صامد في برج البراجنة... ليت الزمان يعود يوما!

 


وكالة القدس للأنباء

المار في مخيم برج البراجنة ومن جانب مبنى "صامد" تحديداً، سيسأل نفسه ما هذا المبنى الضخم داخل المخيم، وما هو الغرض من بنائه، الجواب سيسمعه فوراً على لسان سيدة فلسطينية تجاوز عمرها الستين عاماً "هذا المبنى يا بني الذي نقف أمامه الآن كان في عام 1990 معملاً للخياطة يعمل فيه معظم نساء المخيم، ولكنه اليوم فارغ ومتصدع بينما نحن نبحث في ظل هذه الظروف الصعبة عن عمل نسترزق منه".

فقد ظهرت في الأونة الأخيرة، وعلى أثر الأزمة الاقتصادية الخانقة، وتفشي البطالة، عدة مشاريع في بعض المخيمات الفلسطينية تعمل على تشغيل اليد العاملة الفلسطينية كمعمل الخياطة في برج البراجنة وكمعمل الفرز في مخيمي شاتيلا وضبية، ومشروع مائدة في مخيم عين الحلوة، كل هذه المشاريع فردية ولم ترتق الى ما وصل اليه صامد الذي كان يضم ويشغل آلاف العمال داخل المخيمات، ويصدر منتوجاته المتنوعة الى عدة دول عربية وأفريقية.

وفي حديث مع "وكالة القدس للأنباء" قالت الناشطة الاجتماعية، صمود غزل، إن المخيمات في لبنان تفتقد الى معمل مثل صامد الذي كان يشغل معظم ابناء المخيمات، وخاصة ما نمر به من ظروف الآن، من ضائقة معيشية ووضع اقتصادي صعب، كان لمثل هذا المعمل الحل في الانتاج دون الخروج من المخيم للبحث عن عمل".

وأشارت غزل الى أن هناك بعض المشاريع كمعمل الخياطة في مخيم البرج يعمل على تمكين المرأة الفلسطينية وتعليمها مهنة الخياطة حتى تساعد زوجها وتعيل نفسها واولادها في ظل هذا الوضع الصعب، لافتة الى أن هذا المعمل ساهم بانتاج كمامات وزعت على كل المخيم في ازمة كورنا وبالمجان.

وأكدت أن هذا المشروع يعمل على مساعدة المرأة الفلسطينية للاعتماد على نفسها وتعبر عن نفسها بشكل أفضل، وتدر عليها ببدل مادي جيد.

وتمنت غزل ان تعمم هذه التجارب على باقي المخيمات الفلسطينية، وطالبت بانشاء مجمع صناعي مماثل لمعمل صامد حتى يتسنى للفلسطيني العمل دون قيد او شرط،  لان الفلسطيني اصلاً ممنوع من العمل بكثير من المهن وبالتالي يمكن أن يساهم بتحريك العجلة الاقتصادية للمخيم ويمكن ان تجلب الجوار اللبناني حتى يشتري وتتعامل مع هذا المشروع.

وأوضحت أننا كفلسطينيين نعتمد على الخارج حتى نستطيع أن نبني مشروعاً وبالتالي الممول يملي علينا شروط، تحد من العمل وانتشاره أو تعميمه على باقي المخيمات. 

بدورها، قالت مديرة معمل الخياطة في مخيم برج البراجنة، روان الحج، أن هذا المشروع نفذ من سنتين وبدأ بفكرة ان وضع المخيمات الفلسطينية وضع مزري ويحتاج الى مشاريع تحتوي العامل الفلسطيني الممنوع في العمل بالخارج.

واوضحت "أننا نجلب نساء ليس بأيدهم اي مهنة ونعمل على تأهليهم كي يتمكنوا من انتاج عدة اشياء مثل كنزات و"ماسكات"، وتتحول بعد ذلك الى أنتاج مراييل وهناك الكثير من روضات المخيم اشترت المراييل من معاملنا".

واكدت الحج أن المخيمات الفلسطينية من نهر البارد حتى مخيم الرشيدية تحتاج الى انشاء مشاريع ضخمة، خصوصاً في ظل هذه الازمات الصعبة، بحيث تكون حاضنة لليد العاملة الفلسطينية، وتساهم في تشغيل أكبر عدد ممكن من اللاجئين  الفلسطينيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق