لماذا الاخفاق في تشكيل الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في لبنان؟



عبد معروف 

تتجدد محاولات بعيدة عن الأضواء لإعادة تشكيل الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين فرع لبنان، وتتكثف الاتصالات والاجتماعات الجانبية بين الفترة والأخرى لتشكيل الفرع وإعادة نشاطاته.

وقد ظهرت عدة محاولات بعد العام 1982، من أجل إحياء الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين قبل فصل الكتاب والأدباء عن الصحفيين لكنها جميعا باءت بالفشل، ولم تتمكن الشخصيات التي شاركت في الاجتماعات التي عقدت وكان أبرزها عام 1987 في مركز الانعاش داخل مخيم مار الياس في بيروت، ثم في مخيم برج البراجنة عام 1995 من إحياء الفرع وقد فشلت كل المحاولات السابقة لأسباب كان منها:

أن المحاولات التي جرت كانت بتوجيهات وقرارات الفصائل الفلسطينية، وبالتالي فإن فشل تشكيل فرع لبنان جاء انعكاسا لفشل الفصائل وأزماتها وخلافاتها وانشقاقاتها وانقساماتها السياسية، رغم مشاركة عدد قليل من الكتاب والصحفيين خارج أطر الفصائل.

كما جاءت المحاولات انعكاسا للانقسامات التي شهدها الإتحاد بعد مؤتمر الجزائر عام 1987 وأدى إلى تشكيل لجنة العمل النقابية للاتحاد، في دمشق.

ولوحظ من خلال الاتصالات والاجتماعات التي عقدت لإعادة تشكيل فرع لبنان، أن الفصائل مازالت بأزماتها وتفككها وعجزها تهيمن وتسيطر على هذه التحركات وتتقاسم النفوذ والحصص وبالتالي، مازالت تعمل على تصدير أزماتها وخلافاتها وانقساماتها إلى الاتحادات الشعبية ومنها إتحاد الكتاب والأدباء أو الصحفيين، لكن ما تعلمه أو لا تعلمه الفصائل أن القوى العاجزة والمنقسمة والمشرذمة لا يمكن لها أن تبني إطارا ثقافيا موحدا وفاعلا وملتزما.

وللتذكير، يشير الكاتب الفلسطيني فتحي كليب في جريدة السفير اللبنانية بتاريخ 27 كانون الأول 1995، " لكن قبل أن تتبلور الأفكار، ويفتح باب النقاش بشأنها، علمنا أن بعض "الكتاب" شكلوا فيما بينهم "لجنة تحضيرية" لإحياء الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين/ فرع لبنان، وتم توزيع مشروع لائحة داخلية على عدد قليل من الكتاب وبعض من وصلهم المشروع لم يعرفوا من هي الجهة التي أرسلته، وتوالت الاجتماعات مرة بعد أخرى، إلى أن كانت التظاهرة الاعلامية بتاريخ 17كانون الأول 1995 وخرج إلى العلن ما سمي بـ"إتحاد كتاب وصحافيي فلسطين في لبنان" بعد مؤتمر قيل انه عقد في المركز العربي الفلسطيني في مخيم برج البراجنة وقد جرت عملية انتخابية "ديمقراطية" ولم يحالف الحظ أي مرشح باستثناء أعضاء اللجنة التحضيرية مطعمة بإسمين آخرين".

والمستغرب أن الشخصيات المكلفة بتشكيل الفرع، معظمها قيادات وكادرات في صفوف الفصائل السياسية وكبار في السن من الزمن القديم، ومازالوا يستعملون نفس الخطاب ونفس الطرق والأساليب القديمة التي أثبتت فشلها وهزيمتها، دون مشاركة فاعلة وجدية من قطاع الشباب، وكأن الزمن توقف عند عصورهم وأزمنتهم. 

إتحاد الكتاب والأدباء هو إطار نقابي له أهميته ودوره في تنظيم الصفوف والحشد ورعاية العاملين في حقل التأليف والكتاب، إلى جانب الدفاع عن القضية الفلسطينية والتعريف بقضايا ونضالات الشعب الفلسطيني.

ومهمة الاتحاد أيضا، الدفاع عن حقوق أعضائه وجمعهم وحمايتهم ماديا ومعنويا في حال تعرضهم لعمل تعسفي وحماية انتاجهم ونشره وتعميمه.

ويعمل الاتحاد على تحقيق الأهداف التالية(كما جاء في النظام الداخلي) :

أ‌. تنظيم ورعاية العاملين في حقل الكتابة والإبداع و التأليف

ب‌.  إحياء التراث الأدبي والفكري والتعريف بأعلام الفكر والثقافة الوطنية والقومية  لشعبنا وامتنا، وأبراز الجوانب الإنسانية والوطنية من الأعمال الإبداعية والدفاع عنها وتعميمها .

ت‌. تمثيل الكتاب والادباء الفلسطينيين في المنظمات العربية الدولية والدفاع عن حقوق أعضاء وحماية إنتاجهم ونشره وتعميمه

ث‌. الانفتاح على الثقافات الإنسانية التي تحارب الظلم والعنصرية وتدافع عن الحق والعدل والكرامة الإنسانية

ج‌. تقرير الصلات مع الكتاب والهيئات الفكرية في العالم العربي وسائر بلدان العالم .

ح‌. الدفاع عن حقوق أعضائه وحمايتهم ماديا ومعنويا في حال تعرضهم لعمل تعسفي وحماية إنتاجهم ونشره وتعميمه

خ‌. تشجيع المواهب الشابة وإبرازها ورعايتها .

د‌. العمل على تنمية طاقات الكاتب والأديب الفلسطيني الإبداعية وتطويرها في جو من الحرية الفكرية والديقراطية .

ذ‌. تشجيع ورعاية الدراسات والأعمال البحثية والنقدية والنشاطات الثقافية وتنظيمها .

ر‌. العمل على تأمين مستوى لائق لحياة الكاتب في جو من الكرامة الاستقرار المادي والمعنوي .

ز‌. حماية الثقافة القومية للشعب العربي الفلسطينين وقيمها الإنسانية والحضارية والروحية ومحاربة الغزو الثقافي والتطبيع والتصدي

لذلك، من حق الكتاب والأدباء الفلسطينيين في لبنان إعادة إحياء فرع الاتحاد ليكون إطارا متماسكا بعيدا عن المناكفات والانقسامات والانشقاقات والأمراض الفصائلية، وذلك لن يكون مادام البعض يعمل على إعادة تشكيل الفرع استنادا لتقاسم الحصص وبتوجيهات وقرارات الفصائل المشرذمة والمأزومة ولم تتمكن حتى الآن من تحقيق وحدتها.

ولابد من التذكير على أن أعضاء اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين هم كتاب وأدباء حقيقيون، بعيدا عن الادعاء والوساطات، وجاء في نص النظام الداخلي ،الكاتب هو القاص والروائي أو الشاعر أو الناقد أو الكاتب السياسي والفكري أو المترجم أو كاتب السيرة أو الباحث الذي صدر له كتابان على الأقل وتقرر اللجنة الفنية المشكلة من المكتب التنفيذي قيمتها الفنية والفكرية والأدبية وحق العضوية لأصحابها.

وقد حدد النظام الداخلي الذي صدر عن الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين أن الكاتب هو :

أولا القاص: ويجب أن يكون قد نشر مجموعة قصصية واحدة على الأقل، أو عددا من القصص القصيرة لا يقل عن عشر، وفي مدى ثلاث سنوات.

ثانيا: الروائي: أن يكون قد نشر رواية واحدة على الأقل .

الشاعر: ويجب أن يكون قد نشر مجموعة شعرية واحدة على الأقل ، أو عددا من القصائد لا يقل عن عشر.

الناقد: ويجب ان يكون قد نشر كتابا في النقد الأدبي أو عددا من الدراسات النقدية لا تقل عن عشر، خلال فترة زمنية لا تقل عن ثلاث سنوات.

مع الاشارة إلى أن اتحاد الكتاب اللبنانيين حدد شروط العضوية: أن يكون مارس الكتابة في حقول الأدب، أو العلم أو الفكر أو الفن وأن يكون نتاجه نشر في كتب أو صحف ودوريات أو كتب للإذاعة أو التلفزيون أو السينما أو المسرح، وحقق المستوى المتميز من الاجادة.

بالنهاية لابد من التذكير أن معظم الكتاب والأدباء الفلسطينيين في لبنان لا يعلمون ما يجري، وليس لديهم علم بأن هناك فرع للاتحاد في لبنان ولا يعلمون أن هناك هيئة إدارية جرى تشكيلها في غفلة ومازالت تصدر البيانات والقرارات والمواقف، ورغم ذلكهناك ضرورة  لإعادة إحياء اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في لبنان، على أسس وطنية وديمقراطية ومهنية، ومن الضروري إخراج الاتحاد من هيمنة الفصائل والقوى السياسية التي تعاني العجز والأزمات والترهل والانقسامات، فعضو إتحاد الكتاب والأدباء هو كاتب وأديب يدافع بقلمه عن شعبه ووطنه وقضيته الوطنية ويكتب بالدم لفلسطين.

وإذا كانت محاولات كثيرة قد شهدها لبنان لتشكيل الاتحاد، لكنها أصيبت بالفشل، وهناك ضرورة من أجل تصحيح مسار العمل ضمن شروط مهنية ونقابية ووطنية، والانطلاق مجددا من نقطة الصفر القائمة على أساس : دعوة الأمانة العامة في المركز لجمعية عمومية للكتاب والأدباء الفلسطينيين في لبنان، يتم خلالها تداول أهمية تشكيل الاتحاد في لبنان وتحديد خطوات العمل، وتشكيل لجنة تحضيرية من سبعة أعضاء، مدة صلاحياتها ثلاثة أشهر فقط، مهمتها الاحصاء وانتساب الأعضاء والتدقيق بالعضوية استنادا للنظام الداخلي، والتحضير لمؤتمر الفرع يعقد بعد ستة أشهر برعاية الأمانة العامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق