أزمة شح المياه في شاتيلا ... والسبب ؟!



 وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

يعاني مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في العاصمة بيروت، من أزمة شح وانقطاع مقنن لمياه الخدمة المالحة التي تصلهم من أصحاب الآبار الارتوازية الخاصة. تلك المياه المالحة التي كانت مرفوضة وتثير إمتعاض الأهالي قبل الأزمة الاقتصادية وغلاء المعيشة، أصبحت مطلباً وحاجة ضرورية وملحة لدى الأهالي الذين يكابدون من أجل العيش بكرامة.

كل ذلك ولدَ أنفجارا واحتجاجا شعبيا عارما في أوساط الاهالي، الذين عبروا لـ"وكالة القدس للأنباء" عن رفضهم لهذا الواقع المزري، معللين السبب إلى رفع أصحاب آبار المياه المالحة تسعيرة الاشتراك الشهري للمياه، ما أدى الى تفاقم الأزمة، كما أن اللجنة الشعبية المسؤولة عن تنظيم الخدمات بالمخيم تخلت عن بعض الأحياء وجعلتها متروكة بلا مياه، ما زاد من تفاقم أزمتها.

وفي هذا السياق، اتهم الحلاق أحمد شحادة، اللجنة الشعبية بأنها المسؤولة عن أزمة شح المياه في المخيم، لافتاً ألى أنها تعاني من سوءٍ في إدارة آبار المياه المالحة التي زعمت أنها قامت بتطويرها، وذلك ضمن مشروع المياه المالحة الذي نفذته الأونروا بالتنسيق معها".

وقال: "أنجز المشروع ولم تصل المياه ألى كثير من أحياء المخيم، ومن يستفيد فعلياً من المشروع هم المنازل القريبة من الآبار".

بدوره، علًق أبو أحمد حزينة، على المشكلة التي حسب وصفه استعصي حلَها منذ عقود بسبب الفساد المستفحل بالمسؤولين عن أدارة المخيم، قائلاً: "المشروع أنجز، ولكن يدار بشكل خاطئ، فـ"ترمبات" ضخ المياه تشغل 4 ساعات بواسطة موتير الاشتراك، بالرغم من تزويد الأونروا اللجنة الشعبية بالمازوت شهريًا وبشكل دوري".

وأكد حزينة بأن هناك من يريد تعطيل المشروع كي يبقى الأهالي بحاجة لأصحاب آبار المياه الخاصة، حيث قام أحدهم باطلاق النار على نباريج المياه الخاصة بآبار اللجنة الشعبية، دون الأكتراث لمعاناة الناس".

وتشكو الحاجة أم محمد علي غلاء تسعيرة اشتراك المياه المالحة، التي وصلت الى تسعماية ألف ليرة، قائلةً: "المي مقطوعة، وفوقها كل يوم بغليها علينا.. وحده ربنا بيعلم كيف عم ندبر أمورنا".

ودعت الحاجة أم محمد، في ختام حديثها لوكالتنا المسؤولين عن اللاجئين الفلسطينيين من أونروا وفصائل ومؤسسات إلى "تحسين الأوضاع المعيشية في المخيمات، لأنه وضعنا كتير صعب وما عاد إلنا قدرة على هالعيشة".

أما أم علي بسيوني، فشكت عسر حالها لوكالتنا بأن زوجها  قليل العمل وبالكاد   يقدر انه يطعمي أولادنا الأربعة، فكيف رح يدفع اشتراك المي".

وطالبت بسيوني الأونروا بتسجيلها ضمن حالات العسر الشديد، ومن أصحاب الخير المساعدة في دفع اشتراك الكهرباء لأن أسرتها بلا كهرباء منذ عدة أشهر".

من جهته، أكد عضو اللجنة الشعبية في المخيم، خالد أبو النور، لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن "مشروع المياه المالحة بدايةً أعلن عن نجاحه، ولكن دائمًا نصطدم بوجود الآبار المالحة الخاصة، وإذا لم تحل الإشكالية مع أصحابها، بالتأكيد سيفشل أي مشروع إنمائي في المخيم".

ولفت إلى أن "أي مشروع ينفذ يتعرض أما لاعتداء أو سرقة، من قبل الفاسدين الذين همهم المال ولا يفكرون بمصالح الناس".

وختم أبو النور حديثه لوكالتنا، داعيًا إلى إجتماع لجان على مستوى مخيمات لبنان من أجل حل المشاكل وتذليل العقبات التي تحول دون اتمام المشاريع الانمائية داخل مخيم شاتيلا، وبخاصة مشكلة المياه المستعصي حلها منذ سنوات طويلة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق