يحيي الشعب الفلسطيني في الخامس عشر من ايار من كل عام ذكرى نكبته الكبرى التي ما زالت متواصلة منذ العام 1948، عندما انقلبت معايير وقيم الانسانية في تعاطي الغرب الاستعماري مع فلسطين وشعبها وبدعمه اللامحدود للحركة الصهيونية ومشروعها العنصريء الذي هو نتاج مسلسل لا ينتهي من نفاق وتكاذب وتزواج هجين بين المشروع الاستعماري الامبريالي وخرافات واساطير تاريخية قدمتها الحركة الصهيونية لتبرير مزاعمها ونظرياتها العنصرية..
في
الذكرى (74) للنكبة، نؤكد على ان مصداقية الهيئات الوطنية امام شعبنا وقواه
وتياراته وامام العالم هو بتطبيق قراراتها والعمل بما نصت عليه، خاصة بما يتعلق
بالعلاقة مع اسرائيل والاتفاقات الموقعة معها وبالخيارات النضالية للشعب الفلسطيني
والعلاقات الداخلية بين مكوناته المختلفة، كي لا تزداد الهوة وتتسع بين الحالتين
السياسية والشعبية ونحن احوج ما نكون الى توحيد كل قطاعات وفئات وتيارات الشعب
الفلسطيني حول خارطة عمل وطني تعيد الاعتبار لحركة الوطنية وآليات نضالها اليومي..
ان
ما يحتاجه شعبنا اليوم هو برنامج وطني يعيد توحيد الشعب بكل مكوناته، ويعيد تقديم
الحقوق الفلسطينية باعتبارها واحدة وموحدة، خاصة في ظل مساعي اسرائيل والولايات
المتحدة لتقسيمها وعزل التجمعات الفلسطينية عن بعضها البعض وتقديم قضاياها
باعتبارها عناوين انسانية اقتصادية منزوعة من سياقها السياسي، رغم انها قضية وطنية
تحررية لشعب احتلت ارضه وهجرت اغلبيته خارج فلسطين بقوة القتل والارهاب الذي
مارسته المجموعات الصهيونية، ومن حق، بل من واجب كل الشعب الفلسطيني النضال
والمقاومة بكل الاساليب لانتزاع حقوقنا المغتصبة والمنتهكة على يد المحتل
الاسرائيلي.
في
ذكرى النكبة، والى جانب النضال السياسي والعسكري، فاننا نشدد على البعد الثقافي
والفكري والاعلامي للصراع، خاصة وان اسرائيل ومن معها يجندون آلاف السياسيين
والمثقفين ومراكز الابحاث والدراسات،
وينفقون عليها المليارات عليها من اجل توجيه الرأي العام العالمي وتكريس الرواية
الصهيونية بجعلها حقيقة راسخة في الوجدان العالمي، وهو ما يتطلب من مفكرينا ونخبنا
السياسية والفكرية والثقافية والاعلامية الاهتمام بهذا الجانب وابرازه وتقديمه
ليحتل مكانته كمحور رئيسي من محاور نضالنا الفلسطيني والعربي والدولي وبما يكرس
الرواية الفلسطينية في مواجهة المشروع الصهيوني..
بيروت
في 15 أيار 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق