حزب الله: الجبهة الشعبية مدرسة ثوريّة جسّدت روح العطاء والانتماء للأرض



 أكّد مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله اللّبناني الحاج حسن حب الله، على أنّ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لا تموت؛ لأنّها مدرسة ثورية جسّدت روح العطاء والانتماء للأرض.

وأضاف حب الله في كلمةٍ له تعقيباً على كلمة نائب الأمين العام للجبهة الرفيق جميل مزهر في مهرجان إحياء ذكرى القائد الأمين الشهيد أبو علي مصطفى : "في الذكرى السنوية الـ21 لاستشهاد الرفيق المناضل أبو على مصطفى نؤكّدَ مجدّدًا وفاءنا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولكل الأحرار والشهداء الذين سبقوه لنستلهم من خلالهم الدروسِ والعبر ونقول إنّ الجبهة التي تقدم أمينها العام شهيداً على مذبح الحرية، وأمينها العام أسيراً في زنازين الاحتلال هي جبهة لا تموت ولا تندثر؛ لأنّها مدرسة ثوريّة جسّدت روحُ العطاء والانتماء للأرض والوطن والانسان ".
كما وجّه بهذه المناسبة التحيّة لأمين عام الجبهة الأسير المناضل أحمد سعادات وكل رفاقه الأسرى، كذلك وجّه التحيّة لنائب الأمين العام الرفيق جميل مزهر، ورفاقه المكتب السياسي وكوادر الجبهة والشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، مُعاهداً الرفيق الشهيد أبو علي مصطفى وكلَّ الشهداء بأنّ حزب الله سيبقى وفياً على العهد وخيار المقاومة حتى تحرير الأرض والمقدسات.
واستذكر القيادي في حزب الله المقولة الخالدة للشهيد أبو علي مصطفى "لقد جئنا الى داخل فلسطين لنقاوم لا لنساوم"، مؤكداً على أنّها كلمات حملت في طياتها كل الأهداف الثابتة التي لا تساوم على المبادئ التي، سار عليها خلفه الرفيق القائد أحمد سعدات صاحبُ شعار "الرأس بالرأس" ورفاقُهُ الذين استكملوا المسيرة، وتمكّنوا من الإطاحة برأس أحدِ رموزِ الحكومةِ الصهيونيّةِ الوزير الصهيوني العنصري رحبعام زئيفي.
وتابع: "في هذه الذكرى التي واكبتها أحداث وانتصارات عديده من العام 2000 " تحرير لبنان الى 2005 تحرير غزة وصولا الى معركة سيف القدس ووحدة الساحات، أطلقت خلالها المقاومة الفلسطينية آلاف الصواريخ على المستوطنات والعمق الصهيوني بمدى تجاوز 250 كيلومترا، وأدّت الى مقتل العديد من الصهاينة وجرح آخرين، كما وفرضت المقاومة معادلتها الردعية مع الكيان الغاصب.
وشدّد حب الله على أنّ الشعب الفلسطيني اليوم هو أكثر أملاً واشد يقيناً بمسار التحرير الآتي، على أساس أن تبقى القدس مركز الصراع ودائرة الوعي والأمل النهر.
وأشار مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله إلى أنّه و"منذ بداية تأسيس هذا الكيان الغاصب عمل رعاته وسادته وحركته الصهيونية من أجل تثبيت وترسيخ وحماية دعائم هذا الكيان، وعملوا على مسارات عدة منها مسار النسيان الكبار يموتون والصغار ينسون، ومسار الوقت ومسار التيئيس، وقد أثبتت السنوات الماضية أن مسار النسيان سقط، وأن فلسطين والقدس اليوم هي في القلب والعقل والذاكرة وأن كل مسارات التيئيس سقطت بقوة الوعي والإرادة والأمل والتطلع إلى المستقبل على الرغم من القتل اليومي والاعتقال والمجازر الصهيونية والهزائم العربية المتلاحقة والخذلان الرسمي العربي ودخول بعض الأنظمة العربية في اتون التطبيع مع هذا العدو لاسيما في ولاية الرئيس ترامب الذي حمل مشروع صفقة القرن والذي حمل مسار التطبيع بهدف تيئيس الشعب الفلسطيني، وبث الصراعات البينية والاحداث الداخلية في الدول العربية فكلها تحطمت بإرادة الأحرار".
كما شدّد حب الله على أنّ "كل هذه المسارات سقطت وتسقط في كل يوم نشهد فيه مظاهرات أو ينفذ فيه شاب أو شابة فلسطينية عملية طعن أو دهس أو عملية جهادية أو حين ينطلق صاروخ هنا ومسيّرة هناك او يرفع فيه علم أو يسقط إسرائيلياً هناك"، مضيفاً أنّ "الفلسطينيين أعلنوا استعدادهم للمواجهة المقبلة، والضفة اليوم تزلزل الأرض تحت أقدام الصهاينة، وقبضات المجاهدين ترتفع في الاقصى، وفي كل يوم تشرع فيه البنادق في الضفة وجنين ونابلس وطولكرم".
وأشار إلى أن العمليات الفرديّة التي تصنعها أجيال فلسطين والتي أرّقَت عيون العدو الذي يعمل جاهداً على إنهائها، قد أحدثت هزة عنيفة في الكيان الصهيوني الغاصب، معتبراً أنّها أخطر ما واجهه الكيان في مسار المقاومة في فلسطين؛ لأن هذا لا يحتاج الى قيادة عمليات أو قيادة فصائل تديره ولا إمكانيات هائلة، ولأنّها قوضت نظرية الأمن الصهيوني وكشفت مستوى الأمن الهش والضعيف لدى الكيان وهزت بقوة ثقة "الإسرائيليين" بجيشهم وأجهزتهم الأمنية وحكومتهم.
وأكّد أنّ القدس هي ملك للشعب الفلسطيني وهي ملك للعرب و للمسلمين ولا يملك أيّ أحدٍ تفويضاً بالتخلّي عن حبة تراب أو حجر في هذه الأرض المقدسة؛ لأنّ ترابها وحجارتها مقدسة وأحياءها وزيتونها مقدس وكل ما فيها مقدس، ولا يملك أيّ أحدٍ حق التخلي عن المقدس على الإطلاق، وهذه المقدسات يجب أن تعود إلى أصحابها كاملةً غير منقوصة.
وختم: "يبقى الاحتلال كيانا وظيفيا اوجدته بريطانيا وحلفائها في المنطقة لأداء وظيفة محددة وورث هذا الأمر للإدارات الأمريكية المتعاقبة بهدف السيطرة على بلادنا وخيراتنا وبهدف تمزيقها واذلالها واستيطانها، وإسرائيل هذه تؤدي وظيفة رأس الحربة في هذا المشروع"، لافتاً إلى أنّ المقاومة ومحورها قالت كلمتها بأنّ "المس بالمسجد الأقصى والمقدسات لن يقف عند حدود مقاومة غزة، بل يعني حربا إقليمية، وأنه "حين يدرك العدو الإسرائيلي أنه أمام هذه المعادلة سيعرف أن أي خطوة قادمة ستكون نتيجتها زوال كيانه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق