علي مصطفى... لاجئ فلسطيني عرف الذل في لبنان



 العربي الجديد- انتصار الدّنّان

02-08-2022
يذكر اللاجئ الفلسطيني علي محمد يوسف مصطفى، الذي ولد في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا (جنوب لبنان) عام 1961، أن والده الذي كان يملك بيارات (بساتين) في فلسطين، لم يرغب في ترك بلاده إلا أنه اضطر إلى الاستجابة لرغبة زوجته التي كانت تشعر بالخوف بسبب دخول الصهاينة البلاد. ويقول: "حين بدأت المعارك بين الفلسطينيين أصحاب الأرض والصهاينة، شارك والدي في القتال، وقد خبأ بندقيته في البيارة الواقعة على الحدود مع لبنان ظناً منه أنه سيعود. كانت والدتي قد خرجت من فلسطين مع أهلها بالإضافة إلى أشقائي الثلاثة، ثم تبعهم والدي".
يتابع مصطفى: "بداية، توجه أهلي إلى سورية إلا أن والدي فضل لبنان، وكانت بداية الاستقرار في بلدة المية ومية شرق مدينة صيدا، قبل اختيار الانتقال إلى مدينة صور (جنوب) كونها أقرب حدودياً إلى فلسطين".
في وقت لاحق، توجه والده إلى فلسطين إذ كانت الحدود مفتوحة، وجلب السلاح الذي خبأه. لم تحب العائلة الإقامة في صور، فعادت إلى المية ومية. ثم كانت الأزمة السياسية التي شهدها لبنان عام 1958، فانتقلت العائلة إلى مخيم عين الحلوة وسكنت في خيام. يقول: "ولدتُ في خيمة، ثم انتقلنا إلى بيت سقفه من الزينكو. تعلمت في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). كنا نعيش حياة بائسة، وكانت المراحيض خارج البيوت. أذكر أنني كنت في السادسة من عمري وأردت قضاء حاجتي ليلاً. رفضت أمي الأمر خشية معاقبتها من قبل عناصر الجيش اللبناني. لم أصغ إليها وخرجت من المنزل، فرآني أحد العناصر وركلني بقدمه على ظهري، واقتيد والدي إلى المخفر واضطر إلى دفع 15 قرشاً في ذلك الوقت. فصارت أمي تضع دلواً في الغرفة إذا ما اضطر أحدنا لقضاء حاجته". يضيف: "عشنا ظلماً كبيراً وشعرنا بالذل. كنا سبعة أشقاء في غرفة واحدة. واقع خلق لدي رغبة في الانتقام. في المدرسة، شكلت ورفاقي فريقاً لكرة القدم تحت اسم النسور من أجل تحرير أرضنا".
ترك مصطفى المدرسة في المرحلة الثانوية، وشارك في الثورة الفلسطينية وكان حارساً. يقول: "كنت أجمع علب السردين والطون وغيرها من المعلبات وأقدمها للفدائيين. صرت أتردد إلى المواقع العسكرية، لكنني في الوقت نفسه تعلمت مهنة فني بلاط بسبب إصرار والدي، هو الذي كان يردد دائماً أن الثورة كذبة". ويشير إلى أن والده كان بائعاً جوالاً يبيع البطيخ والشمام قبل أن ينتقل للعمل مزارعاً في بساتين الحمضيات"..
وعن نفسه اليوم، يقول : "كانت لي تجربة طويلة في العمل العسكري، إلا أنني تركته من جراء مشاكل مع القادة. وفي الوقت الحالي، افتتحت روضة أطفال في المخيم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق