إلى أهمية بناء الثقة بين المتصالحين بغض النظر عما يقوله بعض الناس وما إذا كان هؤلاء الناس على صواب أم لا.
وهيفاء وهبي التي تملك معطيات كثيرة عن أساس المشكلة وتكرار عادة ذات المقدمات وذات النتائج وذات البيانات التي يصدرها المتصالحون منذ أكثر من 17 عام تقول وكأنها تملك التشخيص الوافي: ليك الواوا، أي ها هو الألم. وهذا التشخيص يذكرنا بما قاله الفنان الراحل أحمد زكي حين التقى بعدد من المتصالحين أثناء جلسات حوار القاهرة السابقة حين سألهم: من هو الرابح ومن هو الخاسر في هذا الانقسام (إحسبوها صح) وبحساب صحيح مرتبط بتقدير الفلسطينيين للشعب الجزائري ولجهود القيادة الجزائرية التي تعرف بأن المطلوب ليس مجرد توحيد السلطتين في غزة ورام الله بل المطلوب دون أي تسويف أو تأجيل إعادة بناء وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وفي الحد الأدنى أن يخرج المتصالحون من إجتماعات الجزائر بما يساهم عملياً وميدانياً في بث روح الأمل والتفاؤل بالوحدة الوطنية وهذا أضعف الإيمان,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق