فاجعة اهالي مخيم نهر البارد... شهداء ومفقودون من بين ضحايا مركب الموت قبالة السواحل السورية


 لاجئ نت 

تلقى أبناء مخيم نهر البارد وعموم أهالي منطقة شمال لبنان نبأ غرق قارب الهجرة غير النظامية بالقرب من أرواد في طرطوس السورية، ليل أمس الخميس، بحزن وغضب شديدين، ومنذ تواتر الأخبار والصور والفيديوهات عن غرق القارب الذي يحمل لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، قبالة ساحل طرطوس السوري، وكان ينوي التوجه إلى قبرص.

وفي اتصال هاتفي مع شبكة "لاجئ نت"يقول أبو قاسم محمد ناشط في حراك مخيم نهر البارد من الحدود اللبنانية السورية شارحاً ما جرى بأن المركب انطلق من السواحل اللبنانية في منطقة المنية شمال لبنان منذ ثلاث أياموللأسف الشديد بدأت تصل معلومات بعد ظهر الأمس بأن هناك مركب غرق قبالة طرطوس في سورية، وعلى الفور جرت العديد من الاتصالات ومن خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي تبين بأن المركب يحمل على متنه سوريين ولبنانيين وفلسطينيين من أهالي مخيم نهر البارد.

وأضاف أبو قاسم بأن المركب كان يحمل نحو 120 راكباً بحسب روايات أحد الناجيين، مؤكداً بأن الحصيلة بلغت حتى كتابة التقرير 82 غريقاً، وأن هناك نحو 20 منهم نجو وعشرات المفقدوين. وأشار بأن عدد الأشخاص الذين كانوا على ظهر المركب 30 شخصاً من أهالي مخيم نهر البارد نجى منهم اثنين.

وتابع أبو قاسم قوله "فاجعة كبيرة ومأساة كبيرة وحزن كبير يعم أهالي مخيم نهر البارد والجوار وكل أهالي الضحايا محملاً إدارة الأونروا والفصائل الفلسطينية بكل مكوناتها ومنظمة التحريرمسؤولية ما جرى، من خلال تامين وظائف وعمل للشباب العاطلين عن العمل.

وفي السياق حمّل اللاجئ الفلسطيني عبد الناصر ليلى من مخيم نهر البارد المرجعيات الفلسطينية مسؤولية ما جرى متهماً الفصائل الفلسطينية بترك مخيم نهر البارد يصارع مصيره المجهول الذي لا زال ينتظر اعادة اعمار ما تبقى من المخيم منذ 15 عاماً الذي يعاني الفقر والحرمان والبطالة والبؤس.

وأشار ليلى أن الغالبية من أهالي المخيم لم يستطع العودة الى منزله المدمر ولم يعوض عليه ولا زال ينتظر الاونروا لبناء منزله وسط فقر مدقع وحرمان من أبسط أمور الحياة.

وأرجع ليلى إلى الأسباب التي دفعت بالعائلات الفلسطينية بالهجرة عبر قوارب الموت الى الفقر والعوز الشديد نتيجة للأوضاع الاقتصادية والأزمة الإقتصادية التي عصفت بلبنان، مشيراً بأن الكثيرين منهم لم يعد باستطاعته شراء علبة الدواء او علبة الحليب واكياس الحفاظات لطفله والعديد منهم باع منزله بارخص الاثمان ليهرب من الواقع المأساوي.

وحمّل ليلى إدارة الأونروا المسؤولية مطالباً الوكالة باغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتامين فرص عمل للشباب العاطل عن العمل.

أحمد الحاج: الدولة اللبنانية تتحمل مسؤولية كبيرة

وبدوره قال الكاتب والناشط الفلسطيني أحمد الحاج لشبكة "لاجئ نت" أن المسؤوليات كبيرة وواسعة جدا ونستطيع أن نقول بأنها مسؤولية الدولة اللبنانية بكافة أجهزتها بالدرجة الأولى، مشيراً بأن المراكب تنطلق من شواطئمحددة ومعروفة ويمكن مراقبتها، بالاضافة الى مهربين معروفين أيضاً يمكن ً ملاحقتهم وضبطهم على أقل تقدير فهذه مسؤولية الدولة اللبنانية.

وأضاف الحاج بأن الدولة اللبنانية تكرت اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في فقر مدقع بسبب منعهم من العمل وممارسة حقوقهم المدنية وعدم دمجهم بالاقتصاد اللبناني.

كما حمل منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والمؤسسات والجمعيات الفلسطينية العاملة في الوسط الفلسطيني مسؤولية تأمين فرص العمل للشباب العاطلين عن العمل لكي لا يكونوا عرضة الى ركوب البحر، ومن خلال بث الأمل في نفوسهم، فالشعب الفلسطيني تعرض الى محن كثيرة وكانوا ضحايا الحرب وخلال السلم يلم ينصفه من خلال حرمانه من ممارسة حقه في العمل.

وعلى النخب الفلسطينية توعية الشباب وان يكونوا اكثر وعيا وحذراً ليعرفوا مخاطر ركوب البحر والامتناع عن السفر من خلال البحر ومن خلال تجار البشر.

هويدي: علينا أن نبقى حذرين من مخطط تفريغ المخيمات من اللاجئين

ومن جانبه قال علي هويدي،مدير"الهيئة302" للدفاع عن اللاجئين الفلسطينيين لـ"شبكة لاجئ نت"، بأنّ الذي يدفع الشباب والعائلات الفلسطينية الىاختيار الهجرة الغير الشرعية وتعرضهم للمخاطر سواء عن طريق البر او البحر هو الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، وبسبب ضنك العيش بالاضافة الى الفقر والبطالة.

وبالتالي لو أن هذا اللاجئ الفلسطيني يحصل على حقوقه كاملة من الحق في العمل والتملك وغيرها من الحقوق لما اختار هذا الطريق وهو يعلم بانه خطر خاصة بان هناك تجارب كثيرة جداً في السابق حصلت ويعرفها اللاجئ الفلسطيني وبشكل مباشر وعلى الرغم من ذلك يخاطر بحثاً عن الأمل والأمن والأمان والاستقرار والعيش الكريم.

وحمّل هويدي وكالة الأونروا المسؤولية الكاملة بالدرجة الأولى كونها معنية بتقديم كل الخدمات للاجئ الفلسطيني، وبالتالي لو أن اللاجئ الفلسطيني يحصل على هذه الخدمات كاملة لكانت واحدة من الأسباب الجوهرية التي تحول دون سفر هؤلاء عبر مراكب الموت.

فالأونروا تقدم خدمات لكنها غير كافية وعيرها من الجهات كالجمعيات والمؤسسات العاملة في الوسط الفلسطيني بالاضافة الى الفصائل الفلسطينية ولكن حجم الاحتياجات لدى الشعب الفلسطينية كبيرة.

وكذلك الأمر تتحمل الدولة اللبنانية المسؤولية، فلو يحصل اللاجئ الفلسطيني على حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والانسانية لما اضطر اللاجئ الفلسطيني الى ركوب البحر باحثاً عن حياة كريمة.

لذلك نقول يجب أن يتم النظر الى اللاجئ الفلسطيني في لبنان نظرة استثنائية وتقديم كل من خدمات وإلا سنرى المخيمات فارغة تماماً من اللاجئين وهذا خطر كبير على المدى البعيد سواء على المستوى الاجتماعي أو على المستوى السياسي.

على المستوى الاجتماعي ممكن أن نرى العائلات تتشتت هنا وهناك ونرى كل شخص من العائلة في دولة.

أما على المستوى السياسي فلا خوف على حق العودة، سواء كان اللاجئ الفلسطيني في لبنان أو في غيرها من الدول ولكن ما يريده العدو هو تفريغ المخيمات من اللاجئين ظناً منه بانهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين.

لذلك علينا أن نبقى حذرين من هذا المشروع في المستقبل.

هذا ويتواصل تسجيل وقوع ضحايا جرّاء الهجرة غير الشرعية عبر مراكب الموت ولا سيما في صفوف اللاجئين الفلسطينيين، ويعود ذلك الى تفاقم البطالة والفقر حيث أشارت احصائيات بأن أكثر من 80% من اللاجئين الفلسطينيين يقبعون تحت خط الفقر اثر تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنانوانهيار العملة المحليّة وارتفاع الأسعار وغياب الأمن الغذائي.

وتعيش المخيمات الفلسطينية في لبنان ظروفاً تعتبر الأصعب، منذ بداية الانهيار الاقتصادي، الأمر الذي دفع أهالي المخيمات لمواجهة واحدة من أصعب الظروف الاقتصادي ، ما يدفعهم لركوب مراكب االموت غير آبهين بالمخاطر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق