لبنان يرأس اجتماع اللجنة الاستشارية الخاصة بـ الأونروا في بيروت منتصف حزيران

 

محمد دهشة - نداء الوطن

اجتماع اللجنة الإستشارية الخاصة بـ»الأونروا» والذي سيعقد في بيروت ما بين 14 - 15 حزيران الجاري للمرة الأولى يحظى باهتمام لبناني وفلسطيني بالغ، إذ يهدف للتشاور مع المفوض العام فيليب لازاريني حول القضايا الاستراتيجية المتعلقة بمستقبل الوكالة، ويشارك فيه ممثلو 28 دولة من مانحي المساعدات المالية، إضافة إلى ثلاثة أعضاء مراقبين، هم دولة فلسطين وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي. والاجتماع الذي يعقد دورياً كل ستة أشهر ويترأسه حالياً لبنان، تتجه الأنظار إليه كونه يأتي بعد تصريحات لافتة للازاريني أعلن فيها في رسالة إلى مجتمع اللاجئين في نيسان الماضي أن أحد الخيارات لمواجهة نقص التمويل اللازم للأونروا هو «زيادة الشراكات داخل منظومة الأمم المتحدة مع خيار تقديم هذه المساعدات نيابة عن «الأونروا» وتحت إشرافها لضمان استمرار تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين»، ثم انتقل الى مرحلة «المضيّ» على الرغم من الرفض الفلسطيني الرسمي والسياسي والشعبي، قبل أن يعلن تراجعه شفوياً امام فصائل فلسطينية من دون أن يوثق ذلك في بيان رسمي. ويؤكد أمين سر «اللجان الشعبية الفلسطينية» في لبنان عبد المنعم عوض لـ»نداء الوطن» أن لازاريني «تراجع عن طرحه أولاً عبر الناطقين باسم الوكالة ثم خلال اجتماعه مع الفصائل الفلسطينية وأخيراً عبر رسالة»، و»الاعتراض الفلسطيني انطلق من كون اقتراحه يفقد القضية الفلسطينية امتيازها بأنها قضية سياسية ويحوّلها خدماتية، فضلاً عن انه تدخل غير مبرر في ولاية «الأونروا» وخارج صلاحياته ومهمته البحث عن تمويل مالي لسد العجز»، مشدداً على أن «الحل يكمن في تخصيص موازنة «الاونروا» من الامم المتحدة بشكل دائم وليس الاعتماد على تبرّعات الدول المانحة». وكشف عوض أن عضو اللجنة التنفيذية لـ»منظمة التحرير الفلسطينية»، رئيس دائرة شؤون اللاجئين الدكتور أحمد أبو هولي، سيشارك في اجتماعات اللجنة الاستشارية وسيصل الى لبنان في اليومين المقبلين، وسيعقد اجتماعاً موسعاً مع «اللجان الشعبية الفلسطينية» في لبنان، في سفارة دولة فلسطين في بيروت الخميس المقبل، من أجل وضع ممثليها في أجواء التطورات الفلسطينية، ومناقشة التحديات والصعوبات والمشاكل التي تواجه اللاجئين في لبنان وطرحها في الاجتماعات وبحث سبل معالجتها.ويعتبر اللاجئون أن الاجتماع يكتسب أهمية خاصة كونه يعقد للمرة الأولى في لبنان الذي يتولّى رئاسته، فضلاً عن كونه يأتي في ظل تحذيرات «الأونروا» من أزمة مالية ستعصف بها بفجوة مالية تقدر بـ100 مليون دولار، حيث يتوقع أن تبحث الأزمة المالية، وحشد التمويل من أجل استمرار تقديم الخدمات، علماً ان المطلوب هو زيادتها في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يترنح تحت وطأتها اللاجئون في المخيمات وقد بات أغلبهم يعيشون تحت خط الفقر المدقع والبؤس. وأوضح مسؤول الإعلام والتواصل في «لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني» في لبنان الدكتور أحمد الزعبي لـ»نداء الوطن»، أن لبنان معني باجتماعات اللجنة الاستشارية وإنجاحها، كونه إحدى الدول المضيفة مثل سوريا والأردن وسواهما، ويرأس اللجنة في هذه الدورة، وقد قاربت لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني الملفات المطروحة والتي أثيرت بعد تصريحات لازاريني بشأن اقتراحه الأخير حول نقص بعض الخدمات الى مؤسسات أممية شريكة بأربعة مستويات، الأول حفظ السيادة اللبنانية من خلال ايفاء لبنان بواجباته تجاه المجتمع الدولي واللاجئين، وبما يبدد أي هواجس مطروحة، والثاني بما يحترم الشرعية الوطنية الفلسطينية، والثالث بما يحترم الشرعية الدولية والرابع بالسعي والتحضير الجيد لإنجاح الاجتماعات، وتم نقل رسائل ايجابية الى كل المعنيّين به للوصول الى أفضل ما يمكن من انتزاع حقوق اللاجئين سواء في الصحة أم التعليم أم الخدمات.


وشدّد الزعبي «على أهمية أن تنعقد الاجتماعات في أجواء ايجابية وهادئة، لأن انعقادها في هذه المرحلة بحد ذاته إنجاز، خاصة مع تبديد الشائعات أو قطع الطريق على أي توتر لجهة استحضار مواضيع غير مطروحة، من قبيل نقل صلاحيات «الأونروا» أو وقف التمويل، فكل المعلومات تؤكد أن لا شيء تغير حتى الان، وهناك اجتماعان الاول في نهاية حزيران للدول المانحة لمساعدات الأونروا، والثاني في نهاية العام لتجديد ولايتها، ولبنان عبر لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني معنيّ بنجاح هذه الاجتماعات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق