بعد التصعيد الاسرائيلي الجديد في القدس..لتتوقف المراهنة العربية على أوهام السلام

 


عبد معروف

لم يكن اقتحام المتطرفين اليهود لأحياء القدس والمسجد الأقصى برعاية سلطات الاحتلال وحماية من الشرطة والجيش، لم يكن جديدا، بل هو عدوان مستمر ومتصاعد منذ أيار 1948

ليتصاعد اليوم بشكل أكثر استفزازا وتحديا للمشاعر الوطنية والدينية وليؤكد أن هذا العدو مازال في مرحلة الهجوم، والعدوان، ويضرب عرض الحائط كافة القرارات الدولية والاتفاقيات الموقعة التي أعربت الأنظمة التي وقعت عليها عن أملها وحلمها بأن تكون مدخلا لما أطلق عليه خلال العقود الماضية"السلام".

ويأتي التصعيد الصهيوني في القدس في هذه المرحلة، ليحقق أهدافا عدوانية جديدة أولها، أن هذا العدو يعمل بكل قدراته وإمكانياته العدوانية للتأكيد على أن القدس موحدة عاصمة لكيانه العنصري.

كما يعمل من اجل تحويل الصراع من صراع قومي وطني على أرض وطن، إلى ديني طائفي يثير من خلاله المشاعر الدينية والطائفية ويساهم في تأجيج الصراعات الدينية والمذهبية ويؤدي إلى المزيد من الانقسام والشرذمة والتفتيت.

ثانيا، أن التصعيد الصهيوني في القدس والأقصى يهدف إلى تضييق ميادين الصراع من أن تكون على مستوى الأمة لمرحلة، ثم على امتداد الأراضي الفلسطينية لمرحلة أخرى، وبعد ذلك الضفة وغزة، لتصبح في القدس ثم مساحة الأقصى.

ما قام به العدو خلال الساعات الماضية هو تأكيد جديد على أنه مازال يراهن على ضعف المواجهة، ويعلم جيدا الوضع العربي المفكك والمشرذم والمتردي والمترهل، ويعلم أن الاستعداد لمواجهته ليست على القدر المطلوب.

بالمقابل ومع كل تصعيد صهيوني، ومع تصاعد المواجهات والبطولات الفلسطينية في القدس والأراضي المحتلة، تتزايد الخطابات ورفع الشعارات والرايات ووقفات التضامن والهاتافات والبيانات التي "تسمن ولا تغني من جوع".

فالذين يرون أن لا خيار إلا خيار المواجهة والقتال، عليهم اليوم بالاستعداد والوحدة، والدخول في ميادين الصراع وتنظيم الصفوف وحشد الطاقات.

والذين يراهنوان على السلام مع العدو عليهم التأكد اليوم مجددا، أن هذا العدو لا يريد السلام ولا يعمل من أجل السلام وغير جاد بالمفاوضات، وبالتاليلو كان هناك صدق بشعاراتهم وخطاباتهم، عليهم إلغاء الاتفاقيات ووقف المراهنة على التسويات وإقفال السفارات المتبادلة، ووضع حد لسياسة التطبيع.

أمام التصعيد الصهيوني الجديد والمتواصل في القدس والأراضي الفلسطينية كفى تحميل أهالي القدس والأراضي المحتلة مسؤولية قتال ومواجهة عدو الأمة ، فالصراع في القدس وفي فلسطين هو صراع الأمة ، وعلى العرب بأنظمتهم وأحزابهم وقواهم السياسية وأطرهم الشعبية التخلي عن سياسة المراهنات والعجز والتردد، وعلى المخلصين في هذه الأمة الدخول في ميدان الصراع والمواجهة مع الاحتلال وإن لم تتمكن من الدخول في هذه المواجهة فما يجري اليوم في القدس سيتواصل ويتصاعد وسوف تتمكن القوات الصهيونية من تدمير المسجد الأقصى وتدنيس شرف الأمة والدوس على كرامتها في كل العواصم العربية، إن لم يكن من خلال الاحتلال المباشر،، فحتما سيكون من خلال المافيات واللصوص والأجهزة الاستخباراتية وعمليات التخريب الاقتصادي والأمني والمجتمعي وإن غد لناظره لقريب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق