مركز العودة الفلسطيني: مجزرة صبرا وشاتيلا مستمرة

 


عقد مركز العودة الفلسطيني (مؤسسة تعنى باللاجئين الفلسطينيين مقرها لندن)، ندوة إلكترونية، على هامش جلسات الدورة 51 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، حول مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، مع مرور 40 عاما على ارتكابها.
واستضاف المركز على مدار 40 ساعة صحفيين وباحثين، تحدثوا حول الفظائع التي ارتكبت بحق نحو 3500 شخص، معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين.
وقال الصحفي الأمريكي الفلسطيني رمزي بارود، إنه "لا يجب أن يكون الوقت عنصرًا يُنسى، فآثار المجزرة مستمرة مثل نكبة عام 1948، وضحاياها لا يزالون على حالهم، ومرتكبوها بنفس العدوانية وأشد".
وانتقد "بارود" فشل المجتمع الدولي في مساءلة "إسرائيل" وإنصاف الضحايا وذويهم رغم مرور عشرات السنوات على وقوع المجزرة، بينما تدرج "تل أبيب" في قائمتها السوداء أي شخص يطالب بملاحقة القتلة.
وقال إن "إسرائيل هي المسؤولة بالفعل عن مذبحة صبرا وشاتيلا، رغم محاولات تنصلها منها، ونسب الفعل إلى مليشيات لبنانية، حيث وفرت الغطاء والبنادق للمهاجمين وسهلت مهمتم".
 تداعيات خطيرة
ومن جهته، أشار الناشط السياسي والباحث في شؤون اللاجئين ياسر علي، إلى أن "المجزرة أدت إلى آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية خطيرة على سكان صبرا وشاتيلا".
واستنكر ما وصفه بـ"الموقف المتحيز" للمجتمع الدولي تجاه ضحايا المجزرة، مذكرا بأنها وقعت "عندما اجتاح مسلحون إجراميون الملاجئ والمستشفيات وقتلوا مئات الأبرياء".
وعرّج على الأوضاع الحالية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، قائلا إنهم "محرومون من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك حق التملك، والوصول إلى سوق العمل والتعليم وخدمات الرعاية الصحية، بخلاف أن نسبة الفقر والبطالة بينهم تقترب من 85 بالمئة".
إبادة اللاجئين
وبدورها، قالت الكاتبة والصحافية اللبنانية،والباحثة في شؤون اللاجئين الفلسطينيين، منى سكرية، إن "الخطة الإجرامية الإسرائيلية لا تقتصر على تهجير اللاجئين الفلسطينيين من وطنهم فحسب، بل تشمل أيضًا إبادة اللاجئين الفلسطينيين أينما كانوا".
وأضافت سكرية أن "هذه مناسبة لرفع مستوى الوعي بالأجندة الإجرامية لإسرائيل"، متسائلة عن "سبب عدم تقديم مرتكبي المذبحة، على الرغم من معرفتهم إلى العدالة".
وفي تشرين أول/أكتوبر 2021، أودع مركز العودة الفلسطيني، تقريرًا مكتوبًا لدى مجلس حقوق الإنسان، دعا من خلاله الأمم المتحدة إلى "إعادة فتح ملف مجزرة صبرا وشاتيلا والتحقيق مرة أخرى فيها، ومحاكمة المسؤولين عنها أمام محكمة دولية خاصة".
ووقعت المجزرة في 16 أيلول/سبتمبر 1982، واستمرت حتى 18 من الشهر نفسه، وقُدر عدد الضحايا بين 750 و3500، بين قتيل ومفقود.
و"صبرا" هو اسم حي تابع إداريًا لبلديّة الغبيري في محافظة جبل لبنان، ومخيم "شاتيلا" مخيم دائم للاجئين الفلسطينين أسسته وكالة "أونروا" عام 1949، جنوب العاصمة اللبنانية بيروت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق