نجوى القيّم تفتتح محلاً لـ البالة في عين الحلوة يلبي متطلبات الناس الشتوية

 


وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي

على أعتاب فصل الشتاء، وتزامناً مع عودة الطلاب إلى المدارس، يبحث اللاجئون الفلسطينيون في مخيم عين الحلوة، كما في معظم المخيمات والتجمعات الفلسطينية، عن ألبسة شتوية مستعملة لأولادهم، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أن أسعار الألبسة الجديدة تشهد ارتفاعاً كبيراً في الأسواق اللبنانية، مع استفحال تدهور العملة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي، الذي كاد أن يلامس مؤخراً حدود الـ40 ألف ليرة لبنانية للدولار الواحد، بالإضافة إلى هبوط قدرة اللاجئ الشرائية. هذا الواقع المرير دفع عدداً كبيراً من الناس نحو شراء الملابس المستعملة أو ما يعرف بـ"البالة"، حيث يشهد إقبالاً غير مسبوقا عليها، لأنها تراعي إمكاناتهم الشرائية وتلبي احتياجاتهم.

أقفلنا محل الثياب الجديدة.. وفتحنا "البالة"

وفي هذا السياق، تحدثت نجوى سامي القيم، لـ"وكالة القدس للأنباء"، قائلة: "كان زوجي يفتتح محلاً للألبسة الرجالية، على الشارع الفوقاني في المخيم، لكنه اضطر إلى إغلاقه بعد الارتفاع الكبير في أسعار البضاعة، ولم يعد باستطاعته تأمين الألبسة لأن الدفع بالدولار كاش، والدّين أصبح ممنوعاً، فقررت إعادة فتح المحل منذ أسبوع، لبيع ألبسة مستعملة، خاصة بعد زيادة الطلب عليها من خلال "الغروبات" على الـ"فيسبوك"، وأنا واحدة من هؤلاء الناس، لأن وضعي المادي لا يسمح لي بشراء ألبسة جديدة لثلاثة أولاد، فكنت أذهب إلى محلات الـ"بالة" المنتشرة بكثرة هذه الأيام، وأشتري ما يحتاجه أولادي بأسعار مناسبة".

وأوضحت أن "الهدف من فتح المحل هو مساعدة الناس في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، ومساعدة زوجي في مصاريف المنزل، مبينة أنها "وضعت أسعاراً تناسب قدرة الناس على الشراء، وأصبح لدي العديد من الزبائن، الذين لم يستطيعوا شراء ملابس جديدة بالدولار، لذلك نحن في المخيم نتعاطف مع بعضنا البعض، ونسير أمورهم، لأن الوضع واحد، والغلاء يطال الجميع"، مؤكدة أن "هناك إقبالاً على شراء الثياب المستعملة، خاصة أنها نظيفة ومغسولة، وتعتبر جديدة قابلة للاستعمال مرة أخرى".

ترقيع الثياب القديمة !

من جانبها، قالت أم عمر، التي تقطن في "عين الحلوة"، إن "الأوضاع الاقتصادية الصعبة، فرضت علينا شراء ثياب وأحذية مستعملة، وأنا لا أخجل في إعلام جيراني وأقاربي أن ثياب أولادي مستعملة، فالأوضاع الراهنة أجبرتنا على التخلي عن الكثير من الأمور، وتغيير حياتنا، فلم يعد باستطاعتنا تأمين كل ما يطلبه أولادي، وما أوفره من شراء الألبسة، أشتري فيه قرطاسية للمدرسة أولاً بأول، لأنه أيضاً لا يمكنني شراء القرطاسية مرة واحدة لأولادي الأربعة، ومن بينهم طفلة بحاجة إلى حفاضات وحليب"، مضيفة أنها "آخر ما كنت أتوقعه أن نصل إلى هذا الحال، كنت في كل سنة أوزع الثياب التي صغرت على أولادي، واذا (نقر) بنطلون إبني مثلاً، كنت أرميه، لكني اليوم أقوم بتصليحه ووضع رقعة له، وأسال الله تعالى أن تتحسن الأوضاع لأننا فعلاً كنا نعيش في نعمة لم نشعر بها حتى جاءت هذه الأيام".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق