اللاجئون الفلسطينيون أمام خيارات صعبة في ظل الوضع الاقتصادي المأزوم

 


وكالة القدس للانباء

في ظل تفاقم الازمة الاقتصادية في لبنان، وتراجع القيمة الشرائية لليرة اللبنانية، بموازاة ارتفاع أسعار الدولار، الذي تجاوز عتبة الـ34 ألف ليرة، وما عكسه من أرتفاع أسعار معظم أمور الحياة الأساسية من مواد غذائية ومواصلات وأسعار الدواء وتعليم واستشفاء... وإذا ما أضيف اليها عدم وجود فرص عمل، وتراجع خدمات وكالة الأونروا وتقديماتها، اصبح اللاجئ الفلسطيني في لبنان امام واقع صعب ومرير، وضعته أمام خيارات صعبة..

ولاستطلاع آراء اللاجئين الفلسطينيين بما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وانعكاسها السلبي على حياتهم، جالت وكالة القدس للأنباء في مخيم نهر البارد، شمال لبنان، وعادت بالمواقف التالية:

إنهيار شامل بالمخيمات

يقول ذيب عبدالله الحاج محمد من مخيم نهر البارد لوكالة القدس للأنباء: "إن أزمات متتالية تمر على المخيمات الفلسطينية في لبنان، مع انهيار الوضع المعيشي والاقتصادي، وارتفاع أسعار السلع الضرورية بشكل حنوني، وهذا ينذر بانهيار شامل في المخيمات الفلسطينية في لبنان".. متمنيا على المعنيين من فصائل ومرجعيات فلسطينية ووكالة الأونروا لتدارك الوضع ، واحتواء هذا الانهيار باسرع وقت ممكن."

أما ابو محمد السيد ابن المخيم، فيشير الى أن الازمة في لبنان لها تأثير كبير علينا كلاجئين فلسطينيين في هذا البلد المضيف حتى نرجع الى ارضنا الحبيبة فلسطين.

مضيفا، نحن كعمال مياومين، نعمل بمعاش منخفض في هذه الازمة، يعني أن  مدخولي الشهري، يعادل 2.5 مليون ليرة لبنانية، ولدي 5 اولاد.. فهل  ذا المعاش الشهري يكفي لعائلة من 7 انفار مع ارتفاع الاسعار؟.. من أين سنأتي بمصاريف الاطفال من حليب وحفاضات، وكل يوم في سعر جديد، كيف بدو العامل الفلسطيني يكفي عائلته في هذه الازمة.؟..

نحن نطالب الاونروا التحرك السريع وان تؤمن للشعب الفلسطيني كل مطالبه وعلى المعنيين من الفصائل الفلسطينة والحركات الاسلامية التدخل والضغط على الاونروا لتأمين المعيشة العادلة للاجئ الفلسطيني في لبنان.

اذا لم تكن  الانروا قادرة على تأمين المطالب عليهم الضغط على الدول الاجنبية والعربية والمطالبة بحق العودة الى اراضينا ونرجع الى بلدنا الحبيبة فلسطين، وهناك لن نكون بحاجة الى اي احد من الدول والى الوكالة الاونروا.

يومية زوجي 100 ألف

ام خليل لوباني من مخيم نهر البارد  تقول لوكالة القدس للأنباء: "لدي خمسة اطفال  ويومية زوجي مئة ألف ليرة لبنانية، اذا بدي اجيب فطور مع خبز هاي ال 100 الف طارت، وبعدني ما فتت على الغدا والعشا ومصروف الأولاد، اذا بدي اعطي كل واحد يجيب كيس بطاطا بدي 25 الف ليرة، بكفي باقي النهارعلى يلي كنت مونيته بالبيت، اما مجدرة اما يخاني ورز، واذا بدي اعمل شي بدجاج او لحمة بلف للولاد اي شي على الفطور كرمال اقدر اجيب اللحمة او الدجاج  للطبخة.

انا كل 3 اشهر باخد مساعدة شؤون من الاونروا فأقوم بتموين البيت كرمال باقي الايام ولولا هيك حتى الوجبة الكاملة يلي هي الغدا ما بقدر أأمنها."

أين الأونروا والفصائل؟

مسؤول الحراك الشعبي في مخيم نهر البارد محمد ميعاري يقول لوكالة القدس للأنباء: إن وضع المخيمات تعيس جداً، ومأساوي مع ارتفاع سعر صرف الدولار وارتفاع جميع الاسعار وبالاخص الغذائية، بالاضافة الى غياب المرجعيات، والفصائل، والمشايخ والأونروا.

وضعنا حالياً الذي يعمل يأكل، والذي لا يعمل لا يأكل، وضع مخيمنا صعب جداً والعامل مرتبه لا يكفيه. ولكن مساعدة الأقارب المغتربين تفرج عنه قليلاً.

هناك الكثير من الاشخاص يقومون ببيع منازلهم او عفشهم او يقومون بالاستدانة كي يهاجروا ويعرضوا انفسهم للخطر بركوب قوارب الموت، غير الصالحة للسفر، كرمال تجد حياة افضل من هذه الحياة، استقرار معيشي وتأمين مستقبلهم ومستقبل اولادهم.

المطلوب من الفصائل الفلسطينية ولا سيما منظمة التحرير ان تجد حلولا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ، بالاضافة الى الاونروا لأنها هي الشاهد الوحيد على نكبة الشعب الفلسطيني، وهي مكلفة بالوضع المعيشي والاجتماعي والتعليمي والاستشفائي والإسكاني والتشغيلي للاجئين الفلسطينيين في لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق