تل الزعتر: حكايتنا التي لا تنتهي



 رأفت مرة 

كاتب وسياسي فلسطيني

تل الزعتر مخيم صار حكاية دائمة: سيرة شعب، ملحمة بطولية، تراجيديا سرمدية، قصيدة عشق، اغنية وطنية، مقاومون حتى النصر، خيانة القريب والبعيد.

مخيم تل الزعتر، لوننا، اسمنا، شكلنا، هويتنا، حياتنا التي لا تنتهي، رصاصنا الحي، وجعنا الذي يخترق العظم، ذاكرتنا المفعمة بالبطولة والدماء.

مخيم تل الزعتر، فطورنا الصباحي، رائحة قهوتنا، سهراتنا في ليال حارة ورطبة، في منازل من صفيح.

مخيم تل الزعتر، مدرستنا، ورشة عمل، مصنع يسرق التعب والعرق، وزواريب من أحلام لا تضيع، ومجتمع عاشت فيه فلسطين حتى الموت.

مخيم تل الزعتر، هنا قاتلنا، هنا صمدنا، هنا كتبنا مسيرة حياة وانسانية، هنا امتزج الدم بالماء والهواء والتراب.

مخيم تل الزعتر، أكبر من مخيم، أوسع من قضية، أعمق من معاناة، أجمل من قصيدة غزلية.

مخيم تل الزعتر، هنا تكتشف خمسين ألف مؤامرة، وتشاهد خنازير السياسة، وتقبض على من يبيع الاخ والأخت والدم، ويهتف علنا لفلسطين.

صرخة امرأة، بكاء طفل، حكاية مفقود، رجال طلعوا كالأشباح، وقاتلوا ما فوق الشجاعة.

مخيم تل الزعتر، اوكسجين الوطنية الذي تغلغل في رئاتنا.

هنا مصنع الرجال، زمن الوطنية، تنهيدة صبية لا تتعب، ابتكار الحياة، واختراع الروح.

هنا صوت الرصاص الذي هز العالم، وصوت المظلوم الذي أيقظ الضمير، ونهاية الظالم والخائن.

مخيم تل الزعتر، سيظل اسمك اخضرا، من زيت وزعتر وكرامة، كلما أشرقت شمس، يا صانع المستحيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق