مختصون: سياسة الحكومات اللبنانية تجاه اللاجئين الفلسطينين وضعف الاونروا تدفع باللاجئين الى «زوارق الموت»

 


 لاجئ نت

قال مختصون في الشأن الفلسطيني، أن هواجس الهجرة باتت مقلقة بعدما تحولت من فردية الى جماعية ومنظمة ومكلفة ، وارتفعت وتيرتها الى الدول الأوروبية ، هرباً من البؤس والحرمان وسعياً وراء العيش الكريم ، مع استفحال تداعيات الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقي في لبنان والتي حولت غالبية أبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية الى عاطلين عن العمل وتحت خط الفقر المدقع ، والتي باتت تهدد الوجود الديمغرافي للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وفي السياق بيّن الدكتور محمود الحنفي مدير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" في حديث مع شبكة "لاجئ نت" أنّ المخيمات الفلسطينية باتت بيئة طاردة، بسبب حرمان اللاجئ الفلسطيني من حقوقه المدنية بحجة منع التوطين. وهذه السياسة التي تنتهجها لبنان هي سياسة تهجيرية لأبناء المخيمات تدفع بهم إلى الهروب واختيار طرق الغير شرعية عبر قوارب الموت باتجاه أوروبا بحثاً عن حياة كريمة.

وطالب الحنفي الدولة اللبنانية تعديل القوانين المتبعة والسياسة والنظرة العنصرية وتحسين أوضاع المخيمات والتجمعات الفلسطينية.

وأشار الحنفي لـ"لاجئ نت" أن الأونروا والمجتمع الدولي يتحمّل مسؤولية ما يجري كون اللاجئين الفلسطينيين من المفترض ان يكونوا تحت حماية الأمم المتحدة ومسؤولية الأونروا التي أوجدت لحمايتهم وتامين احتياجاتهم وتوفير الحياة الكريمة لحين العودة، معتبراً أنّ ما تقدمه الاونروا أقل بكثير مما يحتاجه الفلسطيني، وبالتالي هي مسؤولة كونها تمثل المجتمع الدولي وعليه ان تبذل جهود مضنية في هذا الخصوص وتعرف ما يجب ان تقوم به تجاه اللاجئين الفلسطينيين لمنع تكرار هذه الحوادث وللحد منها.

وأضاف الحنفي بان هناك مسؤولية مباشرة تقع على عاتق اللاجئ الفلسطيني من خلال ان يكون اكثر وعياً خاصة في موضوع السفر عبر سماسرة الموت وعلى الدولة اللبنانية ملاحقة تجار البشر.

ولفت الباحث في الشأن الفلسطيني، محمد أبو ليلى، إلى ارتفاع معدلات الهجرة الغير الشرعية ومن على قوارب "الموت" بشكل جماعي، وأن عشرات العائلات كان مصيرها الموت المحتم حيث كانت الأمواج العاتية أقوى من أحلامهم وامنياتهم وطموحاتهم في العيش الكريم خارج حدود البلد.

وأوضح أبو ليلى، في حديثه مع "شبكة لاجئ نت"، حول دوافع الهجرة الغير شرعية التي تدفع العائلات إلى اتخاذ قرار الهجرة إلى الخارج، رغم علمهم بخلفية التجار المهربين، أو بالمخاطر المحفوفة لتلك النوع من الرحلات بأنه يعود الى انعدام الحياة الكريمة في لبنان التي انعدم فيها كل شيء (لا دواء، لا استشفاء، لا عمل، لا كهرباء، لا أمان، لا استقرار، لا خدمات ولا تقديمات، لا تعليم، لا ضمان صحي، لا تقاعد، روائح النفايات وهي نفسها في كل مكان، الاحتقار في كل زاوية، السوق السوداء صارت متعددة ولامست كل شيء، مستقبل مجهول غير واضح المعالم، القلق والخوف على المصير وغيرها الكثير).

وأضاف أبو ليلى بأن الحياة في لبنان باتت مثل الحجيم وأكثر وأنه لا يوجد عاقل على وجه الكرة الارضية من يستطيع أن يتحمل أو أن يتأقلم على حياة لا يوجد فيها أدنى مقومات العيش.

وطالب أبو ليلى القوى السياسية والشعبية والأهلية الى ضرورة تعزيز الوعي واظهار مخاطر الهجرة عبر قوارب الموت والكشف عن كل تجار الموت الذين يستغلون الناس وحاجتهم .

وتعيش مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وقع الفاجعة التي حلّت بالعشرات من المهاجرين على متن المركب الذي غرق الأربعاء 21 أيلول بعد ان انطلق من سواحل مدينة المنية يوم 20 من ذات الشهر.

وارتفعت حصيلة ضحايا مركب الموت إلى 103 وذلك بحسب آخر إحصائية صدرت عن المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أشار إلى العشرات مازالوا في عداد المفقودين.

وتواصل مخيّمات اللاجئين، استلام جثث الضحايا فيما تجد الفرق الاسعافيّة صعوبة في تحديد هويات العديد من الضحايا الذين مازالوا في مستشفيات مدينة طرطوس السوريّة، وكانت أوساط فلسطينية مطلعة قد قدرّت أن 39 فلسطينياً كانوا موجودين على متن مركب المهاجرين المنكوب، 35 منهم لاجئون فلسطينيون في مخيم نهر البارد شمالي لبنان و4 آخرون من مخيم شاتيلا جنوبي بيروت.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق