لبنان.. انطلاق العام الدراسي في مدارس الأونروا وسط تصاعد الأزمات


 مازن كريّم - قدس برس

من المقرر أن ينطلق العام الدراسي - حضوريًا - في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في مخيمات لبنان، يوم غد الخميس، بعد عامين من التعليم عن بعد.

ويرى مراقبون أن التعليم عن بعد زاد من أزمات التعليم الكثيرة في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.

ويقول مدير عام الهيئة "302" للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان (هيئة حقوقية مستقلة)، علي هويدي، إن "نسبة الفقر في المخيمات الفلسطينيات في لبنان تتخطى حاجز 87 في المائة، وفق تقديرات أونروا".

واستدرك هويدي بالقول لـ"قدس برس" أن "هذا سينعكس حتمًا على أوضاع الطلاب، سواء من جانب المصروف اليومي وتأمين تكلفة المواصلات أو من جانب تأمين متطلبات السنة الدراسية".

وأوضح أن "أبرز صور المعاناة تتجلى في قضية تأمين تكاليف المواصلات، وخاصة أن الوكالة الدولية لم تبدِ - حتى الآن - استعدادها لتغطية تكاليف نقل الطلبة".

وأشار مدير الهيئة "302" إلى أن "أزمة إضافية باتت تلوح في الأفق، وهي توقف أونروا عن تجديد توظيف أكثر من 70 معلمًا ومعلمة من معلمي برنامج الدعم المدرسي".

وأكد أن هذه الأزمة "ستنعكس بشكل سلبي على المسيرة التعليمية لأبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان".

وأبدى هويدي، خلال حديثه لـ"قدس برس"، تخوفاته من "عودة مشاهد اكتظاظ الطلاب في الصفوف، إذ كان عدد طلاب الصف الدراسي الواحد يفوق 50 طالبًا، نتيجة النقص في أعداد الكادر التعليمي".

ولفت إلى أن من شأن هذا الاكتظاظ أن "يزيد من معدلات الإصابة بفيروس كورونا مهما اتخذت الوكالة الدولية إجراءات وقائية".

من جهة أخرى، أعرب اللاجئ الفلسطيني محمد علي عن قلقه من "ارتفاع أسعار تكلفة الحافلات التي تقل أولاده من وإلى المدارس"، مؤكدًا أن "قضية المواصلات تشكل تهديدًا للعام الدراسي".

ورأى علي، وهو والد أربعة طلاب، في حديثه لـ"قدس برس"، أن "كثيرًا من الأهالي سيعيدون النظر في موضوع التزامهم بإرسال أبنائهم للمدارس هذا العام، بعد ارتفاع أسعار النقل إلى الضعف عما كانت عليه قبل عامين".

ونوّه إلى أن "غالبية الأسر الفلسطينية لديها على الأقل أربع أطفال، ما يعني أن راتب موظف سيذهب بالكامل لمصاريف المواصلات والنقل"، مطالبًا "أونروا" والفصائل الفلسطينية، بـ"العمل على تأمين بدل مواصلات للطلاب، من أجل ضمان استمرار مسيرتهم التعليمية".

بدوره، أكد المتحدث باسم وكالة "أونروا" في لبنان، فادي الطيار، أن الوكالة "ستحرص على عدم إثقال كاهل اللاجئين الفلسطينيين بأي متطلبات تترتب عليها تكاليف مالية إضافية، نظرًا للظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها لبنان".

وأكد الطيار لـ"قدس برس" أن "أونروا" شرعت في جهود "حشد التمويل مع شركائها من أجل تأمين بدل مواصلات للطلاب، كما أنها ستعالج مشكلة النقص في الكتب مرحليًا".

وأشار المتحدث باسم الوكالة أنها "ستفتتح العام الدراسي الجديد ملتزمةً بسلامة وصحة الطلاب والموظفين، وسيتم توفير كافة مستلزمات النظافة الروتينية من أجل المحافظة على التدابير والإجراءات الصحية الوقائية".

تجدر الإشارة إلى أن اللاجئين الفلسطينيين يعيشون ظروفًا اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية، في ظل الانهيار المتواصل للاقتصاد اللبناني يومًا بعد يوم.

وتقدم "أونروا"، التي أسست في العام 1949، خدماتها لأكثر من 5.7 مليون لاجئ فلسطيني مسجل لديها، في كل من سورية ولبنان والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة.

ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 200 ألف لاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة، يتوزع معظمهم على 12 مخيماً، ومناطق سكنية أخرى في البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق