هل يراهن بايدن على صمت الفلسطينيين بمساعدات اقتصادية؟

 


خليل موسى

لم تكن حزمة المساعدات المالية الأميركية للفلسطينيين بقيمة 316 مليون دولار، إلا النتيجة العملية الوحيدة للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم أمس الجمعة.

فمع إعلان بايدن التزامه "بالعمل على تحقيق حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود عام 1967 مع تبادل متفق عليه للأراضي"، فإنه ذهب إلى أن ذلك الهدف يبقى "بعيد المنال، وأمامه العديد من العراقيل".

وقال بايدن، خلال مؤتمر صحافي مع عباس، "لا يمكن الانتظار حتى توقيع اتفاق سلام للإيفاء بالحاجات الملحة للشعب الفلسطيني"، مضيفاً أن "واشنطن شريك أساس في تحسين الحياة اليومية للشعب الفلسطيني حتى إبقاء شعلة الأمل، وإظهار أن الأمور تتحسن". وأعلن أن إدارته تخلت عن سياسة الرئيس السابق دونالد ترمب التي قطعت مساعداتها للفلسطينيين، مشيراً إلى أن واشنطن أسهمت خلال عام 2021 بنحو نصف مليار دولار لدعم الشعب الفلسطيني.

وخلال زيارته إلى بيت لحم أعلن بايدن حزمة مساعدات جديدة للفلسطينيين تبلغ 316 مليون دولار، 200 مليون منها دعماً إضافياً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، و100 مليون دولار لست مستشفيات فلسطينية في القدس.

وتقدم تلك المستشفيات خدماتها لخمسين ألف مريض سنوياً في تخصصات السرطان، وغسيل الكلى، والعناية المركزة لحديثي الولادة وطب العيون والطوارئ المتخصصة.

وبعد أن أسهمت واشنطن بحصتها السنوية الكبرى في ميزانية وكالة (الأونروا) لعام 2021 عقب انقطاع دام لعدة سنوات خلال ولاية ترمب، أعلن بايدن دعماً إضافياً للوكالة بقيمة مئتي مليون دولار، ليصل الدعم الأميركي للوكالة إلى 618 مليون دولار خلال ولايته.

وأعلن بيان للبيت الأبيض، "واشنطن تؤمن بحق اللاجئين الفلسطينيين العيش بكرامة، والحصول على احتياجاتهم الأساسية، وأن خدمات الأونروا الشاملة تشكل شريان الحياة لملايين الفلسطينيين المعرضين للخطر".

وأوضح البيت الأبيض أن ذلك "يتسق مع تفويض الوكالة القاضي بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في انتظار حل عادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، مضيفاً أن الوكالة "تسهم عبر خدماتها بشكل مباشر في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، مما يفيد مصالح الولايات المتحدة وحلفائنا".

من جانبه، ثمن عباس "قرار الرئيس بايدن باستئناف المساعدات الأميركية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك تقديم الدعم للأونروا ومستشفيات القدس الشرقية"، كما رحب "بالرؤية الأميركية بأن الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقون تدابير متساوية من الحرية والأمن والازدهار والديمقراطية".

ودعا عباس بايدن إلى "اتخاذ تدابير سياسية ملموسة لضمان تنفيذ هذه الرؤية على أرض الواقع، وتهيئة الظروف للعودة للمسار السياسي، وحل جميع قضايا الوضع الدائم وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية والاتفاقيات الموقعة".

يقول أستاذ الدراسات الإقليمية في جامعة القدس عبد المجيد سويلم، إن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تراهن على قبول الفلسطينيين بحزم مساعدات اقتصادية تعمل على تحسين وضعهم المعيشي، وحل بعض مشكلاتهم مقابل تأجيل الحل السياسي في إنهاء الصراع مع إسرائيل إلى فترة غير محددة، ومن دون أي التزامات". وأوضح أن الدعم الأميركي يهدف إلى "شراء صمت فلسطيني على عملية دمج إسرائيل في المنطقة"، مشيراً إلى أن "واشنطن غير معنية بالشرق الأوسط لكنها تعمل على معالجة تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا". وأضاف أن الدعم المالي الأميركي ربما يشجع بعض الدول العربية على استئناف نظيره العربي للسلطة الفلسطينية المتوقف منذ سنوات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق