مسيرة الاعلام الاسرائيلية تفضح همجية الاحتلال وعنصريته

 

بقلم  :  سري  القدوة

الأربعاء 1 حزيران / يونيو 2022.

 

لا يمكن تجاهل طبيعة المشهد في القدس وخطورته وبعد اكثر من ثمانيين عاما على احتلال القدس تستنفر دولة الاحتلال بكامل اجهزتها العسكرية والأمنية والشرطية وآلياتها العسكرية لتوفير الحماية الامنية لمسيرة المستوطنين في محيط البلدة القديمة بالقدس المحتلة بعد ان سمحت برفع الاعلام الاسرائيلية وبكل المقاييس فان المؤشرات باتت واضحة وجلية فلا يمكن لهذا الاحتلال الغاصب ان ينعم في الامن او الاستقرار دون منح الشعب الفلسطيني حقه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

 

وبالمقابل شكل صمود ابناء الشعب الفلسطيني نموذجا مشرفا وهم يلوحون في العلم الفلسطيني امام تلك الجيوش المجيشة من المستوطنين وبحماية جيش الاحتلال وآلياتها العسكرية تأكيدا على ان الحق الفلسطيني لا يسقط في التقادم وان الاصرار على نيل الحرية والاستقلال حق مقدس يتوارثه الاجيال جيلا بعد جيل والنصر سيكون دوما حليف الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن حقوقه المغتصبة ويحمى التاريخ العربي والإسلامي وارض الاباء والأجداد ويدافع عن المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشرفيين في معركة بطولية سيسجلها التاريخ بحروف من نور لتكون نبراسا للأمة العربية وكل الأحرار والشرفاء في العالم .

 

وأمام ما جرى في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك من وقائع نقلتها مختلف وسائل الاعلام الدولية لهذا الحدث الغير عادي وتلك التجهيزات العسكرية لحماية المستوطنين والتحول الاستراتيجي في مدى حماية التطرف وجماعات الارهاب والذي يقود المنطقة الى صراعات خطيرة وبالتالي مواصلة وتطور وسائل العدوان والقمع ومحاولات تهويد المسجد الاقصى فأننا نجد انفسنا امام مرحلة جديدة تطلب مراجعة كل ما سبق وإجراء التقييم في ضوء حقيقة المتغيرات التي تحاول سلطات الاحتلال فرضها على ابناء الشعب الفلسطيني كسياسة امر واقع جديدة .

 

حكومة التطرف برئاسة نفتالي بينت تجاوزت كل الخطوط الحمراء والخطوط الدولية والاتفاقيات من خلال عدوانها المتكرر على الأقصى والقدس ومحاولتها فرض واقع يناقض مع الموروث التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف ولا يمكن استمرار الصمت امام ما يحدث كون ان الصمت خيانة والسكوت عار سيلاحق كل من يتاجر بالأقـصى والقدس ولم يحرك ساكنا حيث تحاول حكومة الاحتلال فرض واقعا جديدا وقد عبر آلاف المستوطنين في باب العامود عن عنصريتهم وعدائهم للعرب من خلال هتافهم بشعارات عنصرية تعبر عن ايدلوجيا الارهاب والتطرف ورفع المستوطنين أعلام حركة كاخ الإرهابية المتطرفة ومنظمة لاهافا الإجرامية وقاموا بالاعتداء على كل ما هو عربي في محيط باب العامود بعد العربدة في البلدة القديمة تحت حماية شرطة الاحتلال والمستعربين الذين اعتدوا بوحشية على عشرات الفلسطينيين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية واعتقلت قوات جيش الاحتلال عشرات المعتقلين بينهم فتيات وان ما حدث اليوم في الأقـصى وباب العمود لم يحدث منذ احتلال القدس عام 1967 .

 

وتبقى الحقيقة واضحة وراسخة كون كل ما يجري في أزقة القدس من عربدة للمستوطنين المسلحين يعني حتما نهاية مشاريع الاحتلال وسقوطها، وان الخيار الوحيد المتاح أمام الشعب الفلسطيني سيكون تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت ظلال العلم الفلسطيني الواحد بألوانه الاربعة بدلا من الرايات الحزبية وشعارات تجار الحروب وادعاء المقاومة والتي ستكون بديلا عن البرامج الحزبية الضيقة والشعارات الرنانة وحتما أن للوحدة اذا ما طبقت أن تتعاظم قدرتها لتغير واقع المعادلات القائمة ومواجهة العدوان الاسرائيلي وتعزيز الصمود الفلسطيني في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق