أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان: فاجعة غرق الزورق كارثة إنسانية تفوق الوصف


 
محمد دهشة - نداء الوطن

فجعت المخيمات الفلسطينية كما مناطق شمال لبنان، بكارثة غرق الزورق البحري قبالة شواطئ طرطوس السورية مع ارتفاع عدد الضحايا تباعاً، وقد تبين ان عدداً لا بأس به من اللاجئين الفلسطينيين من مخيم نهر البارد من بين الغرقى الذين وحدتهم محاولة الهروب من الفقر المدقع واليأس في ظل الازمة اللبنانية الخانقة.

وأعلنت سفارة فلسطين في لبنان تشكيل خلية عمل مشتركة بين سفارتي دولة فلسطين في بيروت ودمشق لمتابعة الوضع الناتج عن غرق الزورق، مؤكدة ان بين الغرقى عدداً من ابناء الشعب الفلسطيني في لبنان، وتولى السفير الفلسطيني اشرف دبور الاتصالات لتسهيل عمليات نقل الضحايا والاطمئنان على الناجين وتوفير كل حاجاتهم الضرورية.
وأبلغت أوساط فلسطينية «نداء الوطن» ان من بين الغرقى أكثر من 15 فلسطينياً من مخيم نهر البارد شمال لبنان وحده، يتوزعون على عائلات عبد العال، وهبة، اسماعيل، حسن والسعيد، في وقت لا يزال مصير عدد من المهاجرين مجهولاً، وسط تضارب الانباء عن غرقهم حيناً ونجاتهم احياناً.
وأوضح أمين سر «اللجان الشعبية الفلسطينية» في مخيم نهر البارد ابو ماهر غنومة لـ»نداء الوطن»، انه تم تشكيل خلية طوارئ ميدانية الى جانب السفارتين الفلسطينيتين في لبنان وسوريا، وانقسمت الى قسمين، الاول غادر الى سوريا مع الاهالي للتعرف على الضحايا وتفقد الناجين والوقوف الى جانبهم، والقسم الآخر بقي في المخيم من اجل بلسمة جراح اهالي المنكوبين وتزويدهم بالاخبار اولاً بأول، موضحاً ان الانباء التي تتوارد كارثية وهناك احتمال بارتفاع الاعداد.
ووفق وكالة الأنباء السورية «سانا» أنّه في «حصيلة غير نهائيّة، بلغ عدد ضحايا غرق المركب 73 شخصاً، بينما عدد الّذين يتلقّون العلاج في مشفى الباسل 20 شخصاً، وقد انطلقت من مخيمات الشمال فرق الاسعاف من جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني والشفاء للمساهمة في عمليات اجلاء الضحايا والناجين وسط تنسيق مشترك فلسطيني – سوري ولبناني».
وأظهرت صور وفيديوات على مواقع التواصل الاجتماعي هول الكارثة الانسانية حيث تطفو بعض الجثث على سطح مياه البحر، وتقوم فرق الانقاذ السورية بسحب الغرقى ومساعدة الناجين، وقال أمين سر «اللجان الشعبية الفلسطينية» في لبنان عبد المنعم عوض لـ»نداء الوطن»: «ما جرى كارثة انسانية فوق الوصف، وانه على متن المركب أكثر من 170 شخصاً بينهم نساء واطفال، أي عائلات بكاملها»، مشيراً الى ان «الناس اختارت الطريق المر المحفوف بالموت هرباً من الجوع والفقر في ظل الازمة المعيشية والاقتصادية الخانقة وانعكاساتها على المخيمات بشكل مضاعف».
وتؤرق الهجرة غير الشرعية القوى السياسية الفلسطينية في لبنان، بعدما تحولت من فردية منذ سنوات الى جماعية ومنظمة ومكلفة معاً، هرباً من البؤس والحرمان بعدما حولت غالبية أبناء المخيمات عاطلين عن العمل وتحت خط الفقر المدقع، واللافت فيها انها تشمل عائلات بأسرها ومختلف فئات المجتمع بعدما كانت مقتصرة على جيل الشباب، ومن كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية وانها باتت تتم عبر القوارب البحرية بعدما كانت تعتمد طريق الجو، وانها اصبحت مكلفة اذ باعت عائلات هاجرت كل ما تملك من اجل دفع تكاليفها ومنها من نجح ومنها من فشل وعاد الى الصفر، ومنها من غرق ومات وتحولت أجسادهم طعوماً للأسماك في أعماق البحر، ناهيك عن وقوع الكثير فريسة لعلميات نصب واحتيال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق