المتفوقون الفلسطينيون في لبنان: يجب أن نرفع اسم فلسطين عالياً بكافة المجالات



 وكالة القدس للأنباء – محمد حسن

رغم الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها المخيمات الفلسطينية في لبنان، لكنك إن بحثت بين أزقتها ستجد المتفوقون من كل حدب وصوب، معلنين أنهم أقوى من أي ظروف تحيط بهم، موجهين سهام علمهم باتجاه العدو الصهيوني، الذي يحاول بشتى الطرق إبعاد الشعب الفلسطيني عن العلم الذي هو أساس بالازدهار والتقدم والتحرر.

يوما بعد يوم يثبت الشعب الفلسطيني بكل أماكن وجوده، أن المخيمات هي أصل الحكاية وجوهر الصراع مع الكيان الصهيوني، والنتائج المبهرة التي حققها الطلاب الفلسطينيون بمخيمات لبنان في الشهادة الرسمية لشهادة البكالوريا بفرعي العلوم والاقتصاد والاجتماع، والتي جاءت معاكسة لنتائج الشهادة المتوسطة، هي خير شاهد على بصمة اللجوء الايجابية، حيث بلغ عدد المتفوقين 648، ونسبة النجاح فاقت الـ92%.



الطالب محمد قاسم

محمد قاسم: كنت استعد للتفوق

"وكالة القدس للأنباء" عكست الصورة الايجابية والمضيئة لأبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات. وفي هذا السياق، قال الطالب المتفوق الحاصل على درجة امتياز في فرع علوم الحياة، محمد ماجد قاسم من مخيم الرشيدية لـ"وكالة القدس للأنباء"، إنه خلال مسيرته التعليمية من الابتدائي وحتى الثانوي كان متميزا ومتفوقا، وكان يستعد للتفوق دائماً بالدراسة والاجتهاد والمتابعة اليومية للدروس، بالإضافة إلى دعاء الوالدين ورضاهم عنه.

ووجه محمد قاسم رسالة إلى الطلاب الفلسطينيين، قائلاً: "رسالتي لكل طالب فلسطيني ما في شي اسمه مستحيل، نحن شعب ذكي ولكن ينقصنا الاجتهاد، وواجب على كل واحد منا أن يرفع اسم فلسطين عالياً بكل المجالات".



الطالبة بدر حوران

بدر حوران: تفوق رغم المعاناة

بدورها، أوضحت الطالبة الفلسطينية بدر حوران من مخيم عين الحلوة، الحاصلة على درجة امتياز في علوم الحياة: "الحمد للّه منذ الإبتدائي، كنتُ طالبة في مدارس الأونروا واهتمت العائلة بي جيّداً وكان العلم هو أول اهتمامات عائلتنا الصغيرة. منذ صف الأول وأنا من الأوائل على الدفعة الحمد لله وقد كسبتُ العديد من الجوائز الأكاديمية حتى صف الثاني عشر".

ولفتت حوران إلى أن "هذا التفوق كان نتيجة تعب وسهر سنة كاملة، فرغم الظروف الصعبة التي مررنا بها خلال السنتين الماضيتين من إغلاق مدارس والأوضاع الإقتصادية والسياسة الصعبة في البلد كان هدفي نيل أفضل درجات، وقد تأكّدت دوماً خلال السنة أنني أقوم كل ما بوسعي لأكون جاهزة للإمتحانات الرسمية، مع اهتمام جميع الاساتذة في مدرسة بيسان والتعاون بيني وبينهم ودعم أهلي لي".

وختمت: "الطلاب الفلسطينيين في لبنان يعانون كثيراً ونواجه مشاكل كثيرة إن كان على صعيد الدولة أو حتى ضمن مدارسنا - مدارس الأونروا، ولكنّنا متميزين دوماً لأن الفلسطيني معروف بالعُند وإن وضع فكرة في رأسه يبقى وراءها حتى تحقيقها". ووجهت نصيحة للطلاب الفلسطينيين هنا في لبنان "ألا يستسلموا أبداً، وأن يكونوا دوما جاهزين لمواجهة أصعب الظروف والمشاكل التي قد تواجههم خلال العام، فالأمل هو مفتاح كل نجاح لرفع راية فلسطين عالياً".



الطالب ابراهيم محمد

إبراهيم محمد: علمنا هو السلاح

بدوره، قال الطالب الفلسطيني الحاصل على درجة جيد جداً في فرع علوم الحياة، إبراهيم محمد من مخيم برج البراجنة: "استعديت للحصول على هذه الدرجة من الابتدائي، وكنت دائماً متفوق على أبناء صفي، ووضعت فكرة في رأسي على انني سأبقى متفوق وسأحصل على درجات عالية في الشهادات الرسمية، وبالفعل هذا ما حصل، فقد حصلت في شهادة البريفيه على درجة جيد جداً، وها أنا أحصدها مجدداً في شهادة البكالوريا".

وأضاف محمد لـ"القدس للأنباء": قدمت على البكالوريا الدولية، وتم قبولي من بين 500 طالب، إلا انني واجهت صعوبة في الحصول على جواز السفر، لذلك لم استطع تقديمها، وبعدها قررت البقاء بجانب أهلي والتقديم على البكالوريا اللبنانية، والآن وبعد جهد كبير تم اختياري بالحصول على منحة في الجامعة الأميركية في بيروت".

وتابع: "رغم الظروف المعيشية الصعبة، وانتشار وباء كورونا، أصريت على التفوق، وشكلت مؤسسة صغيرة مع صديقتي حلا شريح المقيمة حالياً في تركيا لمساعدة الطلاب الذين يريدون التسجيل في المنح الدراسية، وبالفعل ساعدنا وما زلنا نساعد الطلاب، لأن هذا الأمر يتطلب الكثير من الجهد والوقت".

وقدم محمد نصيحة للطلاب الفلسطينيين، قائلاً: "بجهودكم تستطيعون أن تحققوا المعجزات، لأننا كشعب فلسطيني في الشتات علمنا هو السلاح الوحيد لتحرير الأرض، وبنجاحكم وتفوقكم تبعثوا رسالتين، الأولى فرح إلى شعبنا الفلسطيني والثانية تحدي للعدو الصهيوني بأننا ما زلنا متمسكين في علمنا".

النتائج المبهرة لثانويات "الأونروا" في لبنان

"وكالة القدس للأنباء" تابعت النتائج المشرفة التي حظي فيها الطلاب الفلسطينيون على امتداد لبنان من جنوبه إلى شماله وكانت النتائج على الشكل التالي: ثانوية الأقصى في مخيم الرشيدية (علوم حياة 94%، اقتصاد واجتماع 92%، تقديرات 55)، وثانوية دير ياسين في مخيم البص (علوم 96%، اقتصاد واجتماع 97%، تقديرات 68)، وثانوية بيسان بمخيم عين الحلوة (علوم 96%، اقتصاد واجتماع 95%، تقديرات 168)، وثانوية بيت جالا بسبلين (علوم 93%، اقتصاد واجتماع 96%، تقديرات 40)، وثانوية الجليل في بيروت (علوم 91%، اقتصاد واجتماع 92، وتقديرات 84)، وثانوية القسطل في بعلبك (علوم 100%، اقتصاد واجتماع 95%، تقديرات 19)، وثانوية الجرمق بالبقاع (علوم 85%، اقتصاد واجتماع 90%، تقديرات 27)، وثانوية الناصرة بمخيم البداوي (علوم 94%، اقتصاد واجتماع 90%، تقديرات 75)، وثانوية عمقا في مخيم نهر البارد (علوم 96%، اقتصاد واجتماع 94%، تقديرات 112).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق