الاستقلال الوطني وتقرير المصير الفلسطيني


بقلم  :  سري  القدوة

الاثنين 6 حزيران / يونيو 2022.

 

تتواصل محاولات الاحتلال للنيل من الشعب الفلسطيني وتضحياته في ظل تشابك خطوط المؤامرات الهادفة للنيل من وحدته ومحاولة تجيير تضحياته الجسام لأجندات اقليمية ودولية والشعب الفلسطيني يرفض تلك الاجندات الخاصة التي لا تلبي طموحه واتسقلاله الوطني وتقرير مصيره وبات المطلوب من المجتمع الدولي التدخل لوقف العدوان فورا ورفع الحصار الاسرائيلي والتوقف التام عن ممارسة جميع الانشطة الاستيطانية في القدس والضفة الفلسطينية ووضع التهدئة كأساس يضمن تفعيل العملية السياسية وإيجاد افق سياسي يؤدي لإنهاء الاحتلال .

 

مساندة الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة في هذه المرحلة هو واجب عربي وقومي ويتطلب من الجميع المساهمة في مواصلة الحوار لإنهاء حالة الانقلاب والانقسام على الساحة الفلسطينية وتوحيد الجهود الوطنية والدفع بالعملية السياسية إلى بر الأمان والتصدي لكل المؤامرات التي تحاك للنيل من المشروع الوطني والحفاظ على وحدة الاطار التمثيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية .

 

الاحتلال يصعد من مؤامراته ويمارس الارهاب السياسي والفكري ويستمر في سرقة الارض الفلسطينية ضمن نهج حكومة التطرف العنصري برئاسة نفتالي نبيت في الوقت الذي تشتد فيه حلكة المؤامرات الإسرائيلية على الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف يواجه الشعب الفلسطيني شتى صنوف الآلام والمعاناة ويبقى مشهد التهجير ماثلا في ظل عدم قدرة المجتمع الدولي تطبيق خيار حق العودة رغم أن هذا الحق يمثل جوهر وعنوان القضية الوطنية الفلسطينية وحق العودة لم ولن يكون شعاراً يرفعه شعب فلسطين  بل هو حق منصوص عليه في مواثيق الأمم المتحدة وقراراتها ووفقا للشرعية الدولية .

 

بات من المهم ان تدرك الفصائل والأطر السياسية الفلسطينية بكل مكوناتها حقيقة ما يجري حولنا وأهمية والابتعاد عن المصالح والتجاذبات الإقليمية وعدم المراهنة على بعض المواقف التي تهدف النيل من القرار الوطني الفلسطيني المستقل، كونها مؤامرة فاشلة بالتأكيد ولا بد من احباطها والتصدي لها وأنه لا يمكن لأي مؤامرات قائمة ان تنال من الشعب الفلسطيني وإرادته الصلبة والتي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على مشروع الاستقلال الوطني .

 

مؤامرة تجار الدم والنيل من القرار الوطني ليست بالمؤامرة الجديدة علي الشعب الفلسطيني بل كانت سابقا وشهدت الثورة الفلسطينية اكبر مؤامرة في تاريخها للنيل من القرار الوطني الفلسطيني في بيروت وبعد بيروت معركة طرابلس حيث خاض ابطال الثورة الفلسطينية المعارك متوحدين متصديين لمن حاول النيل من القرار الفلسطيني المستقل واليوم يخرج تجار الفتن للنيل من الشعب الفلسطيني ومن القرار الوطني الفلسطيني المستقل ضمن اجندات ضيقة تخدم مصالحهم الخاصة .

 

الانتصار والدولة الفلسطينية لهم معني البقاء في الوجدان والحضور الفلسطيني والتأريخ شاهدا على عطاء شعب فلسطين وقصص كفاحه من اجل نيل حريته وحان الوقت ان نسمي الاشياء بمسمياتها ووضع النقاط على الحروف وكشف مخطط كل الخارجين عن الصف الوطني والعابثين في الوحدة الوطنية ومستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة وكشف وفضح مخططهم التآمري والمضي بتجسيد الانتماء للوطن والحفاظ على التماسك الداخلي الفلسطيني .

 

التغلب على الآثار المدمرة لسنوات الاحتلال الإسرائيلي الطويلة وفتح نافذة أمل حقيقة للأجيال المقبلة يكمن في اعتراف حكومة الاحتلال الاسرائيلي بمسئوليتها التاريخية عن المأساة الفلسطينية والاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على الأراضي المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس ودون ذلك لا يمكن للسلام والأمن أن يستتبا في المنطقة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق