بعد مجزرة معلمات الدعم الدراسي.. أين من يعتبرون أنفسهم حملة الهم الفلسطيني؟..

 


وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

لا يخفى على أحد أن التواجد الفلسطيني في لبنان يتخذ صفة اللجوء وأن المسماة "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين  الفلسطينيين - "الأنروا" تحمل صفة رسمية على عاتقها هي المسؤولية الإنسانية اتجاه اللاجيء الفلسطيني في لبنان سائر أماكن تواجده في الأقطاب الخمسة، حتى تحقيق العودة الى أرض الآباء والأجداد.

هذه الوكالة تتعاطى مع قضايا اللاجئين في لبنان بإستخاف بالغ وتحقير للمصاعب والمشكلات التي يواجهونها، والناجمة اصلاً عن تقصير "الأونروا" وضربها لكل المقومات التي تدعم صمود اللاجئين في وجه الجهل والفقر والقوانين اللبنانية التي تعاملهم معاملة الاجنبي المثل بالمثل، وليس كمن احتلت أرضه، في ظل أزمة إقتصادية خانقة تضرب بلبنان، وتصيب المخيمات الفلسطينية، وللأسف هي الأكثر تأثرًا بها كونها بالأصل تعاني من الفقر والعوز والحرمان، والبطالة "المقوننة"

وملف التعليم، حاليًا هو أكثر المستهدفين بسياسة التقليصات والتضييق ومراقبة المناهج من قبل الوكالة الدولية، "الأونروا".. فقد اتخذت الوكالة خلال السنوات القليلة الماضية قرارات ظالمة بحق الطلاب والكادر التعليمي في مدارسها. بدءاً بدمج المدارس مرورًا، وحشر عشرات الطلاب في غرفة واحدة، واعتماد الترفيع الألي، وصولا الى عدم تثبيت معلمي "الروسترات" واستحداث "روسترات" جديدة تضر بمستقبلهم التعليمي، وصولاً إلى إنهاء مشروع الدعم الدراسي، والاستغناء عن العشرات من المعلمات اللواتي هن في الأصل بحاجة إلى دعم مادي بسبب قساوة الحياة المعيشية في المخيمات، بالرغم من كارثة البروفيه.

وللأسف، فإن حزمة الاجراءات والقرارات والمناهج الفاشلة التي اتخذتها والتزمتها الأونروا أدت إلى تدني المستوى التعليمي في مدارسها، وصولا الى نكسة البروفيه، التي أصابت الأهالي بالذهول، والخوف على مستقبل أولادهم. هذه القرارات  ليس فقط قلبت حياة المعلمين رأسٍا على عقب كونها استهدفت لقمة عيشهم، بل أثَرت أيضًا على مستوى التحصيل العلمي لطلابها، والحصاد كان في النسبة المتدنية التي حصلت عليها مدارسها في شهادة البروفيه الرسمية والتي لم تتجاوز نسبة النجاح 50 %، والتي تعتبر النتيجة الأسوأ في تاريخها.

في هذا السياق، "وكالة القدس للأنباء" واكبت الحراك الاحتجاجي المطلبي لمعلمات الدعم الدراسي، الذي أقيم أمس الجمعة، أمام المقر الرئيسي لوكالة الأونروا في بيروت، بدعوة من اتحاد المعلمين في "الأونروا"، حيث وقفت على آراء المعتصمين الذين طالبوا إدارة "الأونروا" بإحقاق الحقوق والاستمرار في مشروع الدعم الدراسي حتى يتمكنوا من مواصلة مهنة التعليم وخدمة أبناء شعبهم.

في هذا السياق قال عضو اللجنة القطاعية لاتحاد المعلمين في "الأونروا" الأستاذ حسان السيد، إن "ملف التعليم لا يمكن التغاضى عنه وتجاهله، ومن الحماقة أن نسمح بنسف حق أبنائنا بالتعلم الصحيح، نواجه مشكلات معقدة في إعداد جيل فلسطيني قادر على النهوض بقضية تعد أكثر قضايا العالم تعقيدًاً. فكيف لجيل تنتهك كل حقوقه؟ نعم الأونروا تحت أسم وكالة تهتم بحقوق الانسان تنتهك حقوق الشعب الفلسطيني، وأكثر الأدلة على ذلك ما يحصل الآن من أسلوب لا انساني بالتعاطي مع معلمات برنامج الدعم الدراسي".

وأضاف: "هؤلاء المعلمات لهن الحق بالعمل ومساندة أطفال شعبهم ممن يعانون مشكلات في التعلم، وقد كثر اعدادهم لأسباب مختلفة، فتقابلهم إدارة الأونروا بأن هناك أمور أهم .. فما هي الأمور الأكثر أهمية من أطفالنا وتعليمهم؟" وتابع: "نراها تزيد الطين بلة وتمنع عنهم الاحتياجات الأساسية لتحاصرهم وتدفعهم لفض وقفتهم الاحتجاجية، دون الاستجابة لمطالبهم بأساليب لا إنسانية ولا أرى لسان حال موظفي الدعم الدراسي الذين بسبب ظروف لبنان السيئة هم أصلاً بحاجة للدعم المادي والنفسي ليتمكنوا من مواكبة مهامهم".

ودعا السيد في ختام حديثه لوكالتنا إدارة الأونروا إلى العدول عن قرارها المجحف بحق معلمات الدعم الدراسي وتمديد العمل بالمشروع من أجل إنقاذ المئات من المعلمين الذين سيعانون كثيرًا، وأوضاعهم ستصبح أسوأ في ظل غلاء المعيشة وصعوبة الحياة في مخيمات اللجوء".

فيما عبَرت معلمة الدعم الدراسي رانيا  خضر، عن أسفها وخيبة الأمل التي تشعر بها وزميلاتها بسبب قرار إدرة الأونروا بإلغاء العمل بمشروع الدعم الدراسي، وقالت: "هذا القرار كان صادم لإلنا، وللأسف "الأونروا" ما بتنظر لمعاناتنا.. إعتمادنا الأساس على هالوظيفة، جوزي عاطل عن العمل، وأنا بشتغل حتى أطفالي يعيشوا حياة كريمة، وهذا حال الكثير من المعلمات المقهورين".

أما معلمة الدعم الدراسي هدى بركة، فقد دعت "الأونروا" للرجوع عن قرارها ووضع ميزانية جديدة لمشروع الدعم من أجل ضمان استمراريته لسنوات، فلا يمكن أن نقبل بإنتهاء المشروع الآن ونحن نعيش ظروف معيشية صعبة للغاية".

وختمت: "على إدارة الأونروا وعلى الجميع أن يدرك أن المعلمات والمعلمون ليسوا متسولين يشحذون عطفهم، ولهم حرية التصرف. نحن جامعيون متخصصون نطالب بحقنا بالعمل والحياة بكرامة".

كما وجهت المعلمة إسراء الحسين نداء مناشدة إلى الفصائل واللجان الشعبية لممارسة الضغط على إدارة الأونروا من أجل العدول عن قرارها، قائلةً: "الى من يعتبرون أنفسهم أنهم يحملون الهم الفلسطيني، إعلموا أن موظفات الدعم هم نساء فلسطينيات يتعرضن الآن للقهر والظلم بين الأروقة، ناموا ليلتهن على ألارض ليطالبن بحقهن، وتتم مواجهتهن بالتجاهل. أين تضامن شعبنا مع أبنائه معلمين وطلاب؟.. أين شعبنا؟ لماذا هذا السكون والتساهل في التعامل مع حقوقنا؟".

سؤال ينتظر الصدى.. فهل من يسمع.. ويفعل؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق