أين أصبح مشروع البنية التحتية في مخيم الرشيدية؟



 وكالة القدس للأنباء – محمد حسن

لطالما مر مشروع البنية التحتية في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان بحالة جمود أو إيقاف، نظراً لأسباب وصفها المعنيون، بالفساد، وعدم الالتزام بالحد الادنى من المواصفات، والتدخلات غير المسؤولة من البعض في أليات التنفيذ، وضعف المرجعيات في وضع حد لكل من سولت له نفسه بعرقلة التنفيذ الجيد والسريع للمشروع، وفقاً للمعايير والمواصفات المتفق عليها.

ففي العام 2015، وبعد ضغوطات كثيرة من اهالي المخيم، وتنطيم العديد من التحركات الشعبية، أعادت وكالة "الأونروا" إطلاق العمل بمشروع البنى التحتية، مجدداً، واستهدفت معظم الأحياء في "المخيم الجديد". إلا أنه وبعد أقل من عام على انطلاق المشروع، توقف عند نقطة معينة دون أن يشمل منطقة "المخيم القديم" وحارة نحف.. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ما الأسباب التي أدت إلى توقف هذا المشروع؟ وهل هناك بوادر لاستكماله؟.

للإطلاع أكثر على تفاصيل الموضوع، أجرت "وكالة القدس للأنباء" اتصالاً بمسؤول اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية، جمال سليمان، الذي أوضح أن المشروع متوقف منذ العام 2016، نظراً لعدم وجود مكان لإقامة محطة رئيسية صغيرة للمياه في المخيم القديم أسوة بالمخيم الجديد، مشيراً إلى أنه "اتفق مع مكتب الهندسة بـ"الأونروا" على البدء بالعمل في الطريق الواصل من شارع المدارس وحتى نهاية حارة نحف، لأنه ليس بحاجة للحفر و"ترمبة مياه"، حيث أن المياه تجري فيه تباعاً، على أن يستكمل العمل بالشوارع التي بحاجة إلى حفر في وقت لاحق".

وأشار سليمان إلى أن "طوفان المياه في فصل الشتاء يعود في بعض الأحيان إلى تحويل مياه المجارير إلى الخط الرئيسي ورمي غالونات البلاستيك، ما يسبب طوفان، وتسكير بعض الطرقات بفعل ارتفاع منسوب المياه، داعياً الأهالي إلى "وضع خط جديد لمزاريب المياه على الأسطح بعيداً عن مياه المجارير، وعدم رمي النفايات والمواد البلاستيكية، والعمل على إعادة فتحها سريعاً في حال سُدت".

بدوره، قال مدير مشروع تحسين مخيم الرشيدية، مصطفى الموعد، لـ"وكالة القدس للأنباء"، إن "المخيم قريب من البحر بالتالي فإن المناطق المجاورة بحاجة إلى مضخات لمياه المجارير، لأن تجميع المجارير يجب أن تكون بأدنى نقطة، بالتالي أهالي حي المقبرة رفضوا وجود مضخات، وبهذا الرفض حرموا منطقة المخيم القديم من مشروع البنية التحية".

وأشار إلى أننا "حاولنا مع أهالي الحي بانتقال المحطة الصغيرة من مكان لمكان ضمن النطاق وبشروط فنية، إلا أنهم أصروا على الرفض، وذلك خوفاً من تسكير مياه المجارير، ما سيؤدي إلى انبعاث روائح كريهة"، موضحاً أنهم وجدوا حلا بإعادة وضع تصميم جديد وشبكها بالمحطة التي أقيمت في العام 2016، لكن تبقى مشكلة منطقة المقبرة وحي الملعب لأنها بحاجة إلى مضخة، وبها نكون قد وجدنا حلا لمشكلة حارة نحف والمخيم القديم".

وكشف الموعد، لوكالة القدس للأنباء، أن "المشروع سيبدأ بالفترة القريبة أي من الممكن خلال يومين، وهو استكمال للمشروع القديم لكن بتصميم جديد"، مضيفاً: "نحن الآن بانتظار وصول تصريح الجيش الذي صدر من وزارة الدفاع إلى حاجز المخيم للبدء بإدخال المواد".

من جهته، لفت مسؤول منطقة صور لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، الحاج أبو العبد عوض، إلى أن "مشروع البنية التحتية في مخيم الرشيدية كان من المفروض أن يستكمل منذ مدة طويلة نظراً لأهميته في تحسين المخيم، لكن كان هناك عوائق حالت دون استكماله، إلا أن الجهات المعنية استمرت بجهدها لتذليل العقبات وإعادة العمل بالمشروع".

وختم عوض حديثه بالقول: "هناك خطوات إيجابية في إعادة العمل بالمشروع، لكن المسألة هي مسألة وقت، وبحاجة إلى متابعة حثيثة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق